مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

نظرات في الديوان المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الحلقة الأولى)

تمهيد:

لا يَزالُ الشعر المنسوب للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حاجة إلى التحقيق والتدقيق المنهجيين، وقد طبع الكتاب طبعات متعددة، وحققه فضلاء من المحققين، وكثير منهم لم يتطرق إلى قضية الشك في شعره، وكان همه ضبط الديوان لا تحقيق النسبة، ومنهم من أشار إليها ونأى بنفسه عن الخوض في التحقيق فيها، والحق أن هذا مرتقى صعب المنال، عزيز المطلب.

ذلك أن القطع في النسبة يلزمك بالاطلاع على كافة المصادر والمراجع التي ذكر فيها شعر لعلي، وهذا الأمر ليس بمقدور فرد أن يلم به، لذلك سأتبع الخطوات التالية:

– بناء الدراسة على ما وَقَعَت عليه اليد من المراجع والمصادر، وعدم القَطع بنسبة كل قصيدة إلا نَسَبَتْه القصائدُ.

– تتبُّعُ قصائدِ الديوان بالترتيب، وجمع أسماء الرواة الذين رووا لنا الشعر المنسوب لعلي رضي الله عنه، والتعرفُ إليهم استكمالاً للدراسة. والله المستعان.

1- نص القصيدة:

غالبا ما يفتتح ديوان الإمام علي رضي الله عنه بهذه القصيدة، وتعنون دائما بقصيدة (في فضل العلم):

1- الناسُ مِن جِهَةِ التِّمثالِ أَكفاءُ   ///    أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُّ حَوّاءُ

2- نَفسٌ كَنَفسٍ وَأَرواحٌ مُشاكَلَةٌ   ///    وَأَعظُم خُلِقَت فيها وَأَعضاءُ

3- وَإِنَّما أُمَّهاتُ الناسِ أَوعِيَةٌ   ///    مُستَودعاتٌ وَلِلأَحسابِ آباءُ

4- فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ   ///   يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ

5- ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العِلمِ إِنَّهُمُ   ///    عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ

6- وَقَدرُ كُلِّ امرِئٍ ما كان يُحسِنُهُ   ///   وَلِلرِجالِ عَلى الأَفعالِ أَسماءُ

7- وَضِدُّ كُلِّ اِمرِئٍ ما كانَ يَجهَلُهُ   ///   وَالجاهِلونَ لِأَهلِ العِلمِ أَعداءُ

8- وَإِن أَتَيتَ بِجودٍ مِن ذَوي نَسَبٍ     ///     فَإِنَّ نِسبَتَنا جودٌ وَعَلياءُ

 9- فَفُز بِعِلمٍ وَلا تَطلُب بِهِ بَدَلاً   ///     فَالناسُ مَوتى وَأهلُ العِلمِ أَحياءُ

وردت هذه القصيدة في الديوان بتحقيق نعيم زرزور، في تسعة أبيات، وهذا أوفى عدد تصل إليه أبيات هذه القصيدة سواء في الدواوين أو في المصادر.

ويَرجعُ نعيم زرزور القصيدة إلى مصادرها ويتتبع الفروق بين كل مصدر ومصدر.

2- الموازنة بين أبيات القصيدة في الدواوين:

تختلف هذه القصيدة من حيث عدد الأبيات من ديوان لآخر، وذلك بالنظر إلى النص الأصل المعتمد، على النحو التالي:

– وردَت في ديوانه بتحقيق المصطاوي في سبعة أبيات(1- 2- 3- 4- 5- صدر 6- عجز 7- 9)(1).

– في ديوانه بتحقيق خفاجي في ستة أبيات(1- 3- 4- 5- صدر 6- عجز 7- 9)(2).

– في ديوانه بتحقيق عبد العزيز الكرم في ستة أبيات(1- 3- 4- 5- صدر 6- عجز 7- 9)(3).

– في ديوانه بتحقيق سالم شمس الدين في تسعة أبياتمثل النص الذي اعتمدناه(4).

– في ديوانه بطبعة مطبعة الغرى الحديثة- النجف في سبعة أبيات(1- 3- 4- 5- صدر 6- عجز 7- 9)(5).

– في مجموع أنوار العقول من أشعار وصي الرسول في أربعة أبيات (1- 4- 5- صدر 6- عجز 7)(6).

3- ترجيح نسبة الأبيات:

وردت أبيات القصيدة في المصادر والمراجع إما منسوبة لشاعر بعينه، وإما غيرَ منسوبة، وكذلك هناك من تردد في النسبة بين شاعر وآخر، وفيما يلي تفصيل ذلك وبيانه:

ممن نَسَبَها لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:

– ابن عبد البر (تـ: 463هـ) في جامع بيان العلم وفضله، يقول: “وينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله، وهو مشهور من شعره، سمعت غير واحد ينشده له”(7)، وقد أورد منها ستة أبيات (1- 2- 4- 5- 6- 7).

– أبو حامد الغزالي (ت: 505هـ) في إحياء علوم الدين.

– سبط ابن الجوزي (تـ: 654هـ)، في تذكرة الخواص: قال: “وقال في فضل العلم عليه السلام”(8)، ثم ذكر منها أربعة أبيات (1- 4- 5- 6).

– القرطبي (تـ: 671هـ)، في الجامع لأحكام القرآن الكريم: قال: “ولعلي رضي الله عنه في هذا المعنى وهو مشهور من شعره”(9) ثم ذكر ستة أبيات من القصيدة (1- 2- 4- 5- 6- 7).

– الشيخ عبد المؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي (تـ: 1308هـ) في “نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار(10)، وقد أورد منها ستة أبيات أيضا (1- 4- 5- 6- 8- 9).

– أبو الحَسَن اليوسي (تـ: 1691هـ)، في زهر الأكم في الأمثال والحكم، قال: “ولعلي كرم الله وجهه”(11)، ثم ذكر منها ثلاثة أبيات (1- 5- صدر 6- عجز 7).

وممن نسبَها إلى أبي الحسن علي بن أبي طالب القيرواني: “الفقيه المتكلم العابر، وهو من رجال القرن الخامس الهجري، من أصل علوي”(12):  

– ابنُ عَرَبي (تـ: 638هـ) في (الفتوحات المكية): حيث قالَ: «فكل بر ظهر من أحد إلى أحد فهو صلة رحم لذا يقبلها الله من كل أحد فضلا من الله ونعمة غير أنهم بينهم مفاضلة في القرب، قال علي بن أبي طالب القيرواني في ذلك:

الناس في جهة التمثيل أكفاء  ///   أبوهم آدم، والأم حواءُ

فإن يكن لهمُ من أصلهم نسب  ///   يفاخرونَ به فالطينُ والماءُ

ما الفضلُ إلا لأَهلِ العلمِ إنهُمُ  ///  على الهدى لمن استهدى أدِلاَّءُ

وقدر كل امرئ ما كان يحسنُهُ  ///   والجاهلون لأهلِ العلم أعداءُ»(13).

يقول الأستاذ حسن حسن زاده آملي في نقده: «وكثير من أشعار «علي بن أبي طالب القيرواني» تمت نسبته للإمام؛ لوجود تشابه بينهما في الاسم»(14).

وممن نسبَها إلى محمد بن الربيع المَوْصلي(15):

– الجرجاني (ت: 471هـ) في (أسرار البلاغة)(16)، وقد أورد منها خمسة أبيات (1- 4- 5- صدر 6- عجز 7)، ولم أجد غيره نسبها إليه كما لم أقف على ترجمة هذا الشاعر، مما يجعلني أحجم عن تقرير شيء في أمر هذه النسبة.

وممن نَسبَها إلى أبي محمد هبة الله بن الحسين الشيرازي(17):

– الشيخ عثمان بن عبد العزيز بن منصور التميمي في: فتح الحميد في شرح التوحيد، يقول صاحب الكتاب: “وما أحسن ما قيل في هذا المقام، حيث يقول بعض الحكماء، وهو أبو محمد هبة الله بن الحسين الشيرازي، فيما ذكره عبد الباقي مفتي الحنابلة في ثبته”(18)، ثم ذكر خمسة أبيات من القصيدة (1- 4- 5- صدر 6- عجز 7- 9).

إيراد أبيات القصيدة دون نسبتها لأحد: ونشير هنا إلى أن هناك مصادر أوردت بعض هذه الأبيات من دون نسبتها لهذا الشاعر أو ذاك منها:

– الأمثال المولدة: للخوارزمي (تـ: 383هـ): وقد أورد منها صدر مطلع القصيدة وهو:

الناس من جهة التمثال أكفاء(19)

كما أورد في موضع آخر عجز البيت السابع وهو:

والجاهلون لأهل العلم أعداء(20)

وفي كلا الموضعين لم ينسبهما لعلي رضي الله عنه وإنما اكتفى بقوله (آخر)، وقد كان الخوارزمي أشار إلى أنه وضع هذا الكتاب وجمع فيه أمثالا استحدثها مولدو العصر، وأنشاء الزمان، وأبناء الدولة العباسية من أهل بغداد وغيرها من العراق، ودمشق وذواتها من الحجاز(21).

وهو أيضا كثيرا ما يشير إلى كلام الإمام علي رضي الله عنه فيقول: قال أمير المؤمنين، وهو يريد عليا رضي الله، فكيف لم يشر إليه في هذين الموضعين وهما من مشهور الشعر المنسوب إليه.

– تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي (تـ: 463هـ)، وقد ذكر منها أربعة أبيات (1- 4- 5- صدر 6- عجز 7)(22).

ونشير هنا أيضا إلى أن البغدادي ذكر هذه الأبيات أيضا في كتاب آخر له وهو (الفقيه والمتفقه) وقال: “ونظم هذا الكلام في أبيات تعزى إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فالله أعلم بصحة ذلك”(23)، ثم ذكر خمسة أبيات منها (1- 4- 5- صدر 6- عجز 7- 9)، وهذا يؤكد لنا على عدم تأكده من صحة نسبتها له رضي الله عنه.

– جواهر الأدب(24): للهاشمي، وقد أورد هذا الأخير ستة أبيات منها (1- 2- 5- 6- 7) دون عزو لأحد، وهذا دأبه في الكتاب غالبا.

التردد في النسبة بين شاعر وآخر: وكنت قد وقفت على نص لأبي طالب المكي (تـ: 386هـ)في (قوت القلوب) يتحدث عن البيتين التاليين:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم    ///  على الهدى لمن استهدى أدلاء

ووزن كل امرئ ما كان يحسنه   ///   والجاهلون لأهل العلم أعداء

يقول: “وقد فضل الحسن بن علي رضي الله عنهما علماء الهداية إلى الله سبحانه وتعالى الدالين عليه عز وجل وسماهم العلماءوحققهم بالعلم في كلام روي لنا منظوما، وقد رويناه أيضا عن علي كرم الله وجهه ورضي عنه”(25)، ثم ذكر البيتين، وهو كما ترى لم يقطع في نسبتها لأحد منهما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1- ديوان الإمام علي بن أبي طالب تحقيق المصطاوي ص: 13، وأشير هنا إلى أنني اعتمدت فقط على الدواوين التي حصلت عليها.

2- ديوان شعر إمام البلغاء الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي ص: 25.

3- ديوان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، جمع وترتيب عبد العزيز الكرم ص: 7.

4- ديوان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ص: 17- 18.

5- ديوان الإمام المنسوب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام ص: 2.

6-  أنوار العقول (مخطوط) ص: 5.

7- جامع بيان العلم وفضله 1/218.

8- تذكرة الخواص ص: 167.

9- الجامع لأحكام القرآن الكريم 19/412- 413.

10- نور الأبصار 1/174.

11- زهر الأكم 1/264.

12- انظر: تراجم المؤلفين التونسيين 3/273.

13- الفتوحات المكية 6/344.

14- ديوان الإمام علي دراسة في حقيقته ووثائقه وشروحه وترجماته مقال للشيخ مهدي مهريزي، ترجمة كاظم خلف، منشور بموقع نصوص معاصرة مركز البحوث المعاصرة ببيروت.

15- لم أقف على ترجمته.

16- أسرار البلاغة ص: 264- 265.

17- ذكر محققا الكتاب ما نصه: “لعله البديع الاسطرلابي، توفي سنة 534هـ، انظر عنه معجم الأدباء لياقوت (6/2769) وسير أعلام النبلاء للذهبي (20/52)، والشعر الذي سيذكره عنه المؤلف لم يشر إليه أحد ممن ترجم له”.

18- فتح الحميد في شرح التوحيد 1/1327- 1328.

19- الأمثال المولدة ص: 409.

20- الأمثال المولدة ص: 497.

21- الأمثال المولدة ص: 71.

22- تاريخ بغداد 6/58- 59.

23- الفقيه والمتفقه 2/150.

24- جواهر الأدب 2/452.

25- قوت القلوب 1/263.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع:

– إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، الطبعة الأولى: 1426هـ/ 2005م، منشورات دار ابن حزم.

– أسرار البلاغة، لعبد القاهر الجرجاني، قرأه وعلق عليه: محمود محمد شاكر، الطبعة الأولى: 1412هـ/ 1991م، منشورات مطبعة المدني بالقاهرة، دار المدني بجدة.

– الأمثال المولدة، لأبي بكر الخوارزمي، تحقيق وتقديم محمد حسين الأعرجي، منشورات المجمع الثقافي بأبوظبي عام: 1424هـ/ 2003م.

– تاريخ بغداد (تاريخ مدينة السلام وأخبار محدثيها وذكر قطانها العلماء من غير أهلها ووارديها)، للخطيب البغدادي، تحقيق الدكتور بشار عواد معروف، الطبعة الأولى: 1422هـ/ 2001م، منشورات دار الغرب الإسلامي.

– تذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة، لسبط ابن الجوزي، قدم له العلامة الكبير السيد محمد صادق بحر العلوم، منشورات مكتبة نينوى الحديثة.

– تراجم المؤلفين التونسيين، لمحمد محفوظ، الطبعة الأولى: 1404هـ/ 1984م، منشورات دار الغرب الإسلامي.

– جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، الطبعة الأولى: 1414هـ/ 1994م، منشورات دار ابن الجوزي.

– الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة وآي الفرقان، لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الطبعة الأولى: 1427هـ/ 2006م، منشورات مؤسسة الرسالة.

– جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب، للسيد أحمد الهاشمي، منشورات المكتبة التجارية الكبرى بمصر.

– ديوان الإمام المنسوب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، مطبعة الغرى الحديثة، النجف.

– ديوان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، اعتنى به عبد الرحمن المصطاوي، الطبعة الثالثة: 1426هـ/ 2005م، منشورات دار المعرفة، بيروت، لبنان.

– ديوان الإمام علي دراسة في حقيقته ووثائقه وشروحه وترجماته مقال للشيخ مهدي مهريزي، ترجمة كاظم خلف، منشور بموقع نصوص معاصرة مركز البحوث المعاصرة ببيروت.

– ديوان الإمام علي، ديوان شعر إمام البلغاء الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي، منشورات دار ابن زيدون ومكتبة الكليات الأزهرية.

– ديوان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، تحقيق سالم شمس الدين، الطبعة الأولى: 1432هـ/ 2011م، منشورات المكتبة العصرية.

– زهر الأكم في الأمثال والحكم، للحسن اليوسي، تحقيق الدكتور محمد حجي والدكتور محمد الأخضر، الطبعة الأولى: 1401هـ/ 1981م، منشورات دار الثقافة، المغرب.

– فتح الحميد في شرح التوحيد، للشيخ عثمان بن عبد العزيز بن منصور التميمي، تحقيق الدكتور سعود بن عبد العزيز العريفي والدكتور حسين بن جليعب السعيدي، الطبعة الأولى عام: 1425هـ، منشورات دار عالم الفوائد.

– الفتوحات المكية، لابن عربي، ضبطه وصححه ووضع فهارسه أحمد شمس الدين، منشورات دار الكتب العلمية.

– الفقيه والمتفقه، للخطيب البغدادي، تحقيق عادل بن يوسف العزازي، الطبعة الأولى: 1417هـ/ 1996م، منشورات دار ابن الجوزي.

– قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد، لأبي طالب المكي، تحقيق الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي، الطبعة الثانية: 1426هـ/ 2005م، منشورات دار الكتب العلمية.

– نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار، للشيخ مؤمن بن حسين مؤمن الشبلنجي، قدم له الدكتور عبد العزيز سالمان، منشورات المكتبة التوفيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق