مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكمفاهيم

مصطلح الاستقامة3

ذ.ة/ أسماء المصمودي.

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

 

من أقوال السادة الصوفية في تعريف الاستقامة :

“الاستقامة : وصورتها في البدايات : الوفاء بعهد التوبة، والثبات على حكمها .

وفي الأبواب: استسلام قوى النفس بحكم القلب  .

وأصلها في المعاملات : الاستقامة في التوجه إلى الله ، والسير نحوه بالثبات على طريق السنة وعدم الالتفات إلى الكونين وحظ الدارين .

ودرجتها في الأخلاق : سلوك طريق العدالة، وملازمة الصراط المستقيم في ظل الوحدة .

وفي الأصول الاستقامة في القصد عند السلوك في طريق الولاية .[1]

 وقيل : “القيام بالله : هو الاستقامة”[2]

وقد عرفها ابن عجيبة بقوله : “الاستقامة : العلم بأقوال الرسول عليه السلام، وأفعاله وأحواله وأخلاقه من غير تعمق ولا تأنق ولا ميل مع أوهام الوسواس، والخروج عن المعهودات، ومفارقة الرسوم والعادات، و القيام بين يدي الله تعالى عن حقيقة الصدق في جميع الحالات، وهي في الأقوال بترك الغيبة، وفي الأفعال بترك  البدعة، وفي الأحوال بعدم الخروج عن الشريعة، فاستقامة العامة بموافقة السنة، واستقامة الخاصة بالتخلق بالأخلاق النبوية، واستقامة خاصة الخاصة بالتخلق بأخلاق الرحمن، مع الاستغراق في حضرة العيان . “[3]

وعرفها أبو القاسم القشيري قائلا : “الاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها، وبوجودها حصول الخيرات ونظامها، ومن لم يكن مستقيما في حالته ضاع سعيه وخاب جهده، قال تعالى ” ولا تكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا”، ومن لم يكن مستقيما في صفته  لم يرتق من مقامه إلى غيره، ولم يبن سلوكه على صحة، فمن شرط المستأنف : الاستقامة في أحكام البداية، كما أن من حق العارف الاستقامة في آداب النهاية .”[4]

 وقال الأستاذ أبو علي الدقاق رحمه الله: “الاستقامة لها ثلاثة مدارج: أولها التقويم، ثم الإقامة، ثم الاستقامة، فالتقويم من حيث تأديب النفوس، والإقامة من حيث تهذيب القلوب، والاستقامة من حيث تقريب الأسرار “[5]

وقد تحدث ابن عطاء الله السكندري عن الاستقامة في الحكم العطائية قائلا :

“إذا وقع منك ذنب فلا يكن موجبا ليأسك من حصول الاستقامة مع ربك فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك” .[6]

يقول الشيخ أبو بكر الشبلي : “الاستقامة : هي أن تشهد الدنيا قيامة “[7]

ويقول : “الاستقامة : هي الثبات على شرائط الإيمان بجملتها من غير إخلال بشيء من أقسامها “([8]) .

يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي  : “الاستقامة … هي الوفاء بالعموم كلها،  وملازمة الصراط المستقيم ، والصراط المستقيم : رعاية حد التوسط والعدل في كل الأمور …

وقيل : الاستقامة هي أن لا تختار لنفسك غير ما يختار الله تعالى لك ولا تدبر أمراً …

واعلم أن الاستقامة درجة بها تمام الأمر وكماله وهي مقام لا يطيقه إلا الأكابر …

وقيل : أن الاستقامة توجب دوام الكرامة “[9]

يقول الشريف الجرجاني :” الاستقامة : أن يجمع بين أداء الطاعة واجتناب المعاصي .

وقيل : الاستقامة ضد الاعوجاج ، وهي مرور العبد في طريق العبودية بإرشاد الشرع والعقل “([10]) .

 

 

 


[1] اصطلاحات الصوفية، عبد الرزاق القاشاني، ، دارب الكتب العلمية.، ص.112، نسخة ( pdf)

[2] موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي، رفيق العجم ، مكتبة لبنان ص. 774

[3] معراج التشوف إلى حقائق التصوف،عبدالله احمد بن عجيبة :ص.33 34 نسخة(pdf)

[4] الرسالة القشيرية،الامام ابو القاسم القشيري،تحقيق عبد الحليم محمود ومحمود بن الشريف،مطابع مؤسسة دار الشعب،ط.1989، ص356. (نسخة pdf).

[5] الرسالة القشيرية، ص356

[6] إيقاظ الهمم في شرح الحكم، أبو العباس بن عجيبة الحسني، تحقيق محمد عبد القادر نصار،ص.335،دار جوامع الكلم.

[7] الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي  – جامع الأصول في الأولياء – ج 2 ص 118 .

[8]  الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج 5 ص 327 . 

[9]  جامع الأصول في الأولياء ، الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي،ج 2 ص 117.

[10]  الشريف الجرجاني  – التعريفات – ص 19 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق