ندوة حول موضوع “الرحالون المغاربة: الإسكندرية معبرا وموئلا”
تم أخيرا بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب وفي إطار البرنامج الثقافي المغربي، تنظيم ندوة حول موضوع "الرحالون المغاربة: الإسكندرية معبرا وموئلا"، قدم من خلالها الكاتب والباحث المغربي شعيب حليفي كتابا صدر حديثا عن وزارة الثقافة المصرية يحمل عنوان "عتبات الشوق.. من مشاهدات الرحالين المغاربة إلى الإسكندرية والقاهرة".
وضم هذا الكتاب الذي جمع فيه الباحث المغربي، وفقا لما جاء في موقع منارة، مختارات من مطبوعات ومخطوطات لرحالين مغاربة وصفوا فيها أهم مركزين حضاريين في مصر٬ القاهرة والإسكندرية٬ سواء كعابرين في اتجاه الديار المقدسة أو كوافدين اختاروا إحدى المدينتين موئلا أبديا، نصوصا لأربعة عشر رحالة مغربيا ابتداء من ابن جبير في بداية القرن الثاني عشر الميلادي وصولا إلى رحلة الحجوي في بداية القرن العشرين.
ولأن المناسبة شرط٬ فإن مشاهدات الرحالين المغاربة إلى الإسكندرية استحوذت على الاهتمام خلال الندوة التي احتضنها المسرح الصغير بمكتبة الإسكندرية بمشاركة الناقد المصري حسين حمودة.
وقد حرص حليفي على أن يؤكد على معطيين اثنين قبل استعراض بعض من مشاهدات الرحالين٬ أولهما أن شد الرحال لمصر بدأ قبل الإسلام من قبل الأمازيغ، مشيرا إلى وجود آثار لهذا التواصل جنوب مصر.
أما المعطى الثاني فهو أن الرحالين المغاربة لم يتوقفوا في الإسكندرية (والقاهرة) كمحطات نحو الحجاز (الديار المقدسة) فقط، بل قصدوها أيضا كمركز ثقافي رئيسي.
وأضاف في هذا السياق أن الرحالين المغاربة ضمنوا نصوصهم٬ بالإضافة إلى الجانب الوصفي٬ مناظراتهم مع علماء مصر ومختلف النقاشات التي زخرت بها المدينتان خلال مختلف الفترات مما يجعل هذه النصوص مصدرا مهما لـ"التاريخ الثقافي" لمصر عموما وللإسكندرية والقاهرة بشكل خاص.
وقدم الباحث المغربي٬ الذي سبق أن صدر له كتاب تحت عنوان "الرحلة في الأدب العربي" نموذجا من مشاهدات بضعة رحالين مغاربة ومنهم ابن جبير ( 1145-1217) والعبدري (1248-1341) وأبو سالم العياشي والغنامي (تعود رحلته لسنة 1729) وماء العينين والكتاني (1314-1379) والحجوي (1874-1956) إضافة إلى الرحالة الشهير ابن بطوطة والعلامة عبدالرحمان ابن خلدون (تولى القضاء في مصر).