تمثيل مسلمي فرنسا من المقاربة “التوافقية” إلى المقاربة الديمقراطية
المغاربة يتصدرون قائمة الفائزين في انتخابات "المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية"
جرت
يوم الأحد الماضي الانتخابات التي بمقتضاها سيتم شغل مقاعد "المجلس الفرنسي
للديانة الإسلامية"
(Conseil français du
culte musulman) الذي شكله الرئيس ساركوزي سنة 2003 حينما كان وزيراً
للداخلية لتمثيل ثاني أكبر ديانة في فرنسا بعد الكاثوليكية.
وقد فاز بهذه الانتخابات
"تجمع مسلمي فرنسا" (RMF) بحصوله
على 43.24 % من
أصوات
الهيئات والمنظمات التي تمثل المجلس، أي حوالي 50% من المقاعد البالغ عددها 41
مقعدا. وقد وصلت نسبة المشاركة 81%. وهي النسبة التي تعبر، حسب رئيس تجمع مسلمي فرنسا "أنور كبيبش" عن
"نضج ومتانة المؤسسات التمثيلية للجالية الإسلامية.." وبذلك يكون التجمع قد عزز بهذه النتيجة
حظوظه في الفوز بمنصب رئاسة المجلس. وقد احتل
"اتحاد المنظمات الإسلامية" UOIF)) المرتبة
الثانية
بحصوله على 30.23 %،
بينما جاءت" لجنة تعاون مسلمي تركيا بفرنسا" (CCMTF) في
المرتبة الثالثة؛ حيث حصلت على 21.73% من إجمالي الأصوات.
في حين، قاطع "اتحاد مسجد باريس الكبير" الذي يرأسه دليل
أبو بكر، الرئيس السابق للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة، هذه الانتخابات
بدعوى الاعتراض على معيار اختيار المندوبين
الذين تحق لهم المشاركة في الانتخابات؛ والذي يتحدد وفقا لمساحة كل مسجد
بحساب مندوب واحد لكل مائة متر مربع".
وتعليقا على هذه المقاطعة صرح "حيدر
دميريرك"، نائب
رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس لجنة تنسيقية أتراك فرنسا، لموقع
"إسلام أون لا ين نت" بأنه "لا خيار لنا إلا أن نتقدم للانتخابات
وأن نواصل العمل؛
لأن وجود المجلس ومستقبله متوقف على مضينا قدما في المشاركة في هياكله".
مضيفا "لا أشاطر الأسباب التي دفعت مسجد باريس لمقاطعة هذه الانتخابات، حيث
إن القرار جاء قبل بضعة أسابيع من الشروع في تكوين القوائم الانتخابية، أي لأسباب
انتخابية شعر بموجبها مسجد باريس أن وجوده سيكون محدودا في المجلس القادم وخاصة ما
يتعلق برئاسة المجلس."
ومؤكدا أن"الحل ليس في الطعون أو في أن
نجمد عمل المجلس ونتوقف على العمل، بل إن كل المصاعب التي واجهتنا مفيدة لنا،
وتدفعنا إلى التفكير في المستقبل من أجل تلافي هذه النقائص، والقيام بإصلاحات من
أجل تعديل الطريقة الانتخابية والقيام بإعادة الهيكلة دون أن نعود إلى نقطة الصفر،
أي العودة إلى وجود إسلامي بفرنسا دون ممثل رسمي".
كما أن مقاطعة "كونفدرالية مسجد باريس"( FNGMP) لم تؤثر على عدد المندوبين بشكل كبير حيث لوحظ أن هناك انخفاضًا
بنسبة 7% فقط، مقارنة بعدد المندوبين الذين شاركوا في الانتخابات الماضية التي جرت
سنة 2005.
وجدير بالذكر أن انتخابات "المجلس الفرنسي
للديانة الإسلامية" قد تم تنظيمها في 25 منطقة من المناطق التي تغطي التراب
الفرنسي من أجل انتخاب قائمتين؛ الأولى محلية من أجل المجالس الجهوية (الإقليمية
التابعة للمجلس)، والثانية قائمة وطنية رئيسية تمثل الأعضاء الذين سيكونون ممثلين
على مستوى فرنسا كلها، هذا في الوقت الذي ينتظر أن ينتخب الرئيس الجديد للمجلس يوم
22 من يونيو القادم.
وقد شارك
في هذه الانتخابات، التي تعد الثالثة منذ تكوين المجلس سنة 2003، ما مجموعه 4862
مندوبا يمثلون ما مجموعه 1039 مسجدا تشارك في العملية الانتخابية. كما يتنافس
لرئاسة المجلس كل من "حيدر دميريك" ممثل الأتراك، وفؤاد علوي والذي يشغل
الآن نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا. ومحمد موساوي عن تجمع مسلمي
فرنسا (ممثلا للجالية المغربية)، الذي رجحت جريدة لوموند الفرنسية فوزه على باقي
المتنافسين.(عدد: 9-6- 2008 )