
أقسمتُ بالشعر فيه النُّور والسَّدَفُ /// أني من الصفحة البيضاء أغترف
ومن ضياء العيون الناعسات أرى /// صوامعَ الحقِّ في أصواتها لُطَفُ
تظل ترقص كالنسرين حَرَّكَهُ /// نسيمُ فجر فَأَعْيَى وهْو مرتجف
في كل يوم يَمُدُّ الغصنَ يسأله /// أفي الدواوين من ذاقوا ومن عرفوا؟
هذي الدواوينُ أوراقٌ ممزَّقَةٌ /// غيرَ العناوينِ والدَّمعِ الذي ذرفوا
من سالف الدهر أسقي الحرف صاحبَه /// وأسكب الروحَ في دَنٍّ وأنصرف
نسجتُ فوق نواصي الريح خارطتي /// ما زلتُ مذْ كنتُ في الأهوال أنتصفُ
فاقرأ، كما يقرأ المحزون، ما كتبتْ /// على جبين الثكالى صعبةٌ قُذُفُ
وارمِ التشابيهَ في أعماقِ مُظْلِمَةٍ /// وارم المداد فإن الشعر يُقتطَفُ
يَسْتَاك بالحرفِ أحيانا ويصنعه /// كما ترى، غرفا من فوقها غرفُ
ليس المجاز بشيء إن تداوله /// قوم لهم في قديم الثوب مُلْتَحَفُ
ردوا إلى الشعر بعضي واتركوا سَعَفِي /// إن النخيل شكا ما يصنع السعفُ
تبكي بكاء الأساطير التي عُصِرَتْ /// حتى تَقَلَّبَ في أحشائها الصدفُ
رفقا بها إن وُرْقاً فوقها صَدَحَتْ /// تُعَلِّمُ الناس أن الأمر مختلف
ليس الحصون التي معمارها تُحَفٌ /// مثلَ الحصون التي معمارها خَزَفُ