
أَغَاظَكُمُ أَنَّا صَبَوْنَا إِلَى «سَلْمَى» /// وَأَنَّ صَدَانَا بَلَّهُ ثَغْرُهَا الْأَلْمَى؟
فَلَمْ تَسْبِ لُبْنَى أَوْ سُلَيْمَى قُلُوبَنَا /// وَمَا جَشَّمَتْنَا دَعْدُ دَاءً وَلَا سُقْمَا
وَمَا فَتَنَتْنَا الْمَالِكِيَّةُ بِاللِّوَى /// وَلَمْ تَرْمِنَا حَوْرَاءُ مِنْ قَوْسِهَا سَهْمَا
أَرَى حُسْنَ «سَلْمَى» غَاظَ كُلَّ قَبِيلَةٍ /// فَسَامُوا بَنِيهَا الْهَمْزَ وَالْغَمْزَ وَالذَّمَّا
وَسَاءَ لَمَاهَا كُلَّ خَوْدٍ فَأَلَّبُوا /// عَلَيْهَا خِفَافَ الْعَقْلِ وَاسْتَمْرَؤُوا الظُّلْمَا
وَقَدْ عَلِمَتْ «فَاسٌ» وَ«بَغْدَادُ» أَنَّهَا /// أَجَلُّ الْوَرَى خَالًا وَأَكْرَمُهُمْ عَمَّا
وَأَرْشَقُهُمْ قَدًّا وَأَلْطَفُهُمْ حَشًا /// وَأَنْضَرُهُمْ خَدًّا، وَأَبْهَاهُمُ وَشْمَا
وَأَرْوَاهُمُ سَاقًا وَأَنْوَمُهُمْ ضُحًى /// وَأَنْجَلُهُمْ طَرْفًا، وَأَطْرَبُهُمْ نَغْمَا
وَأَعْذَبُهُمْ وِرْدًا وَأَوْسَعُهُمْ نَدًى /// وَأَبْعَدُهُمْ غَوْراً ، وَأَذْكَاهُمُ فَهْمَا
وَأَطْوَلُهُمْ بَاعاً وَأَقْصَرُهُمْ خُطًى /// وَأَكْثَرُهُمْ حَزْمًا وَأَقْوَاهُمُ عَزْمَا
وَأَنَّ مُحَيَّاهَا الصَّبُوحَ إِذَا بَدَا /// أَشَعُّ مِنَ الْبَدْرِ الْمُنِيرِ إِذَا تَمَّا
وَأَنَّ لَهَا نَشْرًا يُنَسِّيكَ عَنْبَرًا /// وَمِسْكاً وَكَافُورًا وَرَنْدًا إِذَا اشْتُمَّا
وَأَنَّ لَهَا جِيدَ الْغَزَالِ، وَرِيقُهَا /// أَلَذُّ مِنَ الصَّهْبَا، وَأَطْيَبُهَا طَعْمَا
وَأَنَّ بِهَا غُنْجًا وَدَلًّا، إِذَا مَشَتْ /// رَأَيْتَ قُلُوبَ النَّاظِرِينَ لَهَا كَلْمَى
وَأَنَّ لَهَا سِرًّا مَصُونًا فَلَوْ بَدَا /// وَكُشِّفَ لَانْدَكَّتْ بِهِ الصَّخْرَةُ الصَّمَّا
شُغِفْنَا بِهَا دُونَ الْغَوَانِي لِحُسْنِهَا /// وَذُقْنَا هَوَاهَا فَارْتَضَيْنَا بِهَا قَسْمَا
نَسُوقُ إِلَيْهَا الرَّاقِصَاتِ، وَنَحْتَمِي /// بِهَا عَنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ وَالْفِتْنَةِ الدَّهْمَا
فَأَنَّى نَزَلْنَا فِي فِنَاءِ دِيَارِهَا /// فَلَا نَخْتَشِي بَخْساً وَلَا نَخْتَشِي هَضْمَا
وَمَا حَرَمَتْنَا مِنْ جَنَى عَذَبَاتِهَا /// وَلَمْ نَلْقَ إِلَّا الْبِشْرَ وَالْوُدَّ وَالنُّعْمَى
لِيَعْلَمْ وَيَشْهَدْ كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرٍ /// وَكُلُّ لَبِيبٍ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ غَمَّا
بِأَنَّا بِـ«سَلْمَى» هَائِمُونَ وَوُلَّهٌ /// وَأَنَّا أَمِنَّا الْهَجْرَ وَالْجَفْوَ وَالصُّرْمَا