وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

مساجد حاضرة أصيلا- الحلقة الأولى : الجامع الأعظم- 2-

 الدكتور مصطفى مختار

باحث في مركز علم وعمران

 

- الحلقة الأولى : الجامع الأعظم- 2-

 تحدثنا سابقا عن بنية الجامع الأعظم، بأصيلة. وسنتحدث الآن عن وظائفه. حيث نظم المجالَ الاجتماعي الحضري خلال الهجوم البرتغالي [25]. وظل موقعه ينظم المجال نفسه، خلال الاحتلال نفسه [26].

  وبعد استرجاع المدينة واظب الجامع على أداء وظائفه الشرعية والعلمية. حيث توالى على إمامته وخطابته بعض علماء أصيلة. من بينهم خطيبه الطيب بن محمد اللواح العدل بسماط العدول [27]. ومنهم خطيبه محمد البقالي [28]. ومنهم إمامه مبارك بن العربي الخمال [29]، قاضي أصيلا وغيرها [30]، دفين شفشاون [31].

  ومنهم محمد بن محمد المرير [32]، دفين زاوية سيدي يوسف الحنصال، بأحفير، بتطوان [33]، ومتولي بعض المناصب بعد تعلّمه، بمكتب درب الصفار، بالربض الأسفل، ومكتب قرب الجامع الكبير، وغير ذلك، بتطوان، ثم بفاس [34].

  ومنهم إمام المسجد الأعظم الفقيه محمد البزاز [35]، دفين ضريح سيدي أحمد بن منصور، بأصيلة [36]، وخريج جامع القرويين، أحد عدول أصيلة، فقاضي المدينة. ومن الطريف أنه زاول حرفة الخرازة طيلة سنوات بعد عوده من فاس [37]. ولعل لذلك صلة ما بصلاحه. حيث كان مقدما للزاوية التجانية [38].

  وبعد وفاة العلم الأخير عيّن محله خطيبا بالجامع الأعظم، المؤقت عبد السلام البقالي [39]، المزداد بزنقة سيدي الطيب البقالي، جوار جامع بن عياد، بأصيلا. حيث درس على الفقيه محمد الميلودي أبي ضمضام. وخرج تخنيشا لطلب العلم في مدشر "اخشابش". وبعد عوده زاول مهنة التجارة في دكان، بجوار جامع سيدي مبارك الصحراوي. وإثر تحقير طالبين له ذهب إلى فاس لإتمام دراسته.

  وحين رجوعه عمل مساعدا للفقيه سيدي الغزواني الغيلاني، بكتاب جامع بن عياد،  ثم أصبح أحد عدول المدينة، فمؤقتها. حيث كان له بها مكتب (بيت المواكَن) في جامع الزكَوري الذي سبق له التدريس به. وامتلك أدوات التوقيت (الاسطرلاب والمثلث)، وكتبا مليئة بالجداول وخرائط السماء والنجوم والأبراج والرسوم المعقدة. وحين بناء المدرسة القرآنية [40] بأصيلا عيّن مديرا لها، فمديرا لمدرسة البنات ومدرسا بها، متطوعا لتدريس الفقه، بجامع سيدي مبارك الصحراوي [41].

  وتجدر الإشارة إلى المترجم كان من السباقين إلى جعل بناته الخمس يخرجن، صحبة عويش بن يعيش، للدراسة في المدرسة المذكورة. حيث كنّ يتابعن التعلم عليه، وعلى الصافية البقالي (الفقيهة الجبلية)، وعلى السيدة ماري [42].

  وحين زيارة الزعيم المغربي علال الفاسي لأصيلا عام 1375 هـ/ 1956 م ناب عن المترجم في خطبة الجمعة القاضي الهاشمي بن محمد ابن الهاشمي المجلاوي [43]، دفين مدرسته، بقرية الكيفان ببني كرفط [44]، وخطيب مسجد سيدي مبارك الصحراوي بالنيابة [45]. ازداد بقبيلة غزاوة الشمالية، ضواحي شفشاون. وتابع دراسته ببني عروس، فالعرائش، فتطوان قبل أن يمتهن القضاء ثم المحاماة [46].

  ولعل بعده شغل محمد الناصري منصب إمامة الجامع الأعظم [47]. درس على الفقيه محمد أبي ضمضام، بجامع ابن عياد. والتحق بفاس. ثم كان مدير أول ثانوية، بأصيلا، فناظر أحباسها، فناظرا للأوقاف بمدينتين، فإمام مسجدين بالرباط [48].

  ويبدو أن بعده أصبح سيدي أحمد بن محمد الخضر غيلان خطيبا بالجامع الأعظم [49]، إلى جانب امتهانه العدالة، والتدريس بالمدرسة القرآنية المذكورة. وعيّن محتسبا للمدينة خلفا للسيد قدور بن عزوز [50]. وسبق أن درس على الفقيه محمد أبي ضمضام، بجامع ابن عياد. وقطن، بحي سيدي بوقنادل، بأصيلا [51].

  وبعده أسندت خطابة الجامع إلى سيدي عبد السلام بن محمد البقالي [52]، إلى جانب تحمله مهام الحسبة، بعد تعلّمه بتطوان [53]. ولعله من صلّى صلاة الجنازة على الصادق بن أحمد غيلان، دفين ضريح سيدي محمد العربي غيلان [54].

  وتجدر الإشارة إلى أن المجال المضاف إلى الجامع الأعظم، خلال توسيعه، شكّل محل معهد ديني، ومسكن طلبته، بعد نقله من مدشر المولى عبد السلام بن مشيش إلى سيدي هدي قرب خميس بني عروس، فحاضرة أصيلا، فالعرائش [55].

  وكان يدير المعهدَ المذكور، بأصيلة، سيدي أحمد المهدي العروسي [56]. تابع دراسته بمدشر بحيرية، ببني عروس، فالمراكز العلمية بشمال المغرب، ليلتحق بفاس. وعند عوده إلى بلده امتهن الإفتاء والعدالة قبل أن يصبح قاضي قبيلته ثم شيخ المعهد الديني المنتقل معه من مدشر المولى عبد السلام إلى العرائش [57].

  ومن مدرسي المعهد الديني، بأصيلة، سيدي مزوار السريفي الصمدي [58]. تابع دراسته بمدشر بني مرقى، بقبيلة أهل سريف، وغيره من قراها، لينتقل إلى القصر الكبير، فالمعهد الديني العالي، بتطوان. فيعيّن مدرسا بالمعهد الديني، بسيدي بوعقدة من قبيلة تمسمان، فالمعهد الديني بسيدي هدي، فأصيلا، فالعرائش [59].

  ومنهم سيدي أحمد الدقيوق [60]، دفين تطوان [61]. درس بمدشريْ الكوف، والعلوية، بحوزها، ليلتحق بالمعهد الديني بأسلاكه، بها. عين بمعاهد الشرافات، وسيدي بويعقدى، والمولى عبد السلام، وسيدي هدي، وأصيلا، فالعرائش [62].

  ومنهم سيدي عبد السلام الدقيوق الغزاوي [63]. تابع دراسته، بمدشريْ "الوسطة" من فرقة بني مدراسين، و"أسردون"، بقبيلة غزاوة، ليلتحق بجامع القرويين، فالمعهد الديني العالي، بتطوان. فيعيّن مدرسا بالمعهد الديني بسيدي هدي، فينتقل معه إلى العرائش، إلى أن يلتحق بالدار البيضاء قاضي توثيق بها [64].

  ومنهم سيدي أحمد بن محمد الأنجري [65]. درس بقبيلة أنجرة، فحوز تطوان، ليلتحق بالمعهد الديني بأسلاكه، بالمدينة الأخيرة. فيعيّن بالمعهد الديني، بالمولى عبد السلام بن مشيش. وينتقل معه إلى سيدي هدي، فأصيلا، فالعرائش [66].

  ومنهم الفقيه مبارك أصله من أحد الغربية [67]. ولعل منهم سيدي محمد أبرون [68]. درس، بمدشر الدار من ربع امطيل، ببني حزمر، ثم بمدشر تازروت، فيلتحق بالمعهد الديني الابتدائي، بتطوان. ويعيّن مدرسا بالمكافأة، بمعهد سيدي هدي [69].

 

يتبع                                         

الإحالات:

[25] حوليات أصيلا، ص99، وص102- 103؛ وأصيلة الماضي والحاضر، ص69؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص36، وص47، وص71، وص204، وص205؛ وط. الثانية، ص41، وص50، وص61، وص73، وص189، وص190؛ وج2، ص10، وص59؛ وأصيلة زمكانية المعالم الأثرية، ص105.

[26] أصيلة الماضي والحاضر، ص83، وص88؛ وأصيلة زمكانية المعالم الأثرية والتاريخية، ص83، وص84، وص86، وص99، وص106؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص61، وص70، وص84، وص205؛ وط. الثانية، ص61، وص73، وص190؛ وج2، ص60؛ وج4، ص31.

[27] الأخير، ج1، ص197؛ وط. الثانية، ص183؛ وج2، ص61؛ وج3، ص66.

[28] حوالي عام 1324 هـ / 1906 م: أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص62.

[29] عام 1341 هـ/ 1922 م: أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص62.

[30] تاريخ تطوان، مج.11، محمد داود، مراجعة: حسناء داود، مطبعة الخليج العربي، 2009 م، ص253، وص346، وص352؛ وتاريخ تطوان (المختصر)، محمد داود، مراجعة: حسناء داود، المسارة، 2008 م، ص439؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص210؛ وط. الثانية، ص193؛ وج2، ص62؛ وج3، ص62؛ ومادة الخمّال، مبارك، عبد الله الترغي، في: معلمة المغرب، ج11، ص3815.

[31] عام 1365 هـ/ 1945 م: أصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص210؛ وط. الثانية، ص193؛ ومادة الخمّال، مبارك، في: معلمة المغرب، ج11، ص3815.

[32] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص62.

[33] 1398 هـ/ 1977 م: إسعاف الإخوان الراغبين، محمد ابن الحاج السلمي، تطوان، مطبعة الخليج العربي، 2016 م، ص150؛ وعائلات تطوان، ج2، محمد داود، تحقيق: حسناء داود، تطوان، مطبعة الخليج العربي، 2017 م،  ص316، الهامش رقم 1؛ وعلى رأس الأربعين، ج1، محمد داود، تعليق: حسناء داود، تطوان، مطابع الشويخ، 2001 م، ص125، الهامش رقم 408؛ والنعيم المقيم، ج1، محمد المرير، تخريج: أحمد المرير، طنجة، مطبعة ألطوبريس، 2000 م، ص8؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص214- 215؛ وط. الثانية، ص197؛ ومادة مرير، محمد بن محمد، أحمد مرير، في: معلمة المغرب، ج21، ص7096.

[34] إسعاف الإخوان الراغبين، ص147- 150؛ وتاريخ تطوان، مج.11، ص351 - 357، وص393، وص414؛ وتاريخ تطوان (المختصر)، ص466، وص467، وص474؛ وعائلات تطوان، ج2، ص313- 316، الهامش رقم 1؛ وعلى رأس الأربعين، ص119- 125؛ والنعيم المقيم، ج1، ص5- 11؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص213- 215؛ وط. الثانية، ص196- 198، بتحفظ جزئي؛ وج2، ص62؛ وج3، ص62؛ ومادة مرير، محمد، في: معلمة المغرب، ج21، ص7095- 7096.

[35] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص193؛ وط. الثانية، ص180؛ وج2، ص62؛ وج3، ص116؛ وأصيلة زمكانية المعالم الأثرية والتاريخية، ص196.

[36] عام 1358 هـ أو غيره: أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص62؛ وج3، ص116.

[37] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص62. استأنس بـ: المرجع نفسه، ج3، ص67.

[38] أصيلة زمكانية المعالم الأثرية والتاريخية، ص196.

[39] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص193، وص194- 195؛ وط. الثانية، ص180، وص181.

[40] مدرسة ابن خلدون حاليا. راجع: أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص101.

[41] نفسه، ج1، ص192- 195؛ وط.2، ص179- 182؛ وج2، ص62، وص64، وص65، وص66، وص102- 103؛ وأصيلة زمكانية المعالم الأثرية، ص116.

[42] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج1، ص193- 194؛ وط. الثانية، ص180- 181؛ وج2، ص103.

[43] نفسه، ج2، ص62.

[44] 1362 هـ: من أعلام شمال المغرب، ج2، عبد الله الترغي، منشورات المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة- أصيلة، مطابع جريدة طنجة، 2015 م، ص157.

[45] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص67- 68.

[46] نفسه، ص134- 135؛ وج3، ص64؛ ومن أعلام شمال المغرب، ج2، ص149- 157.

[47] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص114.

[48] نفسه، ص113- 114، وص121.

[49] نفسه، ص63، وص121.

[50] نفسه، ص62- 63، وص121؛ وج3، ص67.

[51] نفسه، ج2، ص121.

[52] نفسه، ص63.

[53] نفسه.

[54] 1422 هـ/ 2001 م: نفسه، ص132.

[55] نفسه، ص61؛ وأصيلة الماضي والحاضر، ص48- 49؛ ومشاهير علماء المعاهد الدينية، عبد الرحيم أحمد الجباري، طنجة، مصلحة الطباعة، 2012 م، ص161، وص163، وص164، وص166، وص167، وص168- 169.

[56] المرجع الأخير، ص162، وص163؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص61.

[57] المرجع الأخير؛ ومشاهير علماء المعاهد الدينية، ص162- 163.

[58] مشاهير علماء المعاهد الدينية بشمال المغرب، ص164.

[59] نفسه، ص163- 165.

[60] نفسه، ص166؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص61.

[61] 1423 هـ/ 2003 م: مشاهير علماء المعاهد الدينية، ص166.

[62] نفسه، ص165- 166؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص61.

[63] المرجع الأخير؛ ومشاهير علماء المعاهد الدينية بشمال المغرب، ص167.

[64] المرجع الأخير، ص167- 168؛ وأصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص61.

[65] مشاهير علماء المعاهد الدينية بشمال المغرب، ص169.

[66] نفسه، ص168- 169.

[67] أصيلا، تاريخ وأعلام، ج2، ص61.

[68] مشاهير علماء المعاهد الدينية بشمال المغرب، ص166.

[69] نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق