الرابطة المحمدية للعلماء

من أجل إرساء أفضل لقواعد حوار ثقافي يكون في خدمة السلام

السيد حميش يدعو بمقر منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية الثقافة “اليونيسكو” إلى مراجعة للمفاهيم

 دعا وزير الثقافة، السيد بنسالم حميش، (اليونيسكو) بباريس، إلى إعادة النظر في المفاهيم من أجل إرساء أفضل لقواعد حوار ثقافي يكون في خدمة سلام دائم بالعالم.

وأشار السيد حميش، الذي كان أحد ثلاثة متدخلين خلال جلسة عمومية للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة حول موضوع “الحوار الثقافي خلال 2010: مراجعة السياسات من منظور ثقافة السلام”، على ضرورة الربط بين الحوار الثقافي وثقافة السلم.

وبعد أن تطرق إلى مراجعة الحوار الثقافي على المستوى المفاهيمي، انتقد وزير الثقافة “بعض المفاهيم التي أنتجتها لوبيات للتقليل من شأن الثقافة الإسلامية” من قبيل مصطلح “إسلامي” الذي ألصق خطأ بكلمة إرهابي.
وقال السيد حميش إن “الإرهابي ليست له عقيدة ولا يحتكم إلى قانون، وبالتالي فهو لايمكن أن ينتمي إلى أية ديانة، وبذلك فإن مصطلح إسلامي ليس بالكلمة المناسبة “، موضحا أن هذا المصطلح تم انتقاؤه بدقة للقول إن “كل مسلم هو إرهابي، سواء بالفعل أو بالقوة”.

ودعا السيد حميش أيضا إلى إعادة النظر في المفاهيم الأخرى كمفهومي التسامح والتنوع، مشيرا إلى أن هذا الأخير يتعين أن يستند إلى مفهوم التواصل.

ولتحديد ثقافة السلام، استند وزير الثقافة إلى إيمانيول كانت، فيلسوف عصر الأنوار بألمانيا، والذي طور نظرية “الميثاق من أجل السلام الدائم” التي اعتمدت كأساس ل”عصبة الأمم ” سابقا.
وقال السيد حميش الذي تلقى تكوينا فلسفيا أنه حسب كانت “لا يجب النظر إلى السلم كهدنة بين حربين ولكن كسلام دائم”، ومحاولة القضاء على جميع المسببات التي جعلت الحرب ممكنة في الماضي.
واعتبر حميش أن هذا السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا ب “بإرادة عالمية في السلام ” مسنودة بتضافر جهود وحكمة المؤسسات الدولية على غرار الأمم المتحدة، واليونيسكو، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، ومنظمات أخرى.
وتندرج هذه المناقشة في إطارالدورة ال185 للمجلس التنفيذي لمنظمة (اليونيسكو) التي تنعقد ما بين 15 و21 أكتوبر الجاري بمقر هذه المنظمة الثقافية والتربوية الأممية بباريس.

ويعد المجلس التنفيذي الذي يوجد المغرب حاليا من بين أعضائه أحد الهيئات التأسيسية الثلاث لمنظمة (اليونيسكو)، وهو يعمل تحت سلطة المؤتمر العام الذي يدرس برنامج عمل المنظمة، وكذا التوقعات المالية التي يحيلها عليه المدير العام.

وشدد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام هذه الجلسة على أنه ” لا يمكن التفكير في ثقافة السلام ولا العمل أيضا على أن تصبح أكثر فأكثر واقعا ملموسا قبل القيام بهذا التطهير المفاهيمي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق