الرابطة المحمدية للعلماء

مركزية القيم في الحفاظ على النظام البيئي

د. طريباق: تهميش الأمر البيئي لا ينفصل عن تهميش غيره من الواجب الشرعي!

 

قال د.عبد المجيد طريباق إن تهميش الأمر البيئي لا ينفصل عن تهميش غيره من الواجب الشرعي في مختلف مناحي الحياة العامة والخاصة، مبيِّنا أن الحفاظ على البيئة يُعد من صلب رسالة الإسلام وأمانة الاستخلاف التي حملها الإنسان.

كما أوضح طريباق الفائز بجائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية عن كتابه: “البيئة من منظور إسلامي” (1428 هـ- 2007م)، في حوار حي مع موقع الرابطة، أن التذكير بأسس الإسلام وهديه وأخلاقه وقيمه هو “خير أسلوب للتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة ومن فيها، ولا أدل على ذلك من كون الحيتان في البحر تتأثر بعمل معلّم الناس الخير، فخير الإسلام وهُداه ينسحب أثره على الناس والكائنات كلها”.

وشدد طريباق على حسن التمثل للقضية البيئية وفق المنظور الإسلامي، والدراية بواقعية المشاكل المطروحة قصد حسن تنزيل الرؤى والحلول المرتبطة بكل موضوع بيئي على حدة، مؤكدا أن الجوانب التشريعية تظل محددة للأدوار والمسؤوليات والآليات العلمية والتقنية المناسبة لرفع الضرر، وتحقيق الاستدامة للموارد الطبيعية ووظائفها.

وبخصوص مداخل مقاربة سؤال البيئة ذكر طريباق أربعة مداخل: المدخل العقدي التصوري، والمدخل العلمي، ثم المدخل التشريعي، ويستصحب كل ذلك المدخل التربوي في بعده الديني، والثقافي، والمدرسي، والاجتماعي بكل أبعاده.

كما رأى طريباق في هذا الحوار الحي الذي يجريه الموقع كل أسبوع، إلى أن من واجب المسلمين كغيرهم أن “يساهموا من موقعهم الجغرافي والتاريخي والتصوري في عملية الصحوة البيئية الإنسانية، دون مركب قد يحول بينهم وبين التصدي الفاعل لهذا الدور النبيل”

من ناحية أخرى قال طريباق إن الحد من التدهور البيئي يكون بالتأثير على أسبابه التي تتلخص في استنزاف الموارد أو تلويثها، وإن الحفاظ على الموارد يستدعي حسن استغلالها بمقاييس علمية وقوانين مؤطرة ومؤسسات متابعة وتربية على حس المواطنة والكونية لدى المستثمرين والتقنيين والمراقبين البيئيين على مختلف المستويات.

كما أشار إلى أن المنظومات التربوية والإعلامية في سائر البلدان تسعى لتركيز فهم معين وعلاقة محددة في عملية الإسهام في استغلال البيئة… والمغرب كغيره من البلدان -يقول طريباق- “سعى لدمج التربية البيئية ونماذج لغرس الوعي البيئي في الإعلام وبرامج التعليم والثقافة، وأنشطة المجتمع المدني، وقد أسهم كل هذا في إحداث مستوى من الوعي يحتاج إلى تفعيل ميداني كي يؤتي أكله”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق