المؤتمر الثالث
1388 هـ، 1968 م - فاس
في فاتح محرم 1388 الموافق لـ 31 مارس 1968 فتحت "سينما لامبير" أبواب قاعتها لاحتضان مؤتمر رابطة العلماء الثالث تحت شعار: "وائتمروا بينكم بمعروف"
ومن الوجوه البارزة التي كان لحضورها مغزى ولمشاركتها فيه دلالة أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة الأساتذة محمد بن الحسن الوزاني وعلال الفاسي وعبد الهادي بوطالب وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة، وعبد الرحمن الدكالي نائبا عن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، ومدير دار الحديث الحسنية، وعمداء الكليات التابعة لجامعة القرويين وعامل المدينة.
وبعد كلمة الترحيب التي ألقاها كاتب الفرع بفاس الأستاذ عبد الحي العمروي تناول الكلمة الأمين العام، فذكر بالمعركة الكبرى التي يخوضها العلماء، وحمل حملة شعواء على البهائية والمروجين لها، والمدافعين عن أضاليلها، والمتهاونين في الضرب على أيدي ملحديها وزنادقتها والدائرين في فلكها.
ثم أكد على دور الإسلام في هذا البلد عقيدة وشريعة وسلوكا، وأنه يتحتم أن يبقى هذا الدين محور تفكيرنا.
ولابد من الإشارة إلى تزامن انعقاد مؤتمر الرابطة والدورة التي عقدها قبل أسبوع فقط المجلس الأعلى للانعاش الوطني والتصميم برئاسة جلالة الملك في مسرح محمد الخامس بالرباط. وقد كانت لتدخل أمين الرابطة أمام لجنة التربية الوطنية بذلك المجلس أثر طيب، فوافقت بالاجماع على تحرير ملتمس يقضي بتخصيص ميزانية لتجهيز كليات القرويين والأحياء الجامعية التابعة لها تبلغ مليارا و80 مليون سنتيم.
ثم تقدم الأستاذ عبد الهادي بوطالب وزير التربية الوطنية والفنون الجميلة، والقى خطابا أبلغ فيه المؤتمرين تحية جلالته وتشجيعه لرسالة العلماء، وحرصه السامي على المقدسات الروحية لهذا الشعب، وتأييده لجميع المطالب التي يعربون عنها، والتي تتماشى مع روح الإسلام الصحيح، وواقعية العصر، وأكد أنه بإمكان العلماء أن يعتمدوا على أكبر مدافع عنهم، وهو جلالة الملك، فهو واحد من أسرتهم يتزعم حركة الإصلاح الإنهائي والاقتصادي. وأعلن "أنه سيعمل على تأسيس مصلحة للتعليم الأصلي عما قريب"، وبين "أن رسالة العلماء يجب أن تستمر، وأن الذي يضمن استمرارها وتشجيعها هو صاحب الجلالة أيده الله" وأكد "أن المغرب بصفته دولة إسلامية في حاجة إلى تعليم إسلامي صحيح وإلى تعليم تقني عصري، لأنه لا سعادة إلا إذا كانت الحضاراتان المادية والروحية متوازيتين، واختتم المؤتمر جلسته الافتتاحية ببرقية رفعها إلى جلالة الملك هذا نصها:
حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الحسن الثاني
القصر الملكي – مراكش
إن المؤتمر الثالث لرابطة علماء المغرب المنعقد حاليا بفاس يحيي جلالتكم ويعبر لكم عن إخلاصه وولائه، وتعلق العلماء بشخصكم الكريم وعرشكم المجيد، ويدعو الله أن يحفظكم للمغرب ويبقيكم حصنا للعروبة والإسلام، ويحقق على يدكم آمال جميع العاملين لمجد الأمة وعظمتها، ويقر عينكم بولي العهد الأمير سيدي محمد، ويبلغكم مرادكم فيه وفي سائر أفراد الأسرة المالكة المحبوبة والسلام. عبد الله كنون الأمين العام.