مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات محكمة

دالية المقنع الكندي! (دراسة وتحليل)

قال المقنع الكندي(1): [من الطويل]

يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَا = دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تَكْسِبُهُمْ حَمْدَا

أَلَمْ يَرَ قَوْمِي كَيْفَ أُوسِرُ مَرَّةً = وَأُعْسِرُ حَتَّى تَبْلُغَ الْعُسْرَةُ الْجَهْدَا

أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا = ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُوا لَهَا سَدَّا

فَمَا زَادَنِي الْإِقْتَارُ مِنْهُمْ تَقَرُّبًا = وَلا زَادَنِي فَضْلُ الْغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا

وَفِي جَفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ الْبَابُ دُونَهَا = مُكَلَّلَةٍ لَحْمًا مُدَفَّقَةٍ ثُرْدَا

وَفِي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيقٍ جَعَلْتُهُ = حِجَابًا لِبَيْتِي، ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْدَا

وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِي = وبَيْنَ بَنِي عَمِّي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا

أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُمُ = دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا

فَإِنْ يَأْكُلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُمْ = وَإِنْ يَهْدِمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدَا

وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبِي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ = وَإِنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رُشْدَا

وَإِنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي = زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تَمُرُّ بِهِمْ سَعْدَا

وَلَا أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ = وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الْحِقْدَا

لَهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِي غِنًى = وَإِنْ قَلَّ مَالِي لَمْ أُكَلِّفْهُمُ رِفْدَا

وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًا = وَمَا شِيمَةٌ لِي غَيْرَهَا تُشْبِهُ الْعَبْدَا

*   *  *

من عيون الشعر العربي الباهرة وسموط الدهر البديعة والسائرة، دالية محمد بن ظفر بن عمير، المشهور بـ«المقنع الكنديّ»، لقناعٍ كان يضعه على وجههِ، قال أبو الفرج الأصبهاني: «قال الهيثم: كان المقنّع أحسن الناس وجها وأمدهم قامة وأكملهم خلقا، فكان إذا سفر لُقِعَ – أي أصابته أعين الناس – فيمرض ويلحقه عنَتٌ، فكان لا يمشي إلا مقنعا»(2).

والمقنعُ الكندى «شاعر مقل من شعراء الدولة الأموية، وكان له محل كبير وشرف ومروءة وسؤدد في عشيرته»(3)، و«كان متخرقا في عطاياه سمح اليد بماله لا يردّ سائلا عن شيء حتى أتلف كل ما خلفه أبوه من مال»(4)، وهذه الأريحيّة والسخاء والكرم ظاهرة في أشعاره، بادية في داليته التي نروم تحليلها والدندنة حولها.

والقصيدة عفو القريحة جزلة الألفاظ، سلسة المعاني، ويشيد بذلك ابن عبد البر بقوله: «وشعره هذا من أحسن ما قيل في معناه جزالة ونقاوة وسباطة وحلاوة»(5)، وتحتوي على أخلاق رائقة وآداب فائقة، ورأسها وذروة سنامها الكرم والحلم، فعلى فلكهما تسبح أبيات القصيدة، وعلى رحاها تدور معانيها، وإن شئتُ فقل: إن القصيدة تحوم حول صفات «رئيس القوم»، وما ينبغي أن يتحلَّى بها السيّد، من بذل وسخاء وحلم وصفح، ولله در القائل: [من الطويل]

بِبَذل وحِلْم ساد في قومه الفتَى = وكونُك إيــّاه عليـــك يسيرُ

والقصيدة من البحر الطويل، الذي نظم منه ثلث الشعر العربي، وليس من بحور الشعر بحر يضارعه في نسبة الشيوع والانتشار(6)، ومن الضرب الأول الصحيح، ووزنه:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن= فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

وجاءت العروض مقبوضة لزوماً، والضرب صحيحاً، وزوحفت «فعولن» في بعض الأبيات بالقبض، وهو حسن، أمّا «مفاعيلن» فقد وردت فيها جميعاً صحيحة، ولم تُزاحف بقبض ولا بكفٍّ، ما عدا الأعاريض المقبوضة على سبيل اللزوم.

وجزالة البحر وقوته وكثرة حركاته وسكناته وتوالي مقاطعه، كل أولئك مكن الشاعر من البوح بمشاعره المتدفقة، والتعبير عما يتلجلج في صدره من حزن وأسًى، وكذلك فحرف الرويّ دال مفتوحة أشبعها الشاعر ليمتدّ مع أنينه وزفرات قلبه الموصولة التي لا تنقطع!

*  *  *

تحليل:

استهلّ الشاعر قصيدته بالحديث عن عتاب قومه له، وعذلهم له على ما تحمّله من ديونٍ فادحةٍ، وما سببُها إلا تخرّقه في البذل والعطاء، وإفضاله على العفاة والسائلين، ولم يفطنوا أن ما يستقرضه كلّه مصروفٌ في وجوه الخير، وسدّ خلاتهم، ومبذول في ما ينفي عنهم المذمة، ويجلب إليهم المحمدة، ويخلِّد لهم المدح والثناء، ولئن كان في تلكم الديون عنت وشقة عليه فإن «جمالها لهم» و«محامدها موفرة عليهم».

ويفوح من هذا الابتداء البديع أريج الفخر والاعتزاز؛ إذ يفتخر فيه –بخفاءٍ – بكثرة ديونه، وتحمّله لأثقال قومه الفادحةِ؛ وقد قيل: «تُعرف مروءة الرجل بكثرة ديونه»، وقيل: «الدين من مواسم الأشراف»، و«الدين ميسم الكرام»، وقال الشاعر: [من الكامل]

والدّين طَوْقُ مكارم لا تلتقي=طرفاه في عنق البخيل الحازم(7)

وفي ابتداء القصيدة نكتٌ:

الأولى: أن الشاعر لم يصرّع شعرَه، بل «هجمَ على ما يريده مكافحة، وتناوله مصافحة»(8)، وليس ذلك بمعيب، ولا بغريب، بل هو – كما يقول ابن رشيق :«مذهب الكثير من الفحول»(9)، وقال ابن سنان الخفاجي: «ترك التصريع جماعة من الشعراء المتقدمين والمحدثين في أول القصيدة»(10).

الثانية: قوله: (قومي)؛ إذ أضاف نفسه إليهم، وأضافهم إلى نفسه، ليبين ما بينهم من الاختلاط والتآخي، وأنه منهم وهم منه، فعزتهم عزته، ومجدهم مجده، وكذلك فلومهم له وتثريبهم عليه لومٌ لهم وتثريب على أنفسهم.

الثالثة: قوله: (إنما ديوني في أشياء)؛ إذ استعمل أداة الحصر، ليبين أن المال الذي يستدينه لا ينفقه في باطل، كالخمر والميسر، وإنما صامتُه وناطقُه مبذولان في ما ينفي عنهم الذم، ويجلب إليهم الحمد الكثير والثناء الخالد.

الرابعة: قوله: (في أشياء تكسبهم حمدا)، الذي جعلَ النفوس تتشوق إلى هذه الأشياء، وتظمأ إلى معرفة سبب كثرة ديون الشاعر، ففيه إجمال وإبهام، يعقبهما تفصيل وإيضاح، وهذا ضرب من ضروب الإطناب، وأسلوب بلاغي راق، وهو أن يبهم المتكلم ثم يوضّح، ويجمل ثم يفصل، قال جلال الدين السيوطي: «وَفَائِدَتُهُ: إِمَّا رُؤْيَةُ الْمَعْنَى فِي صُورَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ: الْإِبْهَامِ وَالْإِيضَاحِ، أَوْ لِتَمَكُّنِ الْمَعْنَى فِي النَّفْسِ تَمَكُّنًا زَائِدًا لِوُقُوعِهِ بَعْدَ الطَّلَبِ؛ فَإِنَّهُ أَعَزُّ مِنَ الْمُنْسَاقِ بِلَا تَعَبٍ، أَوْ لِتَكْمُلَ لَذَّةُ الْعِلْمِ بِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْءَ إِذَا عُلِمَ مِنْ وَجْهٍ مَا تَشَوَّقَتِ النَّفْسُ لِلْعِلْمِ بِهِ مِنْ بَاقِي وُجُوهِهِ وَتَأَلَّمَتْ، فَإِذَا حَصَلَ الْعِلْمُ مِنْ بَقِيَّةِ الْوُجُوهِ كَانَتْ لَذَّتُهُ أَشَدَّ مِنْ عِلْمِهِ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهِ دَفْعَةً وَاحِدَةً»(11).

ثم يذكر الشاعر أنه يتقلب دَهرَه بين مهادين؛ يوسر تارة ويعسر تارة أخرى؛ لكن لا يبطِره النعمة والغنى والثراء، ولا تبعثه قلة ذات اليد على التملق والتشوُّف والطمع بما في أيدي قومه، بل يتكرم عن أموالهمْ، ويجود عليهم بقلّه وكثره، ويتحمل عنهم الحقوق، ويقوم بأمورهم أحسن قيام.

وفي قوله: (ثغور حقوق) جع ثغر، وهو – كما في اللسان (مادة: ثغر) -: «الموضع الذي تخاف أَن يأْتيك العدوّ منه في جبل أَو حصن»، وفيه استعارة مكنية؛ إذ شبه الحقوق بموضع، وحذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو الثغور.

ثم يفصِّلُ الشاعر ما أجملَ مفتخرًا بأريحيته وسعة عطنه، وجفانه المترعاتِ وقدوره الراسياتِ، المتدفقة باللحم والثريد، فهو موطأ الأكناف، ومأَمّ الركبان والأضياف، ينتجعونه من كل واد، ويؤمِّمونه من كل ناد، فلا يجوع زائره ولا يعرى، ولا يظمأ النازل بساحته ولا يضحى. وكذلك فإن بفناء داره فرساً ضخمًا قويًّا عتيقا أعدّه للمهمَّات والنوائب، شغلَ عبداً يخدمه ويتحفّى به، فمتى سمعَ هيعةً شدّ إليها، أو أبدى الشرّ ناجذيه طار إليه كميش الإزار، غير متردّدٍ ولا خوّار.

ويتخلص الشاعر إلى الحديث عما بينه وبين إخوته وأبناء عمه، وقلبه يتفتّت أسىً وحزَنًا، وإلى حسر الخمار عمّا تنطوي عليه قلوبهم من الحسد والضغن والحقد، وعدم مقابلته الإساءة بالإساءة، فهو رحب الصدر، واسعُ الحلم، لا يستخفه نزَق، ولا يستفزّه غضب؛ يطير إلى نجدتهم ويفْزَعُهم عند الملمات، وينشر محاسنهم ومفاخرهم، ويرفع ذكرهم ويؤثّل مجدهم، ويصون أسرارهم، ولا يكنُّ لهم إلا الحب الخالص والمودة الصادقة، ولا يهديهم إلا سبيل الخير والرشاد، لكنهم مُتألِّبُون عليه، ولبسوا له جلد النَّمِرِ، ولا يسعون إلا في هلاكه ونسف مجده؛ بخذلانه والتلكؤ عن نصرته، وذكر عجره وبجره، وإفشاء أسراره، والوقيعة في عرضه، والسعي إلى الإيقاع به، ولا يرعون فيه إلًّا ولا ذمة.

وقد استعمل الشاعر هنا أيضاً أسلوب الإيضاح بعد الإبهام، والإجمال بعد التفصيل؛ إذ أبهم وأجمل في قوله: «وإن الذي….لمختلف جدًّا»، ثم أوضح بعد ذلك وفصّل أوجه الاختلاف بينه وبينهم، من خذلانهم له، ونصرته لهم، وثلبهم له، وثنائه عليهم….إلخ.

وفي قوله: (فَإِنْ يَأْكُلُوا لَحْمِي) كناية؛ إذ كنى بأكل اللحم عن غيبتهم له وتمزيقهم لعرضه وذكرهم لمثالبه، على مذهب العرب في ذلك، يقولون: فلان يأكل لحوم الناس، إذا كان يغتابهم ويقع في أعراضهم،  وعليه قوله تعالى: (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً) [الحجرات:12].

ويقابل الشاعر كل هذا الضيم والحيْف بالصفح الجميل، ويدفع السيئة بالتي هي أحسن، بعدم مؤاخذتهم على حقدهم القديم، وإغداقِ العطاء عليهم عند الميسرة، والتحفظ من أموالهم عند المعسرة، إلى إكرام الضيف، وليس فيه خلق يشبه خلقَ العبد غيرَ ابتذاله في خدمة الضيف والتحفّي به.

وفي قوله: (وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا) إيجاز أيضا، ويحتوي على معانٍ كثيرة، إذ المراد: ليس الرئيس من يحمل الحقد، ولا من يخذل قومه، ولا من ينثّ أسرارهم، ولا من يأكل لحومهم، ولا من يتّصف بأي صفة من الصفات المذكورة آنفاً، وإنما الرئيس هو السيد المُتغابي عن الهفوات، والصفوح عن الزلات…

وفي قوله: (تشبه العبدا) إيجاز بالحذف أيضاً، والتقدير: «تشبه شيم العبد، فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه»(12).

*   *   *

وقد استعمل الشاعر في قصيدته ضروبا من المحسنات البديعيّة، أثرت في تماسك النص وترابط أجزاء القصيدة، وأضفت على النص انسجاما يبهر الألباب ونغمة موسيقية تطرب الأسماع، ومنها:

– التصدير، أو ردّ العجز على الصدر، في (أسدّ/سدا) من قولهِ:

ثغور حقوق ما أطاقوا لها سدّا =أسدبه ما قد أخلوا وضيعوا

– والترصيع، كقوله: «مُكلّلةٍ لحماً مدفقة ثردا».

– والطباق والمقابلة، وأكثر منهما الشاعر إكثاراً، لمناسبتهما السّياق الذي تولّد منه النص، فهما قائمان على التضادّ، والقصيدة حديث عن موقفين مُتباينين وحالتين متضادّتين: محبة/عداوة-نصرة/خذلان، غنى/فقر… وهلم جرّا، ومن ذلك قوله:

-أسُدُّ≠أَخلُّوا

– ما زادني الإقتار منهم تقربا≠ولا زادني فضل الغنى منهم بعدا

– أراهم إِلَى نصري بطاءً≠وإن هم دعوني إِلَى نصر أتيتهم شدا

– إن يأكلوا لحمي≠ وفرت لحومهم

– إن يهدموا مجدي≠ بنيت لهم مجدا

– إن ضيّعوا غيبي≠ حفظت غيوبهم

– إن هم هووا غَيّي ≠هويت لهم رشدا

– إن زجروا طيرا بنحس تمر بي≠ زجرت لهم طيراً تمرّ بهم سعدا

– والتكرار، وأضفى على النصّ جرسًا موسيقيا يهزّ عِطْفَيِ القارئ ويأخذ بمجامع لُبِّه، مثل: في الدين/ديوني*فما زادني/ولا زادني*أسدُّ/سدا*نصري/نصر*لحمي/لحومهم*مجدي/مجدا*غيب/غيوبهم*هووا/هويت*زجروا/زجرت*طيرا/طيرا*تمر بي/تمر بهم*أحمل/يحمل*الحقد/الحقد*مالي/مالي*عبد/العبدا*

ويلفت النظر في القصيدة كثرة استعمال الشاعر لأسلوب الشرط، وكونه بـ(إن) التي هي أمُّ أدوات الشرط، كقوله: (وإن هم دعوني-إن يأكلوا—وإن يهدموا-وإن ضيعوا-وإن هم هووا-وإن زجروا-إن تتابع-وإن قل مالي)، ويدل ذلك على المبالغة والتأكيد والتحقيق، وأنه لا يدفع السيئة بالسيئة، وأنه يظلّ ناصرا لهم، ذاباً عن أحسابهم، لا يتخلف عنهم في منشطٍ ولا مكره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1) وردت القصيدة في عدة مصادر، واعتمدنا رواية أبي علي القالي في أماليه (1/ 280-281)

(2) الأغاني (17/113)، وشرح التبريزي على الحماسة (2/37)

وهو الهيثم بن عدي (ت:207هـ)

(3) الأغاني (17/113)

(4) الأغاني (17/114)

(5) بهجة المجالس (2/784)

(6) موسيقى الشعر لإبراهيم أنيس (ص:57)

(7) البيت وما قبله من: محاضرات الأدباء (1/557)

(8) من كلام ابن رشيق، انظر العمدة (1/368)

(9) العمدة (1/281)

(10) سر الفصاحة (ص:189)

(11) الإتقان (3/242)

(12) انظر: المحرر الوجيز (5/152)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق