الرابطة المحمدية للعلماء

نحو رسم وترشيد خطا النشر التراثي المستقبلي

د. رشدي: لابد من محاولات جادة وحثيثة لترجمة تراثنا

يرى د. رشدي أنه يجب أن يمنع تحت حكم السجن تصوير المخطوطات، بالمعنى التالي: نشر مخطوطات مصورة، لماذا؟ لأنه أحيانا ينشر مخطوطا مصورا، وتكون هذه النسخة ليست هي النسخة الأساسية، على سبيل المثال هناك كتاب للشذجي نشر في مكان ما، هذا الكتاب ما هو إلا نسخة ثانية من مخطوطة موجودة في شستربيج، وأمثلة هذا كثير. ذلك أن نشر هذه المصورات يمحو أولوية يمكن أن يستفيد منها الباحث، خاصة الباحث الشاب عند التحقيق، لأنه ليس من السليم علميا أن يقوم بالتحقيق وهناك مصورة قبل.

ويطالب رشدي ـ حسب ما نشره موقع ميدل إست أون لاين ـ بإصدار نشرة نقدية لما يتم تحقيقه؛ نشرة نقدية ليست نشرة للإعلام ولكن نشرة لمراجعة ونقد ما ينشر محققا بشكل علمي ونقدي سليم.

وبالنسبة لمسألة التحقيق، يذهب الدكتور رشدي إلى أنه إذا كانت هناك نسخة المؤلف فليس هناك مشكلة، حيث ستؤخذ نسخة المؤلف هذه والتعليقات وكل المسائل الأخرى ستتبعها، وهذا حسب قوة من يعلق ومن يشرح ومن يفسر.ذلك أن المشكلة الحقيقية في التحقيق عندما نفقد نسخة المؤلف، فإذا فقدنا نسخة المؤلف فأي نسخ بعدها متساوية، حيث تصبح مشكلة القدم لا أساس لها، لأنه أحيانا تكون نسخة متأخرة منقولة عن نسخة أكثر قدما فإذا هي أهم من أقدم نسخة نملكها، والأمثلة على هذا كثيرة.

وفي نفس السياق يرى د. رشدي ضرورة إيلاء تاريخ النص ما يستحق من عناية وبحث، ليس هناك تحقيق حقيقي بدون كتابة تاريخ النص، وتبدأ كتابة تاريخ النص بدراسة المخطوطات، كل مخطوط على حدة دراسة دقيقة ثم إقامة تاريخ النص.

ويقترح د. راشد أن تدرس هذه الأمور بصورة علمية ولا تتركك للنقاشات العامة، وإلا لن يمكن تدريب الشباب على الذهاب إلي أبعد من هذا.

ويرى د. رشدي راشد ضرورة وأهمية تدريس مناهج ووسائل التحقيق العلمي، ووسائل تحقيق النصوص، بشكل عملي وليس فقط بشكل نظري لبيان كيف تتم الأمور.

الأمر الأخير وهو الترجمة، حيث يرى رشدي أنه إذا أردنا حقيقة أن ندافع عن هذا التراث لابد من محاولات جادة وحثيثة لترجمته ـ لا ترجمته كله لأن هذا مستحيل ـ ولكن ترجمة النصوص الأساسية إلى لغات تقرأ في العالم حتى يستطيع الناس معرفة هذا التراث، وحتى يستطيع المؤرخون تعديل آرائهم وتعديل ما يقولون حول هذا الموضوع أو ذاك.

وأيضا الترجمة تكفل أن يدخل هذا التراث ضمن التراث العالمي سواء كان هذا التراث علميا أو دينيا أو أدبيا أو فلسفيا فيكون جزءا من التراث العالمي وإلا سيموت.

يشار إلى أن د. رشدي راشد يعد أحد رواد تاريخ العلم العربي، وهو الاسم الأكبر في العالم فيما يتعلق بعلوم الرياضيات في القرون الوسطى، شغل حتى 2001 منصب رئيس مركز تاريخ العلوم والفلسفات العربية والقروسطية، ويقوم بالتدريس في العديد من الجامعات: باريس، برنستون، طوكيو، وغيرها من الجامعات، له العديد من الأعمال المؤسسة في الرياضيات والفلك عند العرب. رئيس تحرير مجلة “الفلسفة والعلوم عند العرب” التي تصدرها جامعة كمبريدج، وله ما يربو على أربعين مؤلفا في تاريخ الرياضيات وفلسفة العلوم كلها بالفرنسية، وترجمت أعماله إلى اللغات الإنجليزية والألمانية واليابانية والإيطالية والعربية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق