مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةتراث

هل تعلم أن؟

إعداد: عبد العزيز النقر

  • “حوالي سنة 820 للميلاد، نشر الخوارزمي أولى صيغ كتابه الشهير الذي يحمل عنوان: كتاب الجبر والمقابلة. يتألف هذا الكتاب من قسمين رئيسين، يحوي الأول منهما النظرية الجبرية، والاثني حساب الإرث والوصايا؛ وما لبث هذا المؤلَّف أن فرض نفسه، دون تأخير، كعمل تأسيسي، في نواح ثلاث.

هو أولا عمل تأسيس للجبر؛ ففي صفحاته تم تصور الجبر، وللمرة الأولى في التاريخ، كمادة رياضية مستقلة عن الهندسة وعن علم الحساب. وقد شكّل إصدار هذا الكتاب حدثا لم يكتف خلفاء الخوارزمي بالتنبه إلى أهميته، بل أسرعوا إلى استغلال كل الإمكانات التي أتاحها كشروع علمي. فلم ينقض قرنان من الزمن على صدوره، حتى أصبحت الفصول القصيرة التي بتألف منها، مواد جبرية قائمة بذاتها.

   هو ثانيا عمل تأسيسي (وبفضل الجبر) لمادة علمية هي على ملتقى الرياضيات والعلوم الفقهية. فلا بد من الإشارة إلى أن الخوارزمي كرس أكثر من نصف كتابه لتحويل ممارسات رجال الفقه المتعلقة بحسابات الإرث والوصايا، إلى مادة علمية خاصة هي ‘علم الفرائض’. وقد واصل خلفاء الخوارزمي من رياضيين وفقهاء، إغناء هذا الفصل العلمي بالعديد من الكتب والرسائل.

   هو ثالثا، عمل تأسيسي لنهج ولّدته الإمكانات الجديدة التي طرحها الجبر والتي تلازمت معه. فلقد أجاز الجبر ما لم يكن بالإمكان تصوره من قبل، وهو توسع تطبيق العلوم الرياضية، بعضها على البعض الآخر، مما أدى إلى فصوص علمية جديدة؛ نقصد هنا، تطبيق الحساب على الجبر، والجبر على الهندسة، والهندسة على الجبر، والجبر على علم المثلّثات، إلخ. فبفضل هذا التطبيق، ودون تأخير، ظهرت الهندسة الجبرية الابتدائية، وبدأ جبر كثيرات الحدود، والتحليل التوافيقي، إلخ. ومن بين نتائج هذا التطبيق، النتيجة الكبرى المتمثل بالتعديل العميق لموسوعة المعارف الرياضية، التي جعلها إدخال الجبر تتجاوز إطار المجموعة ‘الرباعية’ الشهيرة. ولم يكن التحول في فلسفة الرياضيات أقل أهمية؛ فالاطلاع على أعمال فلاسفة مثل الفارابي وابن سينا، يكفي لكي نفهم مدى تأثير هذه المادة الرياضية الجديدة على علمهم وعلى تصنيفهم للعلوم”.

رشدي راشد، رياضيات الخوارزمي: تأسيس علم الجبر، ترجمة نقولا فارس، مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 2010. ص39-40.

 إعداد: عبد الغني زيدان

  • أن العالم الكبير البتاني[1] صاحب (الزيج الصابي) المشهور الذي أحدث تأثيرا كبيرا في علم الفلك، كان أول من حققوا كثيرا من النجوم، و صحَّح بعض حركات القمر و الكواكب السيَّارة، و خالف بطليموس في ثبات الأوج الشمسي، كما صحح البتاني نفسه طول السنة الشمسيَّة. و قد ترجم كتابه “الزيج الصابئي” إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، كما طبع في أوربا عدَّة طبعات، و يعد هذا الكتاب دائرة معارف فلكية، و للبتاني من المصنفات في الفلك أيضا ” كتاب ( معرفة مطالع النجوم)، و كتاب (تعديل الكواكب).[2]؟

 

  • أن العالم الكبير عبد الرحمن الصوفي[3] هو أول من وضع جداول دقيقة للنجوم الثوابت، و صنَّف في ذلك كتاباً بعنوان الكواكب الثابتة، أوضح فيه النجوم الثابتة لعام (299ه/911م)، و هذه الجداول مهمة حتى في العصر الحديث، لمن أراد البحث في تاريخ بعض الكواكب و مواقعها و حركاتها، لقد رسم فيه أكثر من 1000 نجم، و لمكانته العلمية فقد أطلق اسمه على مراكز على سطح القمر.[4]

[1]– أبو عبدالله محمد بن جابر بن سنان الحراني البتاني، المولود في حرَّان في بلاد الشام عام 858م، أحد أهم العلماء المسلمين في الفلك والرياضيات في عصره، وقد امتدّت شهرته وتأثيره -بعد وفاته- إلى الغرب بسبب إنتاجاته العلمية العظيمة في علمي الفلك و الرياضيات.

[2]– ماذا قدم المسلمون للعالم، إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية، راغب السرجاني، الجزء الأول، الطبعة الثانية، 1430ه/2009م، ص 300.

[3]– عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سهل، أبو الحسين الصوفي الرازي (291-376ه/ 903-986م) من كبار علماء الفلك والتنجيم، وهو من أعظم فلكيي الإسلام، على حد تعبير المؤرخ جورج سارطون.

[4]– المرجع نفسه، ص 300.

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق