مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

قراءة في كتاب «الأدب السنغالي العربي» للدكتور عامر صمب – رحمه الله – (الحلقة الثالثة الأخيرة)

 

المدارس الأدبيّة:
قسم الدكتور عامر صمب – رحمه الله – الأدباء السنغاليين إلى مدارسَ، وَصَلتْ إلى خمس عشرة مدرسةً، وقسمهم حسبَ مدنهم ومراكز تعليمهم وزَواياهم الصوفية(1)، وقد يذكر في المدرسة رجلا واحداً، أو رجلين إلى ستة، وذلك حسب المادة العلميّة والنصوص والتراجم المتوفرة لديه؛ فهناك رجالٌ فصل فيهم تفصيلا مثل الشيخ أحمد بمب (الشيخ الخديم) في نحو 79صفحة، وذي النُّون يونس لي في نحو 53صفحة، والشيخ الحاج مالك سه في نحو 44صفحة، والقاضي مجخت في نحو 36صفحة، ورجالٌ توسط فيهم، وآخرون تحدث عنهم في  بضعِ صفحاتٍ.

 

المدارس الأدبيّة:

قسم الدكتور عامر صمب – رحمه الله – الأدباء السنغاليين إلى مدارسَ، وَصَلتْ إلى خمس عشرة مدرسةً، وقسمهم حسبَ مدنهم ومراكز تعليمهم وزَواياهم الصوفية(1)، وقد يذكر في المدرسة رجلا واحداً، أو رجلين إلى ستة، وذلك حسب المادة العلميّة والنصوص والتراجم المتوفرة لديه؛ فهناك رجالٌ فصل فيهم تفصيلا مثل الشيخ أحمد بمب (الشيخ الخديم) في نحو 79صفحة، وذي النُّون يونس لي في نحو 53صفحة، والشيخ الحاج مالك سه في نحو 44صفحة، والقاضي مجخت في نحو 36صفحة، ورجالٌ توسط فيهم، وآخرون تحدث عنهم في  بضعِ صفحاتٍ.

وقد تحدث في الجزء الأول عن عشر مدارس، وهي: 

1.  مدرسة گَـِدِي (Guédé) [1/45]، وذكر منها علمين: وهما: المجاهدُ الشيخ الحاج عمر الفوتيُّ، والحاج ممدُ باه (محمود با).

2.  مدرسة اندر (Ndar) [1/90]، وذكر منها ثلاثة أعلام، وهم: الشيخ دود سك، والشيخ أحمد عَيان سه، والحاج ماجور سيس (كمب).

3.  مدرسة گنكيل (Ganguel)[1/149]، وذكر منها علما واحداً، وهو العالم الكبير والمؤرّخ الشهير: الشيخُ موسى كمرا.

4.  مدرسة كجلن (N’guiguilone)[1/176]، وذكر منها أربعة أعلام، وهم: الشيخ محمد عباس آن، وجرن حامد آن أحمد تلر، وأحمد بن أبي بكر بن عبد القادر آن، ومحمد المصطفى آن.

5.  مدرسة لوگ (Louga) [1/211]، وذكر منها علمين، وهما: الحاج عباس سل، وعامر بن إبراهيم صمب (وهو المؤلِّف نفسُه عينُه)

6.  مدرس تيس (Thiès)، [1/236]، وذكر منها: ثلاثة أعلام، وهم: محمد الفوتي، وابناه: ذو النون يونس لي، وابن العربي لي.

7.  مدرسة كلدا (kolda)، [1/294]، وذكر منها علمين: الحاج محمد الأمين بن زبير، والشيخ محمد جولد بن عمر بن زبير.

8.  مدرسة دار الخير [1/327]، وذكر منها علماً واحدا، وهو الشريف محمد شمس الدين بن الشيخ محفوظ. 

9.  مدرسة غامبيا (Gambia) [1/350]، وذكر منها علمين: الحاج عبد الله بن إبراهيم بن محمد جوب، والشيخ علي في ابن حان.

10.  مدرسة سوكون (Sokone) [1/355]، وذكر منها علماً واحدا، وهو الشيخ الحاج أحمد دم المفسِّر.

ثم تحدّث في الجزء الثاني عن خمس مدارس، وهي:

11.  مدرسة كولخ (Kaolack) [2/5]، ] وذكر منها أربعة أعلام، وهم: الشيخ عبد الله انياس، وابناهُ الشيخ محمد الخليفة انياس، والشيخ إبراهيم نياس، والشيخة مريم نياس، والشيخة رقية انياس بنتَا الشيخ إبراهيم.

12.  مدرسة عينمان (أي: عين ماضي) [2/48]، وذكر منها أربعة أعلام، وهم: القاضي مجخت كل، وابناهُ ممر صاصم جخت، وعثمان جخت، والحاج هادي توري.

13.  مدرسة تواون (Tivaouane)[2/118]، وذكر منها خمسة أعلام: الشيخ الحاج مالك سه، والسيد أبو بكر سه، والشيخ أحمد التجاني سه، والحاج منصور سه، والحاج عبد العزيز سه.

14.  مدرسة دكار (Dakar)[1/207]، وذكر منها علما واحدا، وهو الحاج الشيخ محيي الدين گَسمه.

15.  مدرسة طوبى (Touba)[2/218]، وذكر منها ستة أعلام، وهم: الشيخ أحمد بمب امباكي (الشيخ الخديم)، والشيخ محمد البشير امباكي، والشيخ مصطفى امباكي، والشيخ أحمد مختار سك، والشيخ إبراهيم جوب المشعري، والحاج الشيخ أحمد امباكي غيدي فاطم.

وقد اشتمل هذا الجزء أيضاً على ملحق ذكر فيه عشرة أدباء ونيف، ولم يتجاوز في بعضهم إيرادَ قصيدة لهم أو أكثر، لقلة المادة العلمية، وكذلك يلاحظُ الناظر أن بعضاً ممن ذكرهم في الملحق كان اللائقُ إدراجَهم ضمن إحدى المدارس السابق ذكرها مثل  الحاج سعيد بن محمد نور تال الذي ينتمي إلى مدرسة «كدي» التي رائدها جدهُ الشيخ الحاج عمر الفوتي، ولعل السببَ في هذا الاضطرابِ – وهو معذور – عدم صدور الجزأين في سنة واحدة؛ فالجزء الأول صدر سنة 1398هـ/1978م، والثاني سنة 1399هـ/1979م، فكأنه بعد صدور الأول عثر على تراجم ونصوص جديدةٍ، فاضطُر إلى جمعها ضمن هذا الملحق، لاسيما أن هذا الملحق لم يرد في النسخة الفرنسية للكتاب التي نشرت أولا سنة 1972م. وكذلك فغير مستبعدٍ أن يكونَ السببُ هو رغبَتَهُ في الحفاظِ على قالَب الأطروحة التي كانت مكتوبة بالفرنسية، إذ ليست النسخة العربية إلا ترجمةً وتعريباً لهَا.

فهذه هي المدارسُ التي تطرّق إليها الدكتور عامر صمب – رحمه الله -، والأدباء الذين تناول آثارهم بالعرض تارة وبالدراسة تارة أخرى.

ملامح عامة حول الكتاب:

إن الناظر في الكتاب يتعجب من علوِّ همةِ الشيخ الدكتور عامر صمب – رحمه الله – وقوة عزمه، وذلك ما ساعده على جمع هذا السفر الذي لا تحصى حسناته، ونذكر منها:

– كونُ الكتاب حافلًا بتراجم كثيرٍ من أعلام البلاد السنغالية، ومصدراً لمن يريد الوقوف على حياتهم وسيرهم؛ فقد ترجم – رحمه الله – لأكثر من خمسين أديباً سنغالياً، وإن تفاوتوا صيتاً وعلماً، واختلفَ منهجُه في الترجمة لهم؛ فقد اختصر في بعض، وفصّل في بعض آخرَ، وذلك حسب المادة العلمية!

– احتواءُ الكتاب على قدرٍ كبيرٍ من النُّصوص الأدبيّة، لاسيما الشعرية؛ فقد ذكر الشيخُ المؤلف جمهرةً من الشعراء السنغاليين، باختلاف مشاربهم وزواياهم الصوفية، وتفاوتِ أشعارهم؛ فمنهم المجيد المبرّز الذي لا يلحَق، كذي النون يونس لي القادريّ، أحسنهم شعراً، وأغزرهم بحرا، والشيخ محمد الخليفة انياس التجانيّ، والشيخ إبراهيم جوب المشعريّ المريديّ، وتيرن حامدن آن التلري القادريّ، ومنهم فئة أشعارهم إلى شعر الفقهاء أقرب منه إلى الشعر الفنيّ الرصين، وكانوا رجالاً صالحين!

– رصدُ الكتابِ للحياة العلميّة في السنغال، والتي كانت في أوج نشاطها وازدهارها خلالَ النصف الأول من القرن العشرين الميلاديّ؛ فقد تعرض الشّيخ المؤلف لأشهر المدارس العلمية التي كان الطلبة يشدُّون إليها، وللعلماء الذين كانوا قبلة المتعلمين، إلى عنايته بذكر الكتب التي كانت متداولة بين أهلِ العلم، حتى إن بعضاً منهم اشتهر بكتاب معين، مثل: سارن صالح المعروف بسارنُ سالف الذي كان متقنا للجزء الأول من مختصر خليل، وسارن الحسن الذي كان متقنًا للجزء الثاني منه، وسارن سليمان مدارِ الذي كان لا يعلِّم إلا الرسالةَ لابن أبي زيد القيرواني(2) ، وكذلك عثمان الأول الذي كان بـ«كجلن» «يترأس مدرسة الفقه، فقد لقبوه بلقب «الأول» لأنه كان يعرف حق المعرفة الجزء الأول لمختصر خليل ويدرسه جد التدريس(3) »، كما لُقِّب بـ«الثاني» ابنه أحمد مختار الثاني؛ لأنه كان يحسن تدريس الجزء الثاني للمختصر(4) .

– رصدُ الكتاب لحركة التأليف عند العلماء السنغاليين؛ فقد عنيَ الشيخ الدكتور – رحمه الله – بتتبع المؤلفات التي خلَّفها هؤلاء الأفذاذ في مختلف العلومِ، نقليًّا وعقليا، منظوما ومنثوراً، مطوّلا ومختصرًا(5) :

ففي التفسير نعثر على كتاب «ضياء النيرين الجامع بين علوم الطائفتين»، للشيخ أحمد دم سوكون  – رحمه الله – الذي مكث في تأليفه عشرين سنةً.

ففي العقيدة نعثر على منظومة «مواهب القدوس» نظمِ أم البراهين للإمام السنوسي، وهو للشيخ الخديم، وإفادة المستفيد في عقائد التوحيد، للشيخ أحمد سوكون دم – رحمهم الله -.

وفي الفقهِ نعثر على تقاييد مفيدة على مختصر الشيخ خليل، وكتاب «رفع الحرج والإثم عمن تعاطى ما لا يضرّه من الدخان والشمّ»، وهما للشيخ  الحاج موسى كمر ، وهبة الكريم المالك في أحكام الطهارة والصلاة على مذهب الإمام مالك، للشيخ الحاج مام ماجور سيسه، و«الجوهر النفيس» نظم مختصر الأخضري في الفقه المالكي، للشيخ الخديم  – رحمهم الله -.

وفي التصوف نجد «رماح حزب الرّحيم على نحور حزب الرّجيم»، و«تذكرة المسترشدين وفلاح الطالبين»، للشيخ المجاهد الحاج عمر الفوتي تال، و«مسالك الجنان» – نظمِ خاتمة التصوف لليدالي الشنقيطي -، و«منور الصدور» – نظم بداية الهداية للغزالي -، وهما للشّيخ الخديم، و«إفحام المنكر الجاني» للشيخ الحاج مالك سه، و«كاشف الإلباس عن فيضة الختم أبي العباس»، وروح الأدب، وهما للشيخ إبراهيم نياس، وجلاء القلوب من فتح علّام الغيوب، للشيخ أحمد دم سوكون دم  – رحمهم الله -.

وفي النّحو والصرف نعثر على منظومة: «يوانع البسر والأعناب في بعض ما يحتاج من حقائق الإعراب» للشيخ محمد الأمين بن زبير، والبحر المحيط في التصريف، ومراقي التبشير في منبع الصعود، وتمرين الطُّلاب وبغية المولع في الإعرابِ، وهما للشيخ علي في ابن جان، والمقدمة الككية للشيخ مور قج كمب جوب، ومنظومة «تحفة الأطفال» في الصرف للشيخ إبراهيم انياس، كما نظم ثلاثةٌ منهم المقدمةَ الآجروميّةَ المشهورةَ، وهم الشيخ الخديم في «سعادة الطلاب»، والشيخ أحمد بن أبي بكر بن عبد القادر آن المشهور ببوكر، في «إعانة الطلاب في فهم ما خفيَ من الإعراب»، والشيخ علي في ابن جان أيضًا الذي نظمها في (316بيتاً).

وفي العروض نعثر على «مبين الإشكال» للقاضي مجخت كل، ومنظومة الشيخ الحاج مالك سه في العروض، وتوضيح الطلاب في معرفة أوزان العروض، للشيخ علي في ابن حان، وكذلك الأستاذ الكافي في علميِ العروض والقوافي للشيخ الحاج موسى كمرا.

….إلى مَا ألّفوا في السيرة والتاريخ والفلك والحساب وغيرها(6) .

وهذه المؤلفات المبثوثةُ عناوينها بين دفَّتي الكتاب لو عنيَ بجمعها وتصنيفها وبيان موضوعاتها، وما طبع منها وما لم يطبع لكان عملا جليلا، وخدمة مشكورة!

ملاحظات واستدراكات:

فهذه تطوافةٌ سريعة على صفحات كتاب «الأدب السنغالي العربي» للشيخ الجليل الدكتور عامر صمب – رحمه الله – الذي يعدُّ أول من يتصدى لدراسة الأدب العربي السنغالي، وإذا صعَّدتَ النظر إلى الكتاب وصوَّبتَهُ وجدت أنهُ قدم للأمة وللتراث العربيّ خدمةً جليلةً تستحقُّ كلَّ الثناء والتنويه، فقد عرَّف بالعلماءِ، وحسر الخمار عن كثير من مؤلفاتهم وتراثهم الأدبيّ منثوراً ومنظوماً، واحتوَى كتابهُ على ما لا يوجَد بتاتًا في غيره من كتب المؤلفين السنغاليين، فهو بلا شك كتابُ علم وأدب وتاريخ وتراجم!

ومع نفاسةِ الكتابِ وجلالة قدره فعلى الباحثين والداسين أن يتشمّروا لإكمال هذا المشروع الذي أطلقه الدكتور عامر صمب – رحمه الله -، وسدّ ثغرات النقص الذي فيه، ويكون ذلك في نظري بما يلي:

1- استدراكُ ما فات من المدارس الأدبية، مثل مدرسة «جامل» وغيرهَا… (7) ، وكذلك كشف الخمار عن الأدباء والعلماء الذين يقطنون الديار الفوتيَّة والكازمانسية التي لا نكاد نعرف عنهم شيئًا(8) .

2- استدراك منْ فاتَ من الأدباء والشعراء المنتمين إلى المدارس الأدبية المذكورة في الكتاب، فمثلًا فاته من «المدرسة الطوبوية» أعلامٌ مثل الشيخ امباكي بوسو….، وفاتَه من مدرسة «لوغا» الشيخ محمد الصغير امبي المعروف بمام شيخ مبي، وهو قبلَ الشيخ عباس صل المذكورِ، وإن اختلفت مشاربهما الصوفية!

3- استدراك ما فات من تراث الأدباء الذين ذكرهم؛ فقد فاته ممنّ ذكرَ وترجم لهم نصوصٌ ومؤلفاتٌ قدْ لا تقل أهميَّةً ممّا أوردَ، ولعلَّ السببَ هو عدمُ وقوفهِ عليها أثناء البحث والتأليف، أو اختلاف الأذواق في الاختيار والانتقاء.

وهذه الأمورُ التي ذكرتها، لم تكن تعزب عن بال الدكتور عامر صمب – رحمه الله-، ولم تكن عليه خافية، بل كان واعياً لها تمام الوعي، فلذلك قال في خاتمة كتابه ما نَصُّه:«حين نتصدَّى لخاتمة هذه المنتخبات الأدبية شعرا ونثرا فلا بدَّ من أن نطرح على أنفسنا بعض أسئلة: هل لا يوجد من السنغاليين من كان ليختار نصوصا غير نصوصنا وهي لا تقل قيمةً؟ وألم نقدّم مدرسة على مدرسة أخرى؟ أم شاعرا على شاعر آخر؟ أم كاتبا على كاتب آخر؟ ألم نعتبر شاعرا من المقلّين حيث علينا أن نعدّه من الفحول؟ ألم نهمل نصوصا منظومةً كانت أو منثورةً وهي جديرة بمكانة مرموقة في كتابنا هذا؟ هل لا يوجد نُقَّاد يلومون منهاجنا الجغرافي، وعلينا أن ننهج منهاجا تاريخيا حسب وقوع الأمور في ممرّ الزمان(9) ». ثم قال: «نحن على ثقةٍ بأننا قد نسينا وأهملنا تعمّدًا بعض الأدباء ذوي النفوذ، وسببُ ذلك فإننا لم نعثر على أي نصٍّ منهم مهمًّا بحثَنَا وإلَّا قد وجدناهُ لكنَّ هؤلاء المنسيِّين هم متخصصون بفنٍّ لا نعتبره أدبيًّا»(10).

وقد قدَّم – وخلاهُ ذمٌّ – أجوبةً سديدةً لبعض الأسئلة التي طرحها، وحسبهُ فخرًا أنهُ بعمله هذا قدّم عملا فريداً منْ نوعه، لَمْ يفترِعْهُ من قبله ولا مَن بعدهُ، ووضع اللبنةَ الأساس «لتشييدِ صرْحٍ ثقافيٍّ»، يمكنُ أن يكون عمدةً ومنطلقًا للباحثين في دراساتهم باختلاف مشاربهم وتخصّصاتهم، لاسيما الباحثين في الأدب العربيّ، والمهتمّين بالتاريخ وفنِّ التراجم.

إن جوانب الاستدراك التي ذكرتها، – وقد تفوتني جوانب أخرى – ليس تنفيذها والقيامُ بها أمراً محالًا ولا عملًا شَاقًّا، لاسيما مع اشتعال جَذوة حبِّ البحث والاطّلاع خلالَ هذه السنواتِ الأخيرة في قلوب كثير من الطلبة المستعربين. لذلك أرى أن هناك ثلاثَ جهاتٍ يمكنهم التعاون على إكمال مشروع الدكتور عامر صمب – رحمه الله -، وتأليف كتابِ ذيل وصلةٍ وفَواتٍ وتكملةٍ، أو تأليف كتاب شامل عن الأدب السنغالي العربي، وهذه الجهات هي:

1- المعهدُ الأساسي لإفريقيا السوداء (IFAN)، فهذا المعهد يجمع في خزائنه ذخائر من التراث السنغالي العربيّ، إلى كثير من المصادر التي اعتمد عليها الدكتور عامر صمب – رحمه الله – في تأليف كتابه. وينبغي أن يكون من وظائفه خدمةُ الباحثين، بتمكنيهم من مخطوطاته استنساخًا وتصويراً!

2- الطلبة الجامعيون المستعربون بجامعة شيخ أنت جوب بدكار، بمن فيهم المسجلون بمدرسة تكوين الأساتذة (FASTEF)، فهؤلاء يمكنهم من خلالِ بحوث التخرج أن يُقدِّموا للمكتبة التراثية السنغالية خدمات جليلةً، لكن – للأسف -(11)! 

3- الطلبة المستعربون الذين يتابعون دراساتِهم الجامعيةَ في أَحدِ البلدان العربية مثل المغرب، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والسودان، وللأسف فإن كثيرًا منهم لا يعقلون، فكم أنفقوا جهوداً في موضوعات لا تسمن ولا تغني من جوع، فلو صرفوها إلى خدمةِ تراثهم لكان أنفعَ وأجدَى وأبقَى(12)!!

***

فهذه محاولة متواضعة للفتِ الانتباه إلى العالم الكبير والبحَّاثة الخبير الدكتور عامر – رحمه الله -، وإلى كتابه النفيس «الأدب السنغالي العربي» الذي لا يغنَى عنه باحثٌ في التراث السنغالي، وإلى ضرورةِ تشمّر الباحثين والدارسين لتحقيق كتابه وإعادة نشره، مع التعاون العلميّ الجادّ من أجلِ إكمال مشروعهِ هذا خدمةً للتراث وللأمة الإسلامية جمعاء.

ــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1 ) الأدب السنغالي العربي (1/7)

( 2) الأدب السنغالي العربي (1/158)

( 3) المصدر السابق (1/177)

( 4) المصدر السابق (1/178)

(5 ) لم أذكر هنا إلا ما أورده الدكتور عامر في كتابه، وإلا فتُرْبي المؤلفات السنغالية على هذا القدر المذكور.

( 6) ..

(7 ) وممَّا ينحُو هذا المنحى بحث الدكتور جيم درامي، وعنوانه:«من كبار الأدباء السنغاليين، الحاج عَلِيٌ سَتُ سِيسِ (1905-2000م) الشاعر السّالُمِي الجامَلِيّ المجهول»، وهو منشور ضمن العدد الثاني من مجلة «فقه اللسان»، التي سيصدرها مركز ابن أبي الربيع السبتيّ للدراسات اللغوية والأدبية.

( 8) ويعد «الثقافة العربية الإسلامية في غرب إفريقيا» للدكتور عمر صالح الفلاَّني (عُمربا) – حفظه الله – خدمةً جليلة؛ فقد حسر الخمار عن بعض المخبوء في تلكم الديار الفوتية والكازمانسية. والكتابُ مطبوع منشور.

( 9) الأدب السنغالي العربي (2/327)

(10 ) المصدر السابق.

( 11) وننوه ببحوث وقفنا علينا، مثل: المدائح النبوية في الشعر السنغالي العربي، للطالب إبراهيم صمب، والمدح النبوي في شعر الحاج محمد الخليفة انياس، للطالب محمد انجما كاه، والبُعْد الفني في شعر المديح النبوي للشيخ أحمد بامبا مباكي، لشيخنا الأستاذ المفتش عبد الأحد لوح، والدروس التربوية المستفادة من قصيدة «فتح العظيم» للشيخ أحمد الصغير امبي، للطالب مصطفى لوح، والشيخ الحاج مالك حياته وشعره، للطالب محمد نيانغ. 

(12 ) وننوه بأطروحة الدكتور عثمان جه، التي عنوانها: التجانية في الأدب السنغالي العربي، وقد طبعت كتاباً.

وكذلك ننوه – عرَضاً – بجهود المرحوم الشيخ تجان غي؛ فقد خدم اللغة العربية والأدب العربي السنغالي خدمات جليلة، ومن أعماله هذه الكتب الخمسة: القاضي الأريب مجخت كل، والمرشد الشاعر الشيخ أحمد عيان سه، وهذا العبقري الشيخ محمد الهادي توري، والإيناس في حياة وأعمال الشيخ الخليفة محمد انياس، والشيخ عباس صل حياته وأعماله.

* * *

تغمده الله برحمته الواسعة وصب على روضته شآبيب العفو والرضوان

أبو مدين شعيب تياو الأزهري الطوبوي

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق