الرابطة المحمدية للعلماء

من أجل بناء استراتيجية مكافحة نزعات التمييز والتعصب

أكد المغرب مساندته وانخراطه في كل مجهودات منظمة التعاون الإسلامي لبناء تصور مشترك واستراتيجية فاعلة تسهم عبرها الأسرة الإسلامية في مجهودات المجتمع الدولي لمكافحة جميع تمظهرات ونزعات التمييز والتعصب والإلغاء.

وجاء هذا الموقف، خلال كلمة للسيدة لطيفة أخرباش كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الاجتماع الثاني لنقاط الاتصال لتحالف الحضارات للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد يومي 17 و18 أكتوبر الجاري بالرباط.

وأشارت المسؤولة المغربية إلى أنه “بفضل هذه الرؤية استطاع المغرب بجرأة وعزيمة قويتين، قطع مراحل حاسمة في مساره الديمقراطي والحداثي والتنموي للتوفيق بين الثقافة الكونية والحفاظ على هويته وخصوصيته الوطنية”.

وأضافت أن “الإسلام في المغرب وبفضل مؤسسة إمارة المؤمنين ليس إسلام التسامح فحسب بل إسلام التعايش والاطمئنان الروحي والمواطنة الكاملة كذلك”، مشيرة إلى أن ذلك “يستشف بجلاء من الدستور الجديد الذي رسخ مبدأ الاعتراف بكل روافد الهوية المغربية والتشبع بقيم الانفتاح والحوار والتفاهم والتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء”.

وفي هذا الإطار، كشفت السيدة أخرباش أنه بهذه “القناعة أعد المغرب الذي كان من المناصرين الأولين لتحالف الحضارات، استراتيجيته الوطنية بإشراك عدة فاعلين من الأوساط الأكاديمية والثقافية والمدنية”.

وفي سياق متصل، شددت السيدة أخرباش على ضرورة استحضار مكانة فلسطين باعتبارها أرض السلام وملتقى الأديان لتأكيد القيمة المضافة التي يمكن إضفاؤها على تحالف الحضارات من خلال تسوية عادلة للقضية الفلسطينية في سبيل التقارب بين الشعوب والخروج بإرادة سياسية جماعية لمواجهة أوجه الخلل في العالم لإحلال الأمن والاستقرار باعتبارها أهم أهداف التحالف.

وأضافت أنه في الوقت الذي “تحرم فيه فلسطين والقدس خاصة من أداء هذا الدور كرمز للتسامح والتعايش بين الثقافات والأديان من خلال طمس معالمها الإسلامية والمسيحية، ظلت البلدان المحبة للسلام تسعى إلى الحفاظ على الموروث الحضاري الإنساني لهذه المدينة المقدسة”.

وأكدت أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، “لم يذخر جهدا في المساعدة على تثبيث المكانة المتميزة للقدس”، مستدلة بذلك على المبادرات والمشاريع التي تضطلع بها وكالة بيت مال القدس بتقديمها العون للسكان الفلسطينيين بهذه المدينة المقدسة، من أجل دعم صمودهم في مواجهة مخططات تهويد المدينة وإفراغها من ساكنتها.

وأبرزت أن ضمان الأمن الجماعي للأسرة الإسلامية عبر ترسيخ ثقافة السلم وقيم الحوار والتعايش يفرض انخراط الجميع على قاعدة المسؤولية المقتسمة، معتبرة أن الرهان المشترك حاضرا ومستقبلا هو الإعلان بالقول والفعل الانتساب إلى الكون والعصر، وأيضا البرهنة بالعقل والفكر عن الايمان وكذا المساهمة الفعلية في المشترك الإنساني والتشبث بفضائل الحوار الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق