ملفات رقمية للحروف العربية
بداية مهمة لإدخال الحروف العربية في أسماء النطاقات في عناوين الانترنت
أشاد خبراء دوليون في مجال الانترنت بنجاح التجربة العربية في وضع معايير كتابة الحروف العربية بصورة رقمية. واعتبروها بداية مهمة لإدخال الحروف العربية في أسماء النطاقات في عناوين الانترنت، ما يراعي احترام الخصوصية اللغوية للثقافة العربية.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للاجتماع الثالث لخبراء لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا) الذي عقد أخيراً في القاهرة بالتعاون مع "الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات" وشركتي "أفيلياس" و"دوت أورغ" العالميتين لأسماء نطاقات الانترنت. وخُصّص الاجتماع لمناقشة عدد من الموضوعات، مثل أساليب المواءمة الشاملة للمعايير المتعلقة باستخدام الحرف العربي في أسماء نطاقات "الانترنت" ومنها الأحرف العربية التي يمكن استخدامها والاعتبارات الخاصة باللغات الأخرى التي تستخدم الحرف العربي مثل الفارسية والأوردية.
وصرح أيمن الشربيني الخبير الأول لسياسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في لجنة "اسكوا"، بأن الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام، بحث في العمل على إشراك دول شمال إفريقيا العربية في وضع خطة للمرحلة الثانية من تنفيذ مبادرة أسماء النطاقات العربية.
وشارك في الاجتماع بيرتران دي لا شابيلي ممثل الخارجية الفرنسية، وجون كلينسين ممثل المجتمع الفني الذي يضع هيكلية الانترنت، وممثلو الشركات الدولية واليونيسكو وعدد كبير من الدول المعنية ومنها مصر ممثلة في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وباهر عصمت ممثل مؤسسة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة (آيكان) في الشرق الأوسط.
وأوضح الشربيني "أن هذا الاجتماع جاء استكمالاً للمناقشات الفنية التي دارت خلال الاجتماع الذي عقد في دبي في أوائل هذا العام واجتماع آخر عقد في باريس، إذ تم تكوين فريق لتعريف القضايا وإمكانات الحلول". وأضاف:"اجتماع القاهرة يعد الأكبر من نوعه هذا العام، لجهة عدد الدول المشاركة، وكذلك بالنظر الى حضور عدد كبير من الخبراء الذين جاؤوا من منظمات دولية متنوّعة لمناقشة هذه التجربة الرائدة التي تعرف باسم "بوتوم أب أبروتش"Bottom Up Approach"، موضحاً أن"مجموعة من دول تبدأ في تجميع بعضها البعض، وبعدها تبدأ المجموعات اللغوية في تجميع بعضها بعضاً وتستنبط مجموعة توصيات وتقدمها إلى الجهات الدولية لتحويلها إلى مواصفات معيارية". ونوّه بأهمية هذا النوع من الحوار بين المجتمع والهيئات المسؤولة عن وضع المواصفات القياسية.
وأوضح أن الاجتماع تزامن مع عملية التصريح بطرح أسماء نطاقات جديدة، مشيراً إلى أنه يعمل على التجهيز "بحيث لا يكون هناك تضارب بين الدول العربية وتلك التي تستخدم الحروف العربية مثل اللغة الفارسية والأردية في وضع أسماء النطاقات على الانترنت". وأكد أن هذه المبادرة "تضع حلولاً للمشاكل المتوقعة، ما يشجع المجتمعات المحلية على وضع أسمائها وعدم الخوف عليها من ناحية الملكية الفكرية أو إساءة استخدامها من أي طرف من الأطراف". وشدّد على ضرورة "وضع جميع أشكال التضارب بين الحروف المتشابهة في الاعتبار، لخلق الثقة في استخدام أسماء الدول في عناوين أسماء النطاقات المدولة".
وأشار الشربيني الى ضرورة إعطاء أولوية لتطبيق التعددية اللغوية في أسماء النطاقات وعناوين الانترنت، "كخطوة مهمة على طريق التعدد الفعلي لمحتوى الانترنت". وأضاف: "ينبغي القيام بخطوتين إضافيتين تتعلق الأولى بتثبيت الإرشادات اللغوية عالمياً في شكل معايير ذات صبغة تقنية، والثانية بإنشاء كيان عربي موحد لإدارة أسماء النطاقات العامة من المرتبة العليا في اللغة العربية مثل "عربي" أو"دولي" أو غيرهما من أسماء النطاقات التي لا تتعلق بدول محددة".
وبالنسبة لمشكلة المجموعات اللغوية المشاركة في استخدام الحروف العربية، أوضح الشربيني أن الأمر "يتطلب بذل المزيد من الجهد علمياً لحل المشكلة، ولإيجاد حلول تسمح بتلافي أية مشاكل عملية نتيجة التداخل أو التشابه بين مجموعة الحروف العربية واللغات الأخرى التي تستخدمها". وشدّد على ضرورة "معالجة المسألة من المنظور التقني والتشغيلي والتجاري الذي يُعنى بتعديل التطبيقات، ودعم برمجيات الكومبيوتر، وتنمية الأسواق، ودعم مقدمي خدمات الأسماء والمسجِلين، من أجل تحقيق التعددية اللغوية عملياً".
وأوضح أن الجهود المشتركة التي بذلت على المستوى الإقليمي حتى الآن "مهدت الطريق نحو تحقيق التعددية اللغوية في أسماء النطاقات وعناوين الإنترنت، بما يسمح بتوقع حدوث طفرة في حجم انتشار الإنترنت في المنطقة العربية في زمن قريب". ولفت إلى أن "هذه الإنجازات بثت الثقة مجدداً في إمكان تحقيق التكامل المنشود وفي فعالية آليات التعاون الإقليمي، ليس في فضاء الانترنت فحسب، بل أيضاً في عدد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى".
(صحيفة الحياة 18 نونبر 2008)