الرابطة المحمدية للعلماءأخبار الرابطة

الرابطة المحمدية للعلماء تختتم أشغال مجلسها الأكاديمي الثلاثين بمدينة الرباط

عقدت الرابطة المحمدية للعلماء، يوم السبت08 شوال 1444هـ، موافق 29 أبريل 2023م، بالرباط، أشغال مجلسها الأكاديمي الثلاثين.

وفي كلمة افتتاحية لأشغال المجلس، أبرز فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، أن العلماء في المؤسسة، استنادا إلى الظهير الشريف المؤطر للرابطة، عليهم واجب حراسة الدين وإقامة شعائره وشرائعه وتمنيع قيمه ومكارمه مما قد يلابسها من ذرائع الزيغ والانحراف أو شوائب التنطع والابتداع.

وأكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي أن رؤية مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، سديدة المعنى، وهي “خارطة طريق نحو الاضطلاع بهذا التشريف المولوي”، وذلك بالإضافة إلى ترشيد عمل العلماء وتنظيم جهودهم وتنسيق أعمالهم الخيرة حتى يكونوا جبهة واحدة موحدة وصفا متراصا في مجاهدة الضلال والجحود ومنازلة التطرف والجمود.

ومن تمظهرات هذا العمل، يضيف فضيلة الأمين العام، الموسوعة الفقهية “فتح الفتاح على مختصر الشيخ خليل في الفقه المالكي”، التي اشتغل عليها ما يقارب 46 عالما وعالمة، والتي صدرت في 71 مجلدا، موضحا أن الأمر يتعلق بثمرة اجتهاد جماعي “أشرف عليه العلامة ابن رحال المعداني التدلاوي، مع خيرة العلماء في زمن أمير المؤمنين المولى إسماعيل العلوي طيب الله ثراه”.

وأشار الدكتور أحمد عبادي في ذات السياق، إلى الأهداف المنوطة بالرابطة المحمدية للعلماء، على مستوى التعريف بأحكام الشرع الإسلامي ومقاصده السامية، والعمل على نشر قيم وتعاليم الإسلام السمحة بالحكمة والموعظة الحسنة واحترام مبادئ الوسطية والاعتدال، إلى جانب المساهمة في تنشيط الحياة العلمية والثقافية في مجال الدراسات الإسلامية من خلال توثيق أواصر التعاون والشراكة مع المؤسسات والهيئات العلمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك، منو ها بإصدارات المؤسسة المتعددة والمتنوعة.

وعلى صعيد آخر، اغتنم فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء هذه المناسبة، للفت انتباه أعضاء المجلس الأكاديمي للمؤسسة، إلى التحديات والقضايا “الحارقة” التي يطرحها “الواقع الجديد”، والتي يتوجب على علماء الرابطة التفاعل معها من منطلق مسؤوليتهم الكبيرة، وتقديم إجابات بشأنها، معتبرا أن عجلة الواقع تغذيها “ثقافات ونفسيات مستجدة” في ظل الذكاء الاصطناعي والعولمة.

وسجل الدكتور أحمد عبادي أن من ضمن تلك التحديات ما يتعلق بالقضية البيئية وهدر المياه، داعيا إلى استلهام القوة الاقتراحية “الهائلة” من القرآن الكريم. كما حث العلماء على التقريب بين الناس بمناهج وكيفيات واضحة، مشددا على ضرورة التفكير في ذلك على ضوء ديباجة الظهير الشريف المؤطر للمؤسسة ذاتها.

وأضاف فضيلة الأمين العام أن الإدمان يشكل أيضا قضية من ضمن القضايا “الحارقة”، ويتعلق الأمر بالأساس بالإدمان الرقمي والإباحي والاستهلاكي، داعيا إلى “مواكبة الناس برحمة وبقوة اقتراحية دون تحسيس بالدنيئة”. واعتبر أن هذه التحديات “ثقيلة ومزعجة”، ولكن لا بد من التعامل معها “بقوة اقتراحية وبمعرفة الواقع كما هو”، وذلك بالتقريب من الدين بجمالية.

وفي هذا الإطار، أبرز فضيلة الأمين العام أن مستلزمات تكوين العال م في السياق المعاصر، تنبني على ضرورة فهم النصوص المؤسِّسة نقلا وتصحيحا وتوثيقا، وضبط آليات استنطاق النصوص واستنباط الهدي منها، والوعي بالسياق واعتباره، بالإضافة إلى استيعاب القوالب التفكيرية والجهاز المفاهيمي، ليخلص إلى أن هذه المسؤولية تقع على عاتق مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء من أجل “معانقة التوجيه المولوي للمؤسسة المشار إليه في الظهير الشريف”.

تجدر الإشارة إلى أن جدول أعمال المجلس الأكاديمي الثلاثين للرابطة المحمدية للعلماء تضمن عرض التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2022، وكذا عرض مختلف مشاريع المؤسسة وبرامجها، إلى جانب التداول حول سير أعمالها وآفاق مشاريعها المستقبلية.

وقد اختتمت أشغال هذا المجلس بتلاوة برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى مولانا الهمام، راعي العلم والعلماء، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله ونصره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق