الرابطة المحمدية للعلماء

الرموز الثقافية.. تعود إلى الواجهة مرة أخرى!

اسم “إسلام” يثير نقاشا في فرنسا..

 

فوجئ “إسلام ألوشيش” (Islam Alaouchiche) وأسرته من أصل جزائري أن الاسم الذي اختاروه لابنهم اعتزازا منهم بهويتهم الدينية، أمسى يمثل مشكلة، بل تهمة أبسط ما يمكن أن يترتب عليها هو إقصاؤه من مسابقة للمشاركة في البرنامج التلفزيوني الذائع الصيت ( In Ze boîte ) الذي يتابعه أكثر من 200 ألف مشاهد في قناة الأطفال (Gulli)، رغم أنه قد تأهل للمشاركة بالفعل.. وذلك بدعوى أن حمل اسم “إسلام” بالنسبة لطفل ينطبق عليه ما ينطبق على حمل الحجاب بالنسبة لفتاة، وبدعوى أن هذا الاسم يحيل إلى ديانة لا يحبها الفرنسيون كثيرا، كما أنه يصدم..

هكذا حاول المنظمون لهذه المسابقة تبرير موقفهم لوالدة “إسلام” مقترحين على هذا الأخير كشرط للمشاركة اختيار

اسم آخر أقل إحالة على الإسلام، وهو ما رفضته الأسرة رفضا باتا. وحينما رفعت والدته شكواها لمجموعة من الجمعيات المهتمة بمحاربة التمييز والعنصرية والداعية إلى المساواة والصداقة بين الشعوب، ووجهت بغياب الدليل الموجب للمتابعة القضائية على أساس التمييز.. وهو ما يفسر أن 1 % فحسب هي نسبة قضايا التمييز التي تجد طريقها في فرنسا للمتابعة وإصدار العقاب الملائم.

أكثر من ذلك فقد أكدت بعض هذه الجمعيات على ضرورة الاعتراف بأن “إسلام” من الأسماء التي يصعب حملها في فرنسا، كما نصحوا والدته بأخذ طفلها إلى طبيب نفساني، خاصة وقد سبق له أن أخبر أصدقاءه بأنه سيشارك في البرنامج المذكور مما سبب له حرجا حقيقيا بعد أن تم حرمانه من ذلك..
وقد ترسخت لدى “إسلام” عقدة وصدمة الإقصاء مما جعله يعترض على رغبة والدته في أن تسجله في فريق لكرة السلة خشية أن يتعرض إلى نفس السلوك..

ومن ناحية أخرى أصرت شركة الإنتاج على نفيها صدور أي تمييز من طرفها في حق إسلام رغم اعتراف أحد المشرفات عن هذا البرنامج بخطئها، رغم اعتذار المسؤول عن هذا البرنامج التلفزيوني شخصيا لأسرة إسلام واقتراحه على هذا الأخير إمكانية المشاركة مستقبلا ليس كمشارك وإنما كمجرد متفرج.. وكان من الطبيعي أن يثير مثل هذا الحدث جدلا واسعا في أوساط الرأي العام الفرنسي؛ ما بين اتجاه يعتبر أن حرمان وإقصاء الطفل “إسلام” يعد تصرفا عنصريا يكشف مدى الأزمة التي تعيشها منظومة القيم الفرنسية فيما يتصل بإيمانها بالاختلاف والتسامح والغيرية والأخوة الإنسانية.. وبين اتجاه يؤيد هذا التصرف، ويتمثل تحديدا بالأوساط اليمينية المتطرفة.. ولا شك أن هذا الحادث ستكون له تداعيات وردود فعل، ولو نفسية، على الصعيدين العربي والإسلامي، وسيعقد من عملية الاندماج التي طالما طالبت بها المجتمعات والدول الأوروبية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق