الرابطة المحمدية للعلماء

علماء يفسرون أسباب اتخاذ القمر شكلا غير كروي

عكف فريق من العلماء على محاولة فهم الأسباب وراء اتخاذ القمر شكلا غير كروي تماما، ونشروا نتائج دراستهم أخيرا في مجلة نيتشر العلمية.

فالقمر ليس كروي الشكل تماما، بل هو كروي مسطح قليلا، وهو منتفخ قليلا من الجهة المقابلة للأرض، بخلاف الجزء الذي يبقى على الدوام مختفيا عن الأرض.

والقمر جرم صخري يدور حول كوكب الأرض، ضمن المجموعة الشمسية التي تشكلت قبل 4.5 مليار سنة. لكن القمر لم يتكون مع تشكل المجموعة، بل نشأ بعد ذلك جراء اصطدام جرم كبير بكوكب الأرض الذي كان حديث التكوين، بحسب الرأي العلمي السائد اليوم.

وفسر العلماء هذا التشوه في شكل القمر بتأثير جاذبية الأرض عليه حين كان قريبا جدا منها في بداية تشكله. وفي تلك الحقبة كان القمر عبارة عن كتلة من الصخور الملتهبة الناجمة عن ارتطام جرم بكوكب الأرض، فانجذب جزؤه المقابل للأرض وانتفخ، ثم برد وتصلب على هذا النحو.

وهذه الجاذبية أيضا هي التي جعلت جزءا واحدا من القمر يقابل الأرض دائما، وهو ما يفسر أن سكان الأرض لا يشاهدون سوى الجزء نفسه منه دائما.

وقام العلماء، للتوصل إلى هذه النتيجة، بتحليل خرائط القمر مع إغفال الفوهات الكبيرة على سطحه، لأنها ظهرت بعد تشكل القمر بمدة، جراء ارتطام أجرام متفاوتة الأحجام به.

وقال العلماء المشرفون على الدراسة في اتصال مع وكالة فرانس برس إنهم استوحوا خلاصاتهم من نتائج الدراسات على الجرم “أوروبا” أحد أقمار كوكب المشتري، وهو قمر يحتوي تحت سطحه المتجمد على محيط من المياه السائلة.

وشبه العلماء قمر المشتري ذي المحيط السائل تحت سطحه المتجمد، بقمر الأرض في بدايات تشكله حين كان عبارة عن محيط من الصخور السائلة الملتهبة تحت سطح صخري بدأ يتجمد.

وأوضح العلماء أن فهم الأسباب التي جعلت القمر يأخذ هذا الشكل تساعد في فهم عدد كبير من الظواهر الجيولوجية عليه، منها أن البراكين، التي أصبحت خامدة اليوم، موجودة في الجزء المقابل للأرض فقط، أي الجزء الذي كانت فيه الحمم تنجذب إلى السطح بفعل جاذبية الأرض، فتخرج من تشققات السطح.

ويعتقد العلماء أيضا أن فهم طريقة تطور القمر، وهو أقرب جرم إلى كوكب الأرض، يعين على فهم القواعد التي حكمت تشكل أجرام أخرى في مجموعتنا الشمسية.

ويقع القمر على بعد 384 ألف كيلومتر من الأرض، وهو يواصل ابتعاده عنها بواقع 3.8 سنتيمترات سنويا، ويبلغ محيطه الدائري عند خط الاستواء عشرة آلاف و920 كيلومتر، أي أقل من المحيط الدائري للأرض البالغ 40 ألف كيلومتر عند خط الاستواء بـ3.7 مرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق