مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةتراث

هل تعلم أن؟

 

إعداد: عبد العزيز النقر

“في كتاب ‘التصريف’ مقالة بعنوان ‘في الجراحة’ تصف مجموعة مذهلة تزيد على مئتي أداة جراحية.كان تطوير الأدوات للجراحة يعد مفهوما ثوريا لأنه حول الطب من التأمل إلى التجريب. ومنذ أن حفرت بعض أشكال الأدوات الجراحية في قبور مصر القديمة، كانت هذه أول مقالة في تاريخ الطب تصف الأدوات الجراحية بالتفصيل، وتشرح كيفية استعمالها. والواقع أن تصميم تلك الأدوات كان دقيقا جدا بحيث لم يطرأ على معظمها سوى تغييرات طفيفة خلال ألف سنة، وكانت هذه الشروحات هي التي أرست أسس الجراحة في أوربا، بعد ترجمة كتاب الزهراوي إلى اللاتينية وانتشاره في الجامعات وفي والأوساط الطبية الأوربية.

أصبح البحث المتواصل عن أدوات بالغة الإتقان لتحقيق مستوى عال الدقة قاعدة متبعة من قواعد الممارسة العلمية الإسلامية، كما هي القاعدة الأساسية في العلوم الحديثة اليوم. وصف الزهراوي في مؤلفه المذكور الأدوات الطبية مستعينا برسوم يدوية واضحة، وأرفقها بمعلومات مفصلة عن كيفية استعمالها، وبين الظروف التي تستخدم فيها”.

مقتطف من كتاب: “ألف اختراع واختراع: التراث الإسلامي في عالمنا“، تحرير سليم الحسني، مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة، 2016. ص 160.

“لولا العرب لما كان علم المثلثات على ما هو عليه الآن فإليهم يرجع الفضل الأكبر في وضعه بشكل علمي منظم مستقل عن الفلك، وفي الإضافات الهامة التي جعلت الكثيرين يعتبرونه علما عربيا كما اعتبروا الهندسة علما يونانيا. ولا يخفى ما لهذا العلم (المثلثات) من أثر في الاختراع والاكتشاف وفي تسهيل كثير من البحوث الطبيعية والهندسية والصناعية.

استعمل العرب الجيب بدلا من وتر ضعف القوس الذي كان يستعمله علماء اليونان، ولهذا أهمية كبرى في تسهيل حلول الأعمال الرياضية. وهم أول من أدحل المماسّ في عداد النسب المثلثية وقد قال البيروني في ذلك: ‘إن السبق في استنباط هذا الشكل (الشكل الظلي) لأبي الوفاء البوزجاني بلا تنازع من غيره’ أما الدعوى في الشكل المذكور وكما وردت في كتاب شكل القطاع للطوسي فهي: ‘إن في المثلث القائم الزاوية الذي يكون من القسي العظام تكون نسبة جيب أحد ضلعي القائمة إلى جيب الزاوية القائمة كنسبة ظل الضلع الأخرى من ضلعي القائمة إلى ظل الزاوية الموترة به’.

وتوصل العرب إلى إثبات أن نسبة جيوب الأضلاع بعضها إلى بعض كنسبة جيوب الزوايا الموترة بتلك الأضلاع بعضها إلى بعض في أي مثلث كروي. […]”.

قدري حافظ طوقان، تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك، هدية المقتطف السنوية 1941 (لم يرد في الطبعة التي اعتمدناها هنا اسم دار للنشر أو للطبع، ولم نجد إلا العبارة السالفة)، ط1، 1941. ص 51.

إعداد عبد الغني زيدان

اكتشاف الخزانة المظلمة

هل تعلم أن ابن الهيثم صنع خزانة صغيرة وجعل لها ثقبا صغيرا ينفذ منه ضوء يحمل صورة جسم ما، فينعكس على الجدار المقابل للثقب ليشكل ضوءا يحمل صورةوكل ما حوله مظلم. وقد لاحظ ابن الهيثم عدة نتائج من خلال هذه التجربة العظيمة، أولا: لاحظ ابن الهيثم أن الفتحة التي ينفذ منها الضوء داخل الغرفة إذا كانت كبيرة تصبح الصورة غير واضحة الملامح، وأنه إذا صغر الثقب جدا تلاشى الضوء وانعدمت الصورة ولم تنطبع على الوجه المقابل للثقب، وهذا يعني أن ابن الهيثم ربط بين حجم الثقب ومسافة الضوء. ثانيا: لاحظ ابن الهيثم أيضاأن الشعاع (الضوء) يسقط بصورة مستقيمة وأنه يسقط أيضا بشكل مخروطي، قاعدته من جهة مصدر الضوء ورأسه عند الفتحة الضيقة، ويقابله مخروط آخر رأسه مقترن برأس المخروط الأول، وقاعدته على الجدار الداخلي للخزانة المقابل للفتحة (الثقب). من المرجح أن ابن الهيثم شاهد أن الصورة المتبعة (المنعكسة) تظهر معكوسة (مقلوبة) ولا شك أن هذه التجربة الهيثمية تعد بمثابة التطور التجريبي الاول لما يسمى حاليا (الكاميرا) أوالتصوير الشمسي.

 

خالد بن سليمان بن علي الخويطر، جهود المسلمين في تقدم الحضارة الإنسانية، ط1، 2004م.

Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق