وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

اللقى الأثرية بمنطقة الدار البيضاء وضواحيها

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

- الحلقة الأولى-

 تمكن الإنسان القديم، بموضع الدار البيضاء وضواحيها، من أن يترك آثارا مادية على وجوده، بشكل دال على قدم مأهولية هذا المجال وحضارته ما قبل التاريخية في عدد من مناطقه التي منها موضع منطقة سيدي عبد الرحمن.

اللقى الأثرية بمنطقة  سيدي عبد الرحمن:

كشفت الأبحاث الأثرية المنظمة، بمنطقة سيدي عبد الرحمن ومحيطها، ابتداء من ثلاثينيات القرن العشرين، عن لقى مادية[1]،  متمثلة في أدوات حجرية[2] وآثار حضارية أخرى[3]، صنعها الإنسان القديم الذي كان يعيش بالمجال نفسه.

وفي سياق الأبحاث الأثرية المتحدث عنها، عثر بيبيرسون وغيره على أدوات حجرية وبعض من القواقع الكاملة وبقايا بيض النعام، في مغارة القواقع، بالطبقات الاستراتيغرافية التي اكتشفت فيها بقايا إنسان سيدي عبد الرحمن، أو بغيرها [4].

وتناهز الأدوات المكتشفة 254 أداة تقريبا، مصنوعة من مادة "الكوارتزيت المحلي المائل إلى اللون الأزرق"، منها 114 من بقايا الأدوات المنكسرة، و140 أداة مستعملة في مسير الإنسان القديم اليومي، مقسمة، بدورها، إلى ثمانية أنواع [5]

نوع الأدواتعددها
الحجر المضروب34
الحجر المضروب من الجانبين72
نصال3
الحجر المضروب من جانب واحد13
مكشط2
حجر يضرب بها3
قرص10
أدوات ميكروليتية3
المجموع140

وخلال دراسة الأدوات الحجرية المكتشفة تم التوصل إلى أربعة استنتاجات أساسية. أولها: دلالة بعض الأدوات الصالحة للقطع والصيد، واللقى الحيوانية المكتشفة قرب مكان بقايا إنسان سيدي عبد الرحمن، على كونه صيادا. ولكن لم يعثر على أي لقية أثرية تثبت اكتشافه للنار[6].

وثاني الاستنتاجات: دلالة الأدوات المضروبة من الجانبين على الفترة الأشولية[7] المتوسطة[8] أو العصر الحجري السفلي[9] أو العصر الحجري المصقول الأدنى[10]. وثالث الاستنتاجات: دلالة تنوع الأدوات على "تطورها من الفترة المطيرة الثانية إلى الفترة الثالثة"[11].

ورابعها: دلالة النصال الحجرية والأدوات المضروبة من الجانبين على تطور تقني في الصناعة الحجرية[12]. حيث ضُرب خمسون في المائة من أدوات الجدول أعلاه بحجارة مثلها[13]. فهل عرف موضع منطقة سيدي عبد الرحمن نوعا من الإنسان الماهر الذي صنّع أدوات حجرية صنّعت بها أدوات أخرى[14]؟.

وإذا كانت صناعة إنسان سيدي عبد الرحمن من حيث تقنيتها متطورة على صناعة إنسان الصين، فهل عدم اكتشاف أثر مادي يثبت معرفته بالنار دال على جهله بها، بشكل يجعله متأخرا عن إنسان الصين[15]؟.

وإذ أسهبنا في القول عن اللقى الأثرية المكتشفة بمغارة القواقع التي عُثر فيها على بقايا إنسان سيدي عبد الرحمن، ننتقل الآن إلى الحديث عن اللقى المكتشفة بغيرها من المغارات الواقعة بمنطقة الصالح المذكور ومحيطها.

    يتبع                         

الإحالات:

[1] راجع: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، إبراهيم فدادي، في: الدار البيضاء في مائة عام، مطبعة دار القرويين، 2010 م، ص37، وص38، وص46، وص49؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، محمد السنوسي معنى، دار النشر المغربية، 2017 م، ص18؛ و؛ Histoire de Casablanca, A. Adam Imprimerie Louis-Jean, 1968, p. 11, 13; Casablanca des origines, J. Raynal et autres, In: Préhistoire de Casablanca 1, El Maârif Al Jadida, 2016, p. 21, 22, 23, 25, 26, 27, 28, 29, 30, 31, 32- 33; Atlas préhistorique du Maroc I, Centre national de la recherche scientifique, 1973, p. 171, 183- 184, 185, 188- 222.

[2] راجع: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص38، وص39، وص41، وص43- 44، وص45، وص47، وص48- 49؛ وبصمات برغواطية، خديجة الخديري- أحمد سراج، دار أبي رقراق، 2019 م، ص46؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص18؛ و Casablanca des origines, p. 21, 23, 30.

 [3] راجع: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص41؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص18؛ و    Histoire de Casablanca, p.13;   Atlas préhistorique du Maroc I, p. 185- 187.

[4] راجع: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص41، وص43؛ وبصمات برغواطية، ص46؛ و  Atlas préhistorique du Maroc I, p. 194, 199, 202- 205; Casablanca des origines, p. 22, 30, 31, 32- 33.

 [5] نقلا عن: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص44. استأنس بـ: تاريخ المغرب تحيين وتركيب، محمد القبلي، مطبعة عكاظ الجديدة، 2011 م، ص39؛ وموجز تاريخ المغرب، المؤلف نفسه، مطبعة المعارف الجديدة، 2015 م، ص22؛ و Casablanca des origines, p. 25, 26, 30, 31, 32- 33; Atlas préhistorique du Maroc I, 183, 185, 189- 191, 196- 198, 199, 203, 213- 217.

[6] راجع: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص45، وص49؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص18؛ وCasablanca, p. 13.Histoire de

[7]    Casablanca des origines, p. 30; Atlas préhistorique du Maroc I, p. 183.

[8] راجع: الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص43، وص45، وص49؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص18؛ و Histoire de Casablanca, p. 13; Casablanca des origines, p. 30, 31; Atlas préhistorique du Maroc I, p. 203, 213.

[9] راجع: تاريخ المغرب: تحيين وتركيب، ص40، وص41، وص42؛ وموجز تاريخ المغرب، ص21؛ و 30,  Histoire de Casablanca, p. 13; Casablanca des origines, p. 31;  Atlas préhistorique du Maroc I, p. 171, 197, 213.

[10] تاريخ المغرب: تحيين وتركيب، ص42.

[11] الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص43.

[12] عد إلى: المرجع نفسه، ص43، وص45؛ والدار البيضاء الإنسان .. والزمان .. والمكان، ص18؛ وتاريخ المغرب: تحيين وتركيب، ص42؛ و Casablanca des origines, p. 22; Histoire de Casablanca, p. 13.

[13] الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص44.

[14] تاريخ المغرب: تحيين وتركيب، ص38؛ وموجز تاريخ المغرب، ص20.

[15] الحفريات الأثرية بمنطقة سيدي عبد الرحمن، ص18؛ و Histoire de Casablanca, p. 13.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق