مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةشذور

دمعةٌ عِرفانيةٌ

أَغَاظَكُمُ أَنَّا صَبَوْنَا إِلَى «سَلْمَى»     ///    وَأَنَّ صَدَانَا بَلَّهُ ثَغْرُهَا الْأَلْمَى؟

فَلَمْ تَسْبِ لُبْنَى أَوْ سُلَيْمَى قُلُوبَنَا     ///    وَمَا جَشَّمَتْنَا دَعْدُ دَاءً وَلَا سُقْمَا

وَمَا فَتَنَتْنَا الْمَالِكِيَّةُ بِاللِّوَى    ///    وَلَمْ تَرْمِنَا حَوْرَاءُ مِنْ قَوْسِهَا سَهْمَا

أَرَى حُسْنَ «سَلْمَى» غَاظَ كُلَّ قَبِيلَةٍ     ///      فَسَامُوا بَنِيهَا الْهَمْزَ وَالْغَمْزَ وَالذَّمَّا

وَسَاءَ لَمَاهَا كُلَّ خَوْدٍ فَأَلَّبُوا      ///     عَلَيْهَا خِفَافَ الْعَقْلِ وَاسْتَمْرَؤُوا الظُّلْمَا

وَقَدْ عَلِمَتْ «فَاسٌ» وَ«بَغْدَادُ» أَنَّهَا     ///      أَجَلُّ الْوَرَى خَالًا وَأَكْرَمُهُمْ عَمَّا

وَأَرْشَقُهُمْ قَدًّا وَأَلْطَفُهُمْ حَشًا      ///      وَأَنْضَرُهُمْ خَدًّا، وَأَبْهَاهُمُ وَشْمَا

وَأَرْوَاهُمُ سَاقًا وَأَنْوَمُهُمْ ضُحًى     ///      وَأَنْجَلُهُمْ طَرْفًا، وَأَطْرَبُهُمْ نَغْمَا

وَأَعْذَبُهُمْ وِرْدًا وَأَوْسَعُهُمْ نَدًى     ///      وَأَبْعَدُهُمْ غَوْراً ، وَأَذْكَاهُمُ فَهْمَا

وَأَطْوَلُهُمْ بَاعاً وَأَقْصَرُهُمْ خُطًى     ///      وَأَكْثَرُهُمْ حَزْمًا وَأَقْوَاهُمُ عَزْمَا

وَأَنَّ مُحَيَّاهَا الصَّبُوحَ إِذَا بَدَا     ///      أَشَعُّ مِنَ الْبَدْرِ الْمُنِيرِ إِذَا تَمَّا

وَأَنَّ لَهَا نَشْرًا يُنَسِّيكَ عَنْبَرًا      ///      وَمِسْكاً وَكَافُورًا وَرَنْدًا إِذَا اشْتُمَّا

وَأَنَّ لَهَا جِيدَ الْغَزَالِ، وَرِيقُهَا      ///      أَلَذُّ مِنَ الصَّهْبَا، وَأَطْيَبُهَا طَعْمَا

وَأَنَّ بِهَا غُنْجًا وَدَلًّا، إِذَا مَشَتْ      ///      رَأَيْتَ قُلُوبَ النَّاظِرِينَ لَهَا كَلْمَى

وَأَنَّ لَهَا سِرًّا مَصُونًا فَلَوْ بَدَا      ///      وَكُشِّفَ لَانْدَكَّتْ بِهِ الصَّخْرَةُ الصَّمَّا

شُغِفْنَا بِهَا دُونَ الْغَوَانِي لِحُسْنِهَا     ///     وَذُقْنَا هَوَاهَا فَارْتَضَيْنَا بِهَا قَسْمَا

نَسُوقُ إِلَيْهَا الرَّاقِصَاتِ، وَنَحْتَمِي     ///      بِهَا عَنْ صُرُوفِ الدَّهْرِ وَالْفِتْنَةِ الدَّهْمَا

فَأَنَّى نَزَلْنَا فِي فِنَاءِ دِيَارِهَا      ///      فَلَا نَخْتَشِي بَخْساً وَلَا نَخْتَشِي هَضْمَا

وَمَا حَرَمَتْنَا مِنْ جَنَى عَذَبَاتِهَا     ///      وَلَمْ نَلْقَ إِلَّا الْبِشْرَ وَالْوُدَّ وَالنُّعْمَى

لِيَعْلَمْ وَيَشْهَدْ كُلُّ بَادٍ وَحَاضِرٍ     ///      وَكُلُّ لَبِيبٍ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ غَمَّا

بِأَنَّا بِـ«سَلْمَى» هَائِمُونَ وَوُلَّهٌ     ///     وَأَنَّا أَمِنَّا الْهَجْرَ وَالْجَفْوَ وَالصُّرْمَا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق