مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

الاقتباس مما ألف في فضائل الأشهر والأوقات

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا  محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

إن الله عز وجل خلق الإنسان فأحياه، وجعل له حدا لحياته بين سنين معدودات، فمنهم من يتوفاه الله في بطن أمه، ومنهم من كتب له سبحانه عمرا قصيرا ، ومنهم من كتب له عمرا مديدا، والعمر عبارة عن حسابات زمنية، يتألف من سنوات، وشهور، وأيام، وساعات، ودقائق، وثوان، وهي تمر متعاقبة.

لقد كان لعلماء العرب قدم السبق في مضمار علم الفلك، فألفوا المصنفات المفيدة، فمنها المنظوم والمنثور، لمعرفة الشهور العربية، والأوقات من: الأيام والليالي، وبيان معانيها، وكان من أوائل من صنف في هذا الباب: يحيى بن زياد الفراء (المتوفى عام: 207هـ)، الذي له رسالة: الأيام والليالي والشهور[1]، ومن أراد أن يتوسع في هذا الموضوع، فالخزائن والمكتبات العربية حبلى بالمصنفات في هذا الباب.

 لقد كانت للعلماء العناية التامة بجمع ما ورد من الأحاديث النبوية الشريفة في باب ما جاء في فضائل الشهور العربية، الأوقات من: الأيام والليالي، الداعية إلى فضائل الأعمال، من أجل تزكية النفس، والسمو بالأخلاق، والالتزام بالتشريع.

إن مدار الشريعة الإسلامية هو الإنسان ومحيطه، ولهذا شرعت الأحكام حرصا على جلب المصالح إليه، ودفع المضار عنه، ولم تكتف الشريعة بما هو واجب وحرام، بل بلغت إلى حدِّ الدعوة إلى الفضائل، وكل ما يرفع درجات الأعمال، ويزيد قربة إلى الله تعالى، وطاعة إليه سبحانه، فالطاعات لها أوقات مخصوصة، ومنها ما هو متعلق بالشهور العربية والمواسم، والأيام، والليالي، وقد صنف فيها العلماء المصنفات العديدة، وهذا جرد ببليوغرافي لبعض منها، مرتبة على سني وفيات مؤلفيها:

1-كلام الليالي والأيام لعبد الله بن محمد بن عبيد ابن أبي الدنيا البغدادي (المتوفى عام: 281هـ) [2].

طبع عدة طبعات، منها: طبعة دار أطلس الخضراء، الرياض بالسعودية، عام: 1433هـ، بتحقيق: فاضل بن خلف الحمادة الرقي، ضمن موسوعة ابن أبي الدنيا، الجزء الخامس.

2-فضائل الأوقات لأحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي (المتوفى عام: 458هـ)[3].

طبع عدة طبعات، منها: طبعة مكتبة المنارة، مكة المكرمة بالسعودية، عام: 1410هـ، بتحقيق: عدنان عبد الرحمن مجيد القيسي.

3-يواقيت المواقيت لعمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي (المتوفى عام: 537هـ) [4].

منه نسخة محفوظة في معهد البيروني للدراسات الشرقية بطشقند[5]، ألفه في فضائل الشهور والأيام كما قال حاجي خليفة في كشف الظنون[6].

4-فضائل الشهور الثلاثة لمحمد بن عبد الكريم ابن رافع القزويني (المتوفى عام: 580هـ)[7].

ذكره له ولده عبد الكريم في التدوين في أخبار قزوين[8].

5-النور في فضائل الأيام والشهور لعبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (المتوفى عام: 597هـ)[9].

طبع ضمن منشورات إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية، دبي بالإمارات، عام: 1439هـ، بتحقيق: عبد الحكيم الأنيس.

6-فضائل الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان لمحمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الأديب التجيبي (المتوفى عام: 610هـ) [10].

ذكره له ابن عبد الملك في ذيله[11]، وتوجد في الخزانة الحسنية بالرباط: رسالتان في فضائل الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان، وهما منسوبتان لمجهول[12].

7-الدر المنثور في معرفة الأيام والشهور لعبد الرحمان بن محمد ابن عبد السميع القرشي (المتوفى عام: 621هـ) [13].

ذكره له ابن الشعار في قلائد الجمان[14]، وهو في فضائل الأيام والشهور، كما ذكر ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء[15].

8-العلم المشهور في فضائل الأيام و الشهور لعمر بن الحسن ابن دحية الكلبي الأندلسي (المتوفي عام: 633 هـ).

طبع ضمن منشورات الرابطة المحمدية للعلماء، الرباط بالمغرب، عام: 1441هـ، بتحقيق: طارق طاطمي، غزلان بنتوزر، بوشعيب شبون، نجاة زنيزن.

9-فضائل الشهور العربية لمحمد بن إبراهيم بن عبد الله ابن عباد الرندي (المتوفى عام: 792هـ) [16].

منه نسخة بالخزانة الحمزاوية بالرشيدية[17].تأليف في فضائل عاشوراء و بعض الشهور العربية، منسوب لمجهول[18].

10-لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف لعبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (المتوفى عام: 795هـ) [19].

طبع عدة طبعات، منها: طبعة دار ابن كثير، دمشق بسوريا، بيروت بلبنان، عام: 1420هـ، بتحقيق: ياسين محمد السواس.

11-عقد الدرر واللالي في فضائل الشهور والأيام والليالي لأحمد بن أبي بكر بن علي ابن الرسام الحموي (المتوفى عام: 844هـ) [20].

طبع بمؤسسة بينونة، أبو ظبي بالإمارات، عام: 2013، بتحقيق: سمير محمد إسماعيل محمد.

12-معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام ليوسف بن حسن بن أحمد ابن عبد الهادي ابن المِبْرَد الصالحي (المتوفى عام: 909 هـ) [21].

طبع بدار النوادر، عام: 1432، بعناية: لجنة مختصة من المحققين، إشراف: نور الدين طالب.

13-ما ثبت بالسنَّة في أيام السنَة لعبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله الدهلوي (المتوفى عام:  1052) [22].

طبع طبعة حجرية، وعليه اعتمد المحقق: أسد الله بن شيرزمين، في طبعة دار الكتب العلمية، بيروت بلبنان، عام: 1439.

14-فضائل الشهور والأيام لعبد الغني بن إسماعيل النابلسي (المتوفى عام: 1143هـ) [23].

طبع الكتاب بدار الكتب العلمية، بيروت بلبنان، بتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، عام: 1986.

15-تيجان فضائل الشهور لحامد بن يوسف بن حامد الباندرمه وي (المتوفى عام: 1172هـ) [24].

ذكره له البغدادي في هدية العارفين[25].

16-الدرر اليتيمة الكاملة المتعلقة بالشهور الثلاثة الفاضلة لخليل بن محمد بن زهران بن علي الخضيري الرشيدي المصري (المتوفى عام: 1186هـ) [26].

منه نسخ مخطوطة بمكتبة القاهرة، ومكتبة رشيد بمصر[27].

17-إطالة الأجور في فضائل الشهور محمد بن يوسف بن عيسى أطفيش الجزائري (المتوفى عام: 1332هـ) [28].

طبع كما أشار إلى ذلك الزركلي في الأعلام[29]، ولم أقف على بيانات الطبع.

هذه المصنفات السبع عشرة (17) في فضائل الشهور والأيام والليالي، وغيرها كثير، انتقيت بعضا منها لإرشاد القارئ إلى مدى عناية العلماء بهذا الجانب، والقصد من تدوين هذه الأسطر بعجالة، هو معرفة مدى عناية المشرع بالوقت، وقد عرف أهميته العلماء، ولهذا دونوا الدواوين، أوردت بعضا منها، للحرص على استغلال الوقت فيما يفيد؛ لأن كثيرا من الناس مغبون فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»[30]، سيما وأننا نعلم أن أمد الحياة محدود، فقال صلى الله عليه وسلم: «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك»[31]، ولهذا وجب اغتنام الوقت كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك»[32]، وعدم سب الدهر لأي سبب من الأسباب كان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قال الله: يسب بنو آدم الدهر، وأنا الدهر، بيدي الليل والنهار» [33] .

 ****************

هوامش المقال:

[1] ) طبعت عدة طبعات، منها طبعة بتحقيق: إبراهيم الأبياري، عن دار الكتاب المصري، ودار الكتاب اللبناني، عام: 1400هـ.

[2] ) انظر ترجمته في دراسة: ابن أبي الدنيا محدثا ومصلحا في جزء ضمن موسوعة ابن أبي الدنيا لفاضل بن خلف الحمادة الرقي.

[3] ) انظر ترجمته في دراسة: الإمام البيهقي شيخ الفقه، والحديث، وصاحب السنن الكبرى لنجم عبد الرحمن خلف.

[4]) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 5/ 60، مع بعض مصادرها.

[5])  المنتقى من مخطوطات معهد البيروني للدراسات الشرقية بطشقند ص: 138.

[6])  كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون 2/ 2054.

[7]) انظر ترجمته وأخباره مفصلة في كتاب ولده: التدوين في أخبار قزوين 1 /322_422.

[8]) التدوين في أخبار قزوين 1 /377.

[9]) انظر ترجمته في: مشيخته، ومقدمة تحقيق رسالته: النور في فضائل الأيام والشهور المذكورة أعلاه ص: 23_26، مع جملة من مصادرها.

[10] ) انظر ترجمته في: برنامج شيوخه، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 384_390.

[11] ) الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4 /389.

[12] ) كشاف الخزانة الحسنية ص: 207-331.

[13]) انظر ترجمته في: قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان 2-3/ 253_256، مع مصادر وافية.

[14]) قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان 2-3 /254.

[15]) سير أعلام النبلاء 22 /186.

[16]) انظر ترجمته في: مقال ابن عباد الرندي: حياته ومؤلفاته لأبي الوفا الغنيمي التفتازاني، بصحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد، 1378/ 1958، ع 1-2، مج6 /221_258.

[17] ) الفهرس الوصفي لمخطوطات خزانة الزاوية الحمزية العياشية 4 /1173.

[18] ) كشاف الخزانة الحسنية ص: 67.

[19]) انظر ترجمته في: مقدمة تحقيق لطائف المعارف المذكور أعلاه ص: 9_19، مع جملة من مصادرها.

[20]) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 1 /104، مع بعض مصادرها.

[21]) انظر ترجمته في: مقدمة تحقيق معارف الإنعام المذكور أعلاه ص: 11_13، مع بعض مصادرها.

[22]) انظر ترجمته في: معجم التاريخ «التراث الإسلامي في مكتبات العالم (المخطوطات والمطبوعات)» 2 /1534-1535، مع باقي مصادرها.

[23]) انظر ترجمته في: مقدمة تحقيق رسالته: فضائل الشهور ص: 5_10، مع بعض مصادرها.

[24]) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 2/ 163، مع بعض مصادرها.

[25]) هدية العارفين 1/ 260.

[26]) انظر ترجمته في: معجم التاريخ «التراث الإسلامي في مكتبات العالم (المخطوطات والمطبوعات)» 2 /1096، مع باقي مصادرها.

[27]) معجم التاريخ «التراث الإسلامي في مكتبات العالم (المخطوطات والمطبوعات)» 2/ 1096.

[28]) انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي 7 /156-157، مع بعض مصادرها.

[29]) الأعلام 7/ 157.

[30]) رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: البخاري في صحيحه 8/ 88؛ كتاب: الرقاق، باب: لا عيش إلا عيش الآخرة، رقم الحديث: 6412.

[31]) رواه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: الترمذي في سننه 5/ 553؛ أبواب: الدعوات، رقم الحديث: 3550.

[32]) رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: الحاكم في مستدركه 4 /306.

[33]) رواه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري في صحيحه 8/ 41، كتاب: الأدب، باب: لا تسبوا الدهر، رقم الحديث: 6181، ومسلم في صحيحه 4/ 1763؛ كتاب: الألفاظ من الأدب وغيرها، باب: النهي عن سب الدهر، رقم الحديث: 2246، واللفظ للبخاري.

*راجع المقال: خديجة ابوري

Science

يوسف أزهار

  • باحث بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسير ة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق