مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامدراسات وأبحاثقراءة في كتاب

“المرأة النبطية في الجزيرة العربية قبل الإسلام” إصدار جديد للأكاديمية السعودية هتون الفاسي

دة. نادية الشرقاوي

باحثة في الدراسات النسائية

صدر للأكاديمية السعودية الدكتورة هتون الفاسي المختصة في تاريخ المرأة إصدار جديد يضاف إلى  المكتبة العلمية المعاصرة، وهو بعنوان: “المرأة النبطية في الجزيرة العربية قبل الإسلام“، عن الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، بجامعة الملك سعود، ويقع الكتاب في 320 صفحة، مزودا بالملاحق والخرائط.

وتعود أهمية هذا الكتاب إلى أهمية النظر في التاريخ، ودراسة العادات والتقاليد التي تميزت بها الحضارات السابقة للإسلام، وإلى الأدوار التي تميزت بها النساء داخل هذه الحضارات، فالمنطقة التي سلطت الكاتبة في هذا المؤلف الجديد الضوء عليها وعن نسائها، هي الدولة النبطية، وهي مملكة التي قامت خلال القرن الرابع قبل الميلاد، وبلغت أوج مجدها في القرن الأول الميلادي، ولازالت آثارها العريقة خالدة تعكس قوة الحضارة التي قامت عليها، امتدت مساحتها بين صحراء الأردن وسيناء والنقب وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، وضمت “مدائن صالح” التي تعد اليوم بقرار منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي منذ عام 2008، فقد كانت عاصمتها هي المدينة التاريخية الشهيرة الواقعة جنوب الأردن: “البتراء”، والتي عرفت في عصرها آنذاك كمحطة استراتيجية للحركة التجارية، إذ كانت تشكل مفترق الطرق بين القوافل القادمة من اليمن والشام ومصر والبحر  الأبيض المتوسط.

وتميز هذا الكتاب بتنوع المصادر المعتمدة، فبالإضافة إلى المصادر الكلاسيكية اليونانية والرومانية والمصادر والدراسات الحديثة، نجد حضور الاكتشافات الأثرية الجديدة حول المنطقة، فقد اعتمدت الدكتورة هتون الفاسي على نتائج رحلتها في منطقة الأنباط، بدءا بالمدينة المنورة، إلى خيبر وتبوك وسيناء وعدة مناطق أخرى في سوريا ولبنان والأردن.

وقد نجحت الدكتورة هتون في إعطاء صورة واضحة عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مناطق مملكة الانباط، مركزة على إبراز الحقوق التي تميزت بها المرأة النبطية آنذاك، تقول الدكتورة هتون:” من أهداف هذا الكتاب التساؤل عن افتراض تبعية المرأة في الجزيرة العربية قبل الاسلام… تقوم أغلب الممارسات المتعلقة بوضع المرأة على بعض الممارسات التقليدية المحلية التي ليست بالضرورة اسلامية كما أنه ليس بالضرورة أن تكون عربية”.

فقد سلطت الكاتبة الضوء، من خلال هذا الكتاب، على نساء هذه الحضارة العريقة ، لتبرز بشكل واضح أن المرأة النبطية التي عاشت قرونا قبل الميلاد، كانت تتمتع بمجموعة من الحقوق، ومن أمثلة ما وقفت عليه الباحثة الأكاديمية لتستدل على ذلك، أن النساء في الدولة النبطية كان يحق لهن إبرام عقود بأسمائهن دون الحاجة إلى شرط “الولاية” من الرجال، على خلاف القانون الإغريقي والروماني الذي لازالت بعض بلدان الوقت المعاصر تعمل به، لتحد من حقوق المرأة، تقول هتون في إحدى المقابلات التي خصصت احتفالا بهذا الإنتاج المعرفي: “وجدت أنه مع المرأة النبطية كان الوضع القانوني وتمثيل المرأة لنفسها أقوى وأكثر وضوحا من الحال مع الإغريقيات اللاتي كن يحتجن دائما إلى مندوب حتى يبرمن العقود”.

وللإشارة فالدكتورة هتون الفاسي أكاديمية متميزة، تجمع في بحوثها بين اللغة العربية والفرنسية والانجليزية، وأستاذة تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود، وحاصلة على وسام السعفة برتبة فارس من الحكومة الفرنسية، وحاصلة على منحة بحثية من مركز دراسات الشرق في ليون بفرنسا، وكتابها: ” المرأة النبطية في الجزيرة العربية قبل الإسلام” سبق ونشرته لها دار أركيوس بأكسفورد عام 2007 باللغة الإنجليزية، وترجمته إلى العربية رانية فضل الفضل، وقدمت له خيرية عمرو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق