الحلقة السادسة : محمد بن علي الدكالي السلوي
محمد بن محمد بن الحاج محمد ابن علي ابن أحمد الدكالي السلاوي، من قبيلة دكالة الهلاليين الذين أخرجوا من ديارهم مطلع القرن 16م، فخرجوا إلى سلا وفاس ومكناس ومدن الشمال، ولد بسلا سنة 1268هـ، في بيت اشتهر بالعلم والنزاهة والأدب، وأخذ المبادئ الأولية في العلوم الدينية، والأدبية والتاريخية عن أكابر شيوخ سلا، وحفظ القرآن الكريم، وبعدها سافر إلى مدينة فاس والتحق بجامعة القرويين، وتتلمذ على يد كبار أعلامها وشيوخها، و قد انخرط في الحياة العمومية سنة 1898م، فصار من عدول سلا، ثم عين عدلا بمرسى طنجة سنة 1317هـ، عاد لمسقط رأسه فاشتغل في عدة مهام أخرى...
وهو من حفدة الأسر الدكالية النبيلة، التي هاجرت إلى مدن الشمال وسلا وفاس، حين داهم الاستعمار البرتغالي السواحل الغربية في القرن العاشر الهجري، ولد بسلا عام 1285هـ، وتكون على يد جلة شيوخ ذلك العصر، وفي مقدمتهم أحمد بن خالد الناصري مؤلف الاستقصا، وعنه ورث حب البحث التاريخي، كما قضى ست سنوات بفاس تتلمذ فيها على أعلام القرويين في مختلف العلوم الإسلامية، قبل أن يرجع إلى مسقط رأسه ليشتغل بالتدريس والشهادة والكتابة للباشا ولأمين صائر المحلة العزيزية، ثم الكتابة بالبنك المخزني، وبدار المخزن بفاس ثم بالرباط، والعضوية بالمحكمة العليا، وفي الصدارة العظمى ومندوبية العلوم بالرباط، والعضوية بالمحكمة العليا، وفي الصدارة العظمى ومندوبية العلوم والمعارف، وألف خلال ذلك كتب كثيرة، ذكر الذين ترجموا له خمسة عشر منها، ومن المؤكد أن له رسائل وكتبا أخرى، ومقالات تاريخية كان ينشرها بجريدة المغرب اليومية، التي كانت تصدر بمدينة سلا وملحقها الأسبوعي عن الثقافة المغربية [1].
وقد تلقى العلم في مدينة سلا على يد مجموعة كبيرة من شيوخ وفقهاء هذه المدينة مثال: الشيخ القاضي الحاج إبراهيم بن الفقيه الجريري، والقاضي أبو عبد الله بن خضراء، والشيخ أحمد بن خالد الناصري والناسك أحمد بن الفقى الجريري، والمحدث أحمد بن موسى [2]..
أما عن شيوخه في مدينة فاس فهم: محمد بن التهامي الوزاني، والشيخ عبد المالك العلوي الضرير، والشيخ أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري، والشيخ محمد القادري، والشيخ عبد السلام بن محمد الهواري وجعفر الكتاني، وعبد المالك السجلماسي والتهامي كنون، وغيرهم من أفاضل مدينة فاس [3].
وكان الفقهيه ابن علي إضافة إلى تضلعه في مختلف فروع المعرفة واطلاعه الواسع على التراث العربي والمغربي الأندلسي بالخصوص، ذا حاسة تاريخية نقدية غريبة، فكان يقوم بأبحاث ميدانية قيما يخص تاريخ العدوتين، وكنا نحن السلويين كثيرا ما نراه يتجول في المقابر القديمة داخل أسوار سلا بجوار ضريج الشيخ أحمد بن عاشر، أو خارج باب معلقة، فاحصا عن الرموس المندثرة، قارئا ما على الشواهد من كتابات وتواريخ، كما كان يتردد على المنشآت العتيقة، من مساجد ومدارس وزوايا وأضرحة، متخذا من كل ذلك مادة تاريخية حية لمختلف مؤلفاته.
وأما فيما يخص مؤلفاته – رحمه الله- نذكر منها:
- كتاب أدواح البستان في أخبار العدوتين ومن درج فيهما من الأعيان هو كتاب ضخم في أربعة أجزاء يجهل مكانه.
- إتحاف أشراف الملا ببعض أخبار الرباط وسلا.
- الإتحاف الوجيز في تاريخ العدوتين.
- أخبار بناء جامع حسان.
- أنساب أهل العدويتن سلا والرباط.
- تاريخ المغرب في القديم والحديث.
- تخليد المآثر وتقييد المفاخر.
- الدرة اليتيمة في أخبار شالة الحديثة والقديمة.
- السكك الإسلامية بالمغرب.
- ضوء النبراس لدولة بني وطاس.
- تاريخ المدرسة المرينية بطالعة سلا.
- جنا الجنتين من تاريخ سلاذات العدوتين.
- لمحة من تاريخ سلا [4].
وفي يوم الجمعة سادس جمادي الثانية توفي محمد بن محمد ابن علي الدكالي السلاوي العلامة المشارك المطلع المؤرخ الشهير المؤلف الكبير، .... ببلده ودفن [5].
[1] - جولات تاريخية لمحمد حجي (1/421) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر.
[2] - الدرة اليتيمة في وصف مدينة شالة الحديثة والقديمة ص 16 منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب دمشق 2012م.
[3] - الدرة اليتيمة في وصف مدينة شالة الحديثة والقديمة ص 16 منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب دمشق 2012م.
[4] - جولات تاريخية لمحمد حجي (1/425) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر.
[5] - إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع (2/502) الطبعة الأولى 1997م دار الغرب الإسلامي بيروت.