الرابطة المحمدية للعلماء

نحو إقامة مؤسسة بيئية دولية قوية

جلالة الملك يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لبلورة اتفاق بيئي جديد

دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لبلورة اتفاق بيئي جديد وإقامة مؤسسة بيئية دولية قوية وذلك لمواجهة التحديات البيئية المصيرية الراهة والمستقبلية.
 
وهكذا حث جلالة الملك، في رسالة وجهها إلى المشاركين في قمة كوبنهاغن حول التغيرات المناخية، المجتمع الدولي على التحرك الفوري لمواجه ارتفاع حرارة الأرض التي بلغت خطورتها حدا مصيريا، وذلك من أجل بلورة اتفاق بيئي جديد، عماده قرارات ملموسة وإرادية، لتخفيض الانبعاثات الغازية الدفيئة وأساسه مبدأ المسؤوليات المشتركة المراعية لمختلف الأوضاع.

وأوضح صاحب الجلالة أن هذا التعاقد لن يكون عادلا ومنصفا، إلا إذا قام ، من جهة، على تحمل البلدان المتقدمة لمسؤوليتها البيئية التاريخية، بالتعهد باتخاذ خطوات جوهرية ومقدامة، ملزمة ومرقمة، وقابلة للتطبيق، وفق جدول زمني دقيق، بشأن تخفيض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

ويقوم هذا التعاقد من جهة أخرى، يضيف جلالة الملك، على “تمكين الدول النامية، وخاصة منها البلدان المهددة في وجودها وكذا القارة الإفريقية التي تعاني أكثر من غيرها من آثار التغيرات المناخية على تنميتها، من آليات تمويل كافية ، قارة وقابلة للتوقع، للتخفيف من عواقبها الوخيمة. والأهم من ذلك، لتمويل برامجها المخصصة للتكيف وتسهيل نقل التكنولوجيات الحديثة، للمشاركة في المجهود العالمي، لمكافحة الاختلالات المناخية وكذا الانخراط في الاقتصاد الأخضر، بالنهوض بالأنماط المستدامة للإنتاج والاستهلاك وتطوير الصناعات والطاقات النظيفة.

كما دعا صاحب الجلالة إلى قيام مؤسسة بيئية دولية قوية وذات سلطة علمية ومعنوية، باعتبارها ضرورة ملحة، لرفع التحديات البيئية المصيرية الراهنة والمستقبلية.

وأوضح جلالة الملك أنه في سياق دولي مشحون بالأزمات العويصة للنظام المالي والاقتصادي العالمي، فإن التصدي لانعكاساتها السلبية على السياسات البيئية، يتطلب جعل توحيد الإطار المؤسسي البيئي الدولي، في صلب إعادة الهيكلة العميقة للحكامة الدولية; بما يكفل المزيد من التناسق والتطابق والعقلنة في القضايا والتوجهات الكونية المتعلقة بالبيئة والتنمية.
(عن و.م.ع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق