الرابطة المحمدية للعلماء

المؤتمر الرابع

1391 هـ، 1971 م – مراكش

تحت قبة قاعة قصر البلدية بمدينة مراكش انعقد المؤتمر الرابع للرابطة يومي 16 و17 شوال 1391 موافق 4 و5 ديسمبر 1971 تحت شعار الآية الكريمة: “إن الدين عند الله الإسلام” والحديث الشريف: “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله”.

لأول مرة في عمر الرابطة يصل عدد الحاضرين لافتتاح المؤتمر إلى ألفين، منهم ثلاثمائة عالم يمثلون أربعة عشر فرعا، ولا عجب فقد صادف انعقاد هذا المؤتمر السنة الأولى من العقد الثاني منذ رأت رابطة علماء المغرب النور إثر جمعها التأسيسي بالرباط سنة 1380-1960.

كان من بين الحاضرين أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة السادة: وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الحاج أحمد بركاش، وكاتبها العام عبد الرحمن الدكالي، ونائب كاتب الدولة في التعليم العالي والثانوي والتقني وتكوين الأطر محمد شفيق، والكتب العام لوزارة التعليم الابتدائي الأستاذ حليم، وعامل الإقليم عبد الله اليزيدي وباشا المدينة حسن الناظر وعمداء كليات القرويين.

كانت الكلمة الأولى للفرع المضيف في شخص عضوه المحترم الأستاذ عبد السلام جبران الذي رحب بالحاضرين، وشكرهم على تلبية الدعوة، وشرح الآمال التي يعقدها أهل مراكش خاصة، والمغرب عامة، على هذا الجمع المبارك.

أما خطاب الأمين العام فكان يدور في معظمه حول موضوع التحديات المطروحة إذ ذاك للمس بالإسلام وزعزعة عقائده، سواء من الماركسية والشيوعية، أو اليهودية والنصرانية، وكذا معاول الهدم التي يحملها دعاة الاشتراكية ” الإسلامية” والنحلة البهائية، وأعلن أن الإصلاح لن يتم إلا بتعاون السلطة مع العلماء، وسن القوانين لردع المتطاولين على المثل والقيم من أعداء الملة والدين.

ثم ختم كلمته بالتأكيد على أن الرابطة تستوحي عملها من “السياسة الشرعية” وليس من وجهة نظر السياسة الاحترافية، لأن الرابطة كما يقول: “ليست هيئة سياسية ولا نقابية، وليس لأعضائها غرض شخصي، ولا غاية نفعية، وإنما يقصدون بعملهم وجه الله والدار الآخرة”.

وبعد أن أنهى الأمين العام خطابه أعلن أن معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أخبره بقرار جلالة الملك بمنع بيع الخمر في الأحياء الإسلامية وتداولها بين المسلمين في جميع أنحاء المملكة، فقوبل هذا النبأ بتصفيق حاد من جميع الحاضرين.

أما الأستاذ محمد شفيق فقد تدخل ليعلن عن انعقاد اجتماعات بالوزارة مع عمداء كليات جامعة القرويين، لدراسة مشاكل التعليم الأصيل، والوضعية المادية للعاملين فيه.

ثم بعده حيا الأستاذ الرحالي الفاروق المؤتمرين، وضمن كلمته توجيهات عالية ونصائح غالية، وجاء دور عامل الإقليم الذي رحب بالحاضرين، وهنأ المدينة على فوزها باحتضان هذا الاجتماع العظيم، والقائمين على حسن التسيير والتنظيم.

وانتهت الجلسة الأولى بقصيدة للشاعر الأستاذ الطيب المريني جعل عنوانها (بين عهدين).

وفي الجلسة الثانية نقل ممثل جبهة التحرير إلى المؤتمر تحية الحركة الفلسطينية، والتمس من العلماء دعوة المسلمين كافة إلى تأييد قضية فلسطين ببذل العون المادي والمعنوي للحركة الفدائية المجاهدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق