مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

ورثة الأنبياء

قال الشيخ أبو نصر السراج الطوسي في كتابه اللمع [1]:

إن الله تبارك وتعالى، أحكم أساس الدين، وأزال الشبهة عن قلوب المؤمنين بما أمرهم به من الاعتصام بكتابه، والتمسك بما وصل إليهم من خطابه، إذ يقول جل جلاله: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾[2]الآية، وقال عز وجل: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾[3]ثم ذكر الله تعالى أفضل المؤمنين درجة وأعلاهم في الدين رتبة فذكرهم بعد ملائكته وشهد على شهادتهم له بالوحدانية بعدما بدأ بنفسه وثنى بملائكته فقال عز وجل: ﴿شهد الله أنه لا إله هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط﴾[4]،وروي عن النبي ﷺ أنه قال: ((العلماء ورثة الأنبياء))[5]

وعندي -والله أعلم – أن أولي العلم القائمين بالقسط الذين هم ورثة الانبياء، هم المعتصمون بكتاب الله تعالى، المجتهدون في متابعة رسول الله ﷺ، المقتدون بالصحابة والتابعين، السالكون سبيل أوليائه المتقين وعباده الصالحين، هم ثلاثة أصناف: أصحاب الحديث، والفقهاء، والصوفية، فهؤلاء هم الأصناف الثلاثة من أولي العلم القائمين بالقسط الذين هم ورثة الأنبياء.

كتاب اللمع لأبي نصر السراج الطوسي تحقيق عبد الحليم محمود طه عبد الباقي سرور طبعة 1423هـ 2002م

مكتبة الثقافة الدينية

الهوامش:


[1]  - كتاب اللمع: لأبي نصر السراج الطوسي -ت 378هـ ، ص 21 تحقيق عبدالحليم محمود  طه عبد الباقي سرور طبعة 1423هـ 2002م مكتبة الثقافة الدينية.

[2]- [آل عمران:103]

[3]- [المائدة: 2]

-[4]آل عمران: 18

[5]: وهو قطعة من حديث اخرجه أبو داود  في كتاب العلم، باب: الحث على طلب العلم، وابن ماجة في المقدمة، باب: فضل العلماء والحث على طلب العلم، من حديث أبي الدرداء.

الدكتور عبد الله معصر

• رئيس مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوك بالرابطة المحمدية للعلماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق