الرابطة المحمدية للعلماء

حول الخط العربي وفن التذهيب في الحضارة الإسلامية

محاولة الإسهام في إيقاظ الحضارة الإسلامية من سباتها العميق

احتضنت  مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط بعد عصر يوم الاثنين 15دجنبر2009،  محاضرة علمية تحت عنوان: الخط العربي وفن التذهيب، من إلقاء الدكتورة هناء عبد الرحمن البيضاني، مديرة شركة تراديجيتال بالقاهرة.

وقد تم افتتاح هذه المحاضرة بكلمة للدكتورة فريدة زمرد -عضو المكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء- عبرت فيها عن سعادة دار الحديث باستضافتها لمثل هذا النوع من المحاضرات، التي تسهم في إغناء الجانب المعرفي لدى الطلبة والباحثين، وقدمت نبذة عن سيرة الأستاذة، ومدى أهمية العمل الذي تقوم به، ثم أحالت عليها الكلمة التي عبرت هي الأخرى عن سعادتها بوجودها بين كوكبة من علماء وطلبة المغرب، مستهلة مداخلتها بإبراز قيمة العلم، وأهمية الكتاب في الحفاظ عليه، والعناية التي كان يلقاها من طرف المتقدمين، والتي تتجسد في إبداعهم لروائع الزخارف الإسلامية المذهبة، المعبّرة عن قيمهم الروحية والدينية، وابتكارهم لأجمل الخطوط، التي ما يزال التاريخ يحفظ لنا منها لوحات تشكيلية في غاية الحسن والجمال.   

وأضافت الأستاذة وخدمة لهذا التراث الحضاري الضخم، ومسايرة لعصرنا، عصر المعلوميات، كان لزاما علينا أن نستفيد من هذه التكنولوجيا، ونوظفها في خدمة هذا التراث، فجاء تأسيس شركة «تراديجيتال» سنة2000م، خصيصا لهذا الغرض، بتنسيق مع جمعية المكنز الإسلامي بالقاهرة، وهي مؤسسة علمية تأسست سنة (1409هـ – 1989م)، فكان كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، المشروع الذي انصبت حوله الجهود، وفق مجموعة من الأهداف مثل:

•    إنشاء قواعد البيانات الببليوجرافية وتطويرها.
•    تصميم برمجيات بقصد ترميم المخطوطات وحفظها.
•    تصميم برمجيات حفظ التراث الإنساني، وقطع الفنون القديمة.
•    تطوير برمجية الخط العربي المعروف باسم(خط الملك فؤاد).
•    ترجمة أمهات الكتب المتعلقة بالمخطوطات، والورق، والصيانة…
•    تنظيم دورات تدريبية في مجال ترميم المخطوطات والمواد التراثية.

ووعيا بجسامة هذه المسؤولية تم انتقاء مجموعة من الباحثين المتميزين، والاستعانة بأساتذة أكفاء، مع إخضاع الأعمال للمراجعة والتحكيم العلمي.
ومن الأعمال التي تم إصدارها:

•    الإصدار الأول والثاني من موسوعة الحديث الشريف المسماة:«جمع جوامع الأحاديث والمسانيد ومكنز الصحاح والسنن والمسانيد».
•    كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم.
•    كتاب مناسك الحج والعمرة.
•    كتاب روائع الخط والتذهيب القرآني.

وحتى تلقى هذه الأعمال مزيدا من الإقبال، تمت فيها مراعاة الإخراج الفني بتحويل زخارف إسلامية مأخوذة من مخطوطات قديمة مذهبة، إلى صور رقمية يستفاد منها في إصدارات الشركة،  دون أن ننسى تحفة من الخطوط مأخوذة من مصاحف قرآنية تعبر عن عصور مختلفة.

وختمت الدكتورة كلمتها بالإشارة إلى أن ما تقوم به جمعية المكنز وشركة «تراديجيتال» هو محاولة الإسهام في إيقاظ الحضارة الإسلامية من سباتها العميق؛ وإحياء آثارها المتجسدة في الكم الهائل من التراث المخطوط الذي وصل إلينا رغم كل الويلات والفتن التي عرفتها الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق