الرابطة المحمدية للعلماء

إصدار ترجمة قيمة لكتاب “العصر الذهبي للإسكندرية”

صدرت أخيرا ترجمة قيمة لكتاب “العصر الذهبي للإسكندرية” لمؤلفه “جون مارلو” من طرف الكاتب والناقد نسيم مجلي، وهو كتاب يؤرخ للإسكندرية خلال العصر البطلمي، ويرتحل بنا في أحيائها ومناراتها ومعابدها.

في المقدمة يؤكد المؤلف، وفقا لما جاء في موقع نيل وفرات، أنه إذا نظرنا إلى تاريخ الإسكندرية من الناحية العمارية فإننا نجده مثل تاريخ أي مدينة أخرى، من حيث التغير المستمر وتزامن التدمير والتجديد في آن واحد، فالمباني الجديدة في الضواحي يصاحبها التآكل والانهيارات في وسط المدينة، ربما يكون من المستحيل أن نرسم للإسكندرية في أي لحظة من الزمن صورة ممثلة لثلاثمائة عام من حكم الأسرة البطليمية، لكن بالرغم من هذا، فالتخطيط العام الذي رسمه “دينوكراتيس” سنة 332 للمدينة، يبدو وكأنه ظل محفوظا لم يصبه أي تغيير، وأن معظم المباني العامة الرئيسة وكذلك المباني المكشوفة التي بُنيت في الأيام الرحبة لأول ملكين من ملوك البطالمة قد نجت من أضرار الاضطرابات والفتن الأهلية المتوالية، وعاشت حتى استهل الاحتلال الروماني عهدا جديدا في تخطيط المدن.

ويشير المؤلف: إلى ضريح الإسكندر المسمى “الصوما”، كان في وسط المدينة عند التقاء طريق “كانوب” بالشارع الذي أخذ اسم الضريح أو المقبرة، ولم يعرض عن هندستها العمارية، ومن المحتمل أنها بنيت في عهد “بطليموس سوتر”. أما “الجمانيزيوم” الذي يقع في الجانب الشمالي من طريق “كانوب” في منتصف المسافة بين الضريح وبوابة “كانوب” في حائط السور الشرقي فكان بمثابة المدرسة العليا أو جامعة للشبان الإغريق، كما كان مركز النشاط الأهلي للمجتمع الإغريقي.

ويقول المؤلف: في العالم الهللينستي، كانت العمارة هي الفن الوحيد، بالمعنى الكلاسيكي الذي استمر في تجسيد المعادلة المرئية للحق والجمال وهي المظهر المادي للحقيقة، لقد جسدت المنارة حصيلة المعرفة الهندسية والميكانيكية المتراكمة كلها في ذلك الوقت، وبدونها ما كان يمكن لها أن تبنى، ورغم قلة ما نعرفه عن هذه الأمور فإن الشيء نفسه ينطبق على معظم مباني الإسكندرية العظمى الأخرى، ولكن لم يتبقَ من العمارة الهللينستية في الإسكندرية شيء يذكر على الأرض ولا في وصف دقيق من الأدب السكندري لا يعرف عنه إلا القليل، وهذا يرجع في الجزء الأكبر منه إلى إعجاب شعراء اللاتين المتأخرين بهذا الأدب ومحاكاته كما فعل “هوارس، وأومنيد، وكاتللوس، وبروبر يتوس.. وغيرهم”، الذين تأثروا به ونقلوا للأجيال اللاحقة مواقف الشعراء السكندريين وموضوعات أشعارهم.

ويضيف: لدينا كل القصائد المنسوبة إلى”ثيوكرتس”، لدينا أناشيد “كاليماخوص” التي تحوي ألفًا ومائة سطر تقريبا، لدينا أيضا الملحمة البطولية “لأبولونيوس الروديسي” المسماة “الأرجوانوتيكا” كاملة، والملحمة التعليمية للشاعر “أراتوس”.

يذكر أن مؤلف كتاب “العصر الذهبي للإسكندرية” هو الكاتب جون مارلو؛ وهو باحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات بين دول المنطقة والقوى الدولية الأخرى وفي مقدمتها بريطانيا، من أبرز مؤلفاته: كرومر في مصر، أربعة وجوه لمصر، مشروع قناة السويس .. ومترجم الكتاب هو الكاتب والناقد نسيم مجلي، له العديد من المؤلفات والترجمات إلى العربية. وقد صدر الكتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2012. (خدمة وكالة الصحافة العربية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق