يوم دراسي في موضوع: مصادر المعرفة الإسلامية ومناهج البحث فيها
نظم مختبر دراسات في قضايا العلوم والمجتمع بتنسيق وتعاون مع مؤسسة نور للبحوث والدراسات العلمية، ووحدتي التكوين في الدكتوراه والماستر، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط: الدراسات الإسلامية وقضايا المجتمع المعاصر، والعلوم الشرعية والبناء الحضاري يوما دراسيا، لفائدة طلبة الدكتوراه والماستر في موضوع: «مصادر المعرفة الإسلامية ومناهج البحث فيها»، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بمدرج ابن خلدون وذلك يوم السبت 24 رمضان 1444هـ الموافق لـ15 أبريل 2023م.
وقد شارك في هذا اليوم الدراسي نخبة من الأساتذة الخبراء في مجال البحث والإشراف والتكوين والمناقشة في تخصصات علمية متعددة؛ في علوم القرآن والتفسير وعلوم الحديث والفقه وأصوله والاقتصاد واللغة العربية، بحضور متميز ونوعي للطلبة والباحثين في سلك الإجازة والماستر والدكتوراه في مختلف التخصصات والمسالك.
افتتحت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الدكتور محمد قجوي رئيس مختبر دراسات في قضايا العلوم والمجتمع ورئيس مؤسسة نور للبحوث والدراسات العلمية، الذي ناب فيها عن بقية الكلمات الافتتاحية لتعذر حضورهم، حيث أشار إلى أن الغاية من هذه التكوينات هو الارتقاء بالبحوث إلى مستوى التخصص والدقة في مجال البحث والدراسة، ، وأكد على أن تنظيم هذا اليوم الدراسي جاء منسجما مع هذا التوجه الذي يتيح للباحثين الاستفادة من مناهج البحث العلمي الأكاديمي والتعرف على مصادر المعرفة الإسلامية المتنوعة.
في الجلسة العلمية الأولى التي ترأستها الدكتورة بشرى البداوي أستاذة العليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ورئيسة مركز ابن رشد للدراسات اللغوية، التي تضمنت محورين أساسيين؛ محور مصادر علوم القرآن والتفسير، ومحور ثان عني بمصادر السنة وعلومها:
المحور الأول تضمن مشاركتين علميتين؛ أولاهما بعنوان: «مصادر أصول التفسير ومنهج البحث فيها» للدكتور محمد قجوي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ورئيس مختبر دراسات في قضايا العلوم والمجتمع ورئيس مؤسسة نور للبحوث والدراسات العلمية، الذي اقتصر فيها على جانب منها لسعتها؛ فحدد بداية المقصود بالمصادر، وذكر أسباب تنوع مصادر أصول التفسير، فأجملها في تعدد وجوه العناية بها، والبداية المتفرقة، ومحاولات الجمع، وتعدد المصادر التطبيقية، ثم عدد المصادر التي تعد مظانا لعلم أصول التفسير؛ فذكر كتب علوم القرآن وكتب أصول الفقه ومقدمات كتب التفسير، وكتب أصول التفسير، وكتب التفسير، وأدرج تحت كل مصدر أهم المصنفات فيه.
وجاءت المداخلة الثانية بعنوان: «كتب التفسير ومنهج البحث فيها»، للدكتورة رشيدة بوخبرة، أستاذة التعليم العالي مؤهل بالمدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة ابن طفيل، التي جعلت مداخلتها في محورين؛ أولهما الحديث عن واقع علم التفسير وآفاق البحث فيه، ثم المحور الثاني في التعريف بكتب التفسير والتصنيف فيها، وقد أكدت المحاضرة في ثنايا عرضها على ضبط المنهج التفسيري واستخراج القواعد المنهجية من مقدمات كتب التفسير وتفعيل القراءة الواعية لمصادر أصول التفسير، مع الاستقراء التام.
وفي المحور الثاني، الذي عني بمصادر السنة وعلومها تضمن ثلاث ورقات علمية؛ جاءت المداخلة الثالثة بعنوان «مصادر فقه السنة النبوية ومناهج البحث فيها»، للدكتور عبد الرزاق الجاي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، ومنسق ماستر “العلوم الشرعية والبناء الحضاري” بكلية الآداب بالرباط، الذي جعل مدخلته في أربعة محاور أساسية؛ في المحور الأول تحدث عن الفرق بين المصادر والمراجع والفرق بينهما، والثاني جعله في مناهج البحث في فقه الحديث واختلاف الشراح في تنزيلها، وتناول في المحور الثالث مناهج الشراح في فقه السنة النبوية، ثم ختم مداخلته بالخطة المقترحة للوقوف على مناهج الشراح وطريقة إفاداتهم.
وتناولت المداخلة الرابعة: «مصادر السنة النبوية ومناهج البحث فيها» للدكتورة فدوى بنكيران، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث تحدثت في ورقتها العلمية عن أهمية مصادر السنة النبوية في البحث العلمي، وأسس التعامل معها، ثم ختمتها بالبحث في الكتاب الإلكتروني والصعوبات التي تواجه الطالب.
وفي المداخلة الخامسة التي جاءت بعنوان: «مصادر علم رجال الحديث النبوي ومناهج البحث فيها» للدكتور سعيد هلاوي، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تناول ورقته في محاور أساسية حيث جعل المقدمة في علم مصادر المعرفة الإسلامية ثم أورد تعريفات المصادر وعلم الرواة، وتناول مناهج البحث وعلوم تاريخ الرواة، وذكر أنواع مصادر تاريخ رواة الحديث النبوي الشريف، وختم المداخلة بكيفية الاستفادة من مصادر تاريخ رواة الحديث النبوي.
وفي الجلسة العلمية الثانية التي ترأسها الدكتور محمد قجوي، تضمنت باقي المحاور:
في المحور الثالث: الذي عني بمصادر الفقه وأصوله، جاءت ورقته السادسة بعنوان: «مصادر الفقه المالكي ومنهج التأليف فيها»، للدكتورة حياة البراهماتي، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، التي تحدثت عن دور التأليف في الفقه الماالكي وأهم مصادره، وتطور المصطلح الفقهي في المذهب المالكي وأهمية موقعه، فيما جاءت الورقة العلمية السابعة بعنوان: «مصادر أصول الفقه المالكي ومنهج البحث فيها»، للدكتورى بشرى العلام التي عرفت أصول الفقه، ثم أصل المدرسة المالكية، وأوردت مجموعة من التوجيهات العلمية للطلبة الباحثين.
وفي المحور الرابع: الذي خصص لمصادر الاقتصاد الإسلامي، تضمن الورقة الثامنة بعنوان: «الرؤية المعرفية للبحث في الاقتصاد الإسلامي والمعاملات المالية المناهج والمصادر»، للدكتور فريد آمار، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، الذي تحدث في ورقته عن فقه الأموال والسياسة الشرعية المالية، والنظريات الاقتصادية والنظام الاقتصادي، وأورد ضمن هذه المحاور مجموعة من الكتابات لعلماء مسلمين حسب حقب تاريخية مختلفة؛ منها من تناول فقه الأموال ومنها من اهتم بالسياسة الشرعية المالية وإصلاح المال وطرق التعامل مع الأزمات المالية، ومنها كتابات في المعاجم والمفاهيم الاقتصادية..
وفي المحور الخامس الذي عني بمصادر اللغة العربية وعلومها، جاءت ورقته التاسعة ـ وهي مسك الختام ـ بعنوان: «المعاجم اللغوية ومنهج البحث فيها» للدكتورة بشرى البداوي، أستاذة التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حيث تحدثت عن أهمية المعاجم اللغوية في انطلاقة مشروع البحث، ووجوب التدقيق في اعتماد المفردات في عناوين البحوث الرئيسية، وذكرت مجموعة من مسميات المصادر في بدياتها؛ منها مصادر الغريب والرسائل والمصنفات، التي تنقسم إلى معاجم الألفاظ التي تندرج تحتها مدارس؛ منها مدرسة التقليبات الصوتية والهجائية والألفبائية والموضوعاتية، ومعاجم المعاني بحسب الموضوعات، وذكرت معايير التقسيم وشروط الولوج وذكرت الفرق بين معجمي ابن السكيت وابن فارس وضمنت المداخلة جملة من الأمثلة والنماذج من هذه المعاجم لمجموعة من المفردات ذات الصلة بالموضوع.
وقد اختتم اليوم الدراسي بصورة جماعية تذكارية جمعت الأساتذة المشاركين والطلبة المستفيدين من هذه البحوث العلمية، ووزعت في الأخير شواهد المشاركة والحضور.