مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةأعلام

الحلة السيراء فيمن حل بمراكش من القراء-26- عَمْرُو بن أحمدَ بن عُمَيْر بن أسعدَ اللَّخْميّ، إشبِيليٌّ، أبو الحَكَم، ابنُ حَجّاج(1)

(من كتاب الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي ت703ه‍)

-26- عَمْرُو بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن إبراهيمَ بن أحمدَ بن إبراهيم بن حَجّاج بن عُمير بن حَبِيب بن عُمَيْر بن أسعدَ اللَّخْميّ، إشبِيليٌّ، أبو الحَكَم، ابنُ حَجّاج(1)

رَوى عن آباءِ الحَسَن: خالِه ابن عبد الله الباجِي وابن عبد الرّحمن ابن الأخضَر وشُرَيْح، وتَلا عليه بالسَّبع، وعَبّاد بن سِرْحان، وأبوَيْ عبد الله: ابن سُليمان ابنِ أُختِ غانم وابن عبد الرّحمن السَّرَقُسْطي، وأبي عُمرَ أحمدَ بن عبد الله ابن صَالح، وأبي مَرْوانَ بن عبد العزيز الباجِي، وأجازوا له. وسَمِعَ على أبي محمد عبد الوهّاب بن محمد اللَّخْميّ المؤدِّب، ولم يُجِزْ له. وكتَبَ إليه مُجيزًا أبو الحَجّاج بن علي الأُنْديّ، وأبو عبد الله بن خَلَف الحَمْزِيّ.

رَوى عنه أبو إسحاقَ بن أبي غالب البَكْريّ، وأبو الأصبَغ عيسى بن محمد الزِّياديّ، وأبو البقاءِ يَعيشُ بن علي، وأبَوا بكر: ابن خَيْر ويحيى بن محمد بن خَلَف الهَوْزَنيّ، وأبو الحَسَن بن عبد الله بن عثمانَ السَّكُونيّ، وأبو الخَليل مُفرِّجُ ابن سَلَمةَ، وأبو زكريّا بن مَرْزُوق، وأبو عبد الله بن عبد الرّحمن بن جُمهُور، وأبو العبّاس بن عبد السّلام المَسِيليُّ، وأبو عُمرَ أحمدُ بن عبد الملِك الباجِيُّ، وأبو القاسم عبدُ الرّحيم ابن الملجوم، لقِيَهُ بفاسَ حين وَصَلَ إليها من مَرّاكُش في جماعةٍ من أهل إشبيلِيَةَ صُحبةَ الإمام أبي بكرٍ ابن العَرَبي ميِّتًا؛ وأبَوا محمد: ابنُ عُبيدِ الله الباجِيّ وابنُ عيسى الأُمَويّ، وأبو نَصْر فَتْحُ بن محمد بن خَلَف الجُذَاميّ، وأحمدُ بن علي الغابيّ، وعبد الله بن خَليل.

وكان من أهل الإتقانِ في تجويدِ القرآن، محدِّثًا عارِفًا بطُرُق الرِّواية مُعتنِيًا بها، صَبُورًا على الإقراءِ ناصحًا فيه، خَطَبَ بالجامع القديم من إشبيلِيَةَ، وأَمَّ به في الفريضةِ زمانًا. وكان أحدَ أعيانِ بلدِه وحُسَبائهِ والمشهورينَ فيه بالفَضْل والدِّين والوَرَع، وهُو كان المُصلِّيَ بفاسَ على القاضي أبي بكر ابن العَرَبي. وكانت بينَه وبينَ أبي محمدٍ عبد الحقِّ ابن الخَرّاط صُحبةٌ متأكِّدة وموَدّةٌ صحيحة، ورغِبَ منه أبو الحَكَم مُكاتَبةً في أن يَنظِمَ له قصيدةً زُهْديّة فنَظَمَها وبعَثَ بها إليه فلم تصِلْ إلى إشبيلِيَةَ إلّا بعدَ وفاةِ أبي الحَكَم، وهي الفائيّةُ الطويلةُ الثابتةُ في رَسْم أبي محمدٍ رحمه الله.

وُلدَ بإشبيلِيَةَ عَشِيَّ يوم الجُمُعة لإحدى عشْرةَ ليلةً خَلَتْ من رَمَضانِ سبع وسبعينَ وأربع مئة، وتوفِّي بها إثْرَ صَلاة العشاءِ من ليلة الخميس الثالثةَ عشْرةَ من رجَبِ أربعٍ وستينَ وخمس مئة، وصَلّى عليه ابنُه الخَطيبُ أبو عُمرَ محمدٌ، وكانت جَنازتُه مشهودةً، ودُفنَ بمقبُرة مَشْكَة في رَوْضةٍ هنالك لبعض سَلَفِه، رحمَهم اللهُ، وله بمَرّاكُشَ عَقِبٌ إلى الآن.

  • الذيل والتكملة 3/ 398-399.

ذ.سمير بلعشية

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق