مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

سبطُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورَيحانتُه، الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهُما

اسمه ونسبه: وولادته:

هو سيّدنا الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشي الهاشمي، أبو محمد، سبطُ النبي صلى الله عليه وسلّم وريحانتُه.

 وأمه فاطمة بنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدةُ نساء العالمين، وهو سيد شباب أهل الجنة، وريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وشبيهُه، سماه النبي صلى الله عليه وسلَّم الحسن، وعقَّ  عنه يوم سابعه، وحلقَ شعره وأمر أن يتصدق بزِنَته فِضَّة، وهو خامس أهل الكِسَاء[1].

وقد سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن، وكنّاه أبا محمد، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية، فقد روي عن ابن الأعرابي، عن المفضل، أنّه قال: (إنّ الله حجبَ اسم الحسن والحسين حتى سمّى بهما النبي صلى الله عليه وسلّم ابنيه الحسن والحسين، قال: فقلت له: فاللذين باليمن؟ قال: ذاك حسن ساكن السين، وحسين بفتح الحاء وكسر السين، ولا يعرف قبلهما إلا اسم رملة في بلاد ضبة)[2].

ولد سيّدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رَضي الله عنهما في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وقيل في شعبان منها. وقيل ولد سنة أربع وقيل سنة خمس. والأول أثبت[3].

فضائله:

 ورد في فضل سيّدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عدّة أحاديث، منها:

 ما رواه أبو سعيد الخدري رضيَ الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة»[4].

 ومنها: ما روتهُ أمّنا أمّ سلمة رَضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلّم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءً، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فقالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير»[5].

ومنها: ما رواه أسامة بن زيد رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلّم، أنه كان يأخذه والحسن ويقول: «اللهم إني أحبهما فأحبهما»[6].

رواياته للحديث الشريف:

يعدّ سيّدنا الحسن بن علي بن أبي طالب ممّن تشرّفوا برواية الحديث النبوي الشريف عن جدّه سيد الخلق صلى الله عليه وسلّم، ولم يكن مكثراً في الرّواية، كما روى أيضاً  عن أبيه علي، وأخيه الحسين، وخاله هند بن أبي هالة. وروَى عنه: ابنه الحسن، وعائشة أم المؤمنين، وأبو الجوزاء ربيعة ابن شيبان، وعبد الله وأبو جعفر ابنا علي بن الحسين، وجبير بن نفير، وعكرمة مولى بن عباس، ومحمد بن سيرين، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وهبيرة بن يريم وسفيان بن الليل، وغيرهم[7].

وفاته ومقبره:

توفّي سيّدنا الحَسن بن علي بن أبي طالب بعد عمر عامر بطاعة الله، وحقن لدماء المسلمين، فهو الذي أصلح الله على يديه  الطائفتين، فلم يطمح للخلافة، ولم يحفظ عنه أيّ تعلّق بها، وقد تنازل عنها لصالح سيّدنا معاوية بن أبي سفيان للمصلحة الرّاجحة التي رآها، ودفن بالبقيع.

وأمّا سنةَ وفاته فقد اختلف فيها، فقيل: مات سنة تسع وأربعين، وقيل: مات سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين. ويقال: إنه مات مسموماً[8].

————————————————————————————————

[1]  أسد الغابة: 1/487. تهذيب التهذيب: 2/295.

[2]  أسد الغابة: 1/488.

[3]  الإصابة: 2/60.

[4]  أخرجه التّرمذي في سننه: باب مناقب الحسن والحسين عليهما السّلام. 5/656. وقال: هذا حديث حسن صحيح.

[5]  أخرجه أحمد في المسند: 44/217. ح: 26597. والترمذي في سننه: باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنهَا: 6/182. وقال: هذا حديث حسن صحيح وهو أحسن شيء روي في هذا الباب.

[6]  أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة. باب مناقب الحسن والحسين رضيَ الله عنهما. 5/26. رقم: 3747.

[7]  تهذيب الكمال: 6/221. تهذيب التهذيب: 2/296.

[8]  الإصابة: 2/66.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق