مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

محمد بن عبد القادر الفاسي

هو عبد القادر بن علي الفاسي عالم فاس وإمامها ومسندها وبركتها، بعد أن انتهت إليه رياسة العلم في هذه الديار، قدمه لذلك سنه وعلمه وجاهه الموروث، والحظوة لدى السلطان، والترفع عن السفاسف، وتعميم العلم في عشيرته وأهله، وإنزالهم له منزلة اليعسوب من النحل والقطب من الرحى، إلى حب صحيح في آل البيت الطاهرين، وانتماء خصوصي واعتقاد كبير في طريق القوم ورجالها، وذب عن تعاليمها وأعمالها وأحوال أهلها حسبما تنطق بذلك فتاويه وتقاريره ومؤلفات أولاده[1]

  أخذ القرآن عن أبي زيد بن القاضي وغيره، والنحو عن والده وعمه أبي العباس الزموري، وأبي الحسن الزرهوني وغيرهم، وتلقى الفقه وغيره عن أبيه وابن جلال والأبار وغيرهم، وحج فأجازه الزين الطبري والشهرزوني، والبابلي والشبراملسي والخرشي وغيرهم، وكان من أهل الرسوخ في العلم، غواصا على الدقائق، مكثارا من المباحثة مع الإنصاف ولين الجانب، عكافا على التدريس، معظما عند الخاصة والعامة، وإذا حضر في مجلس السلطان لا ينصت إلا له ولا يسمع إلا منه مع علو همة، عرضت عليه الخطط فاستنكف عنها، وجل قراءته علوم العربية التي بلغ فيها الغاية، ثم في آخر عمره اقتصر على التفسير والحديث وكتب القوم[2].

  رحل الناس إليه وانتفعوا به، وأخذوا عنه، منهم: أحمد ابن الحاج والعربي بردلة، ومحمد المسناوي وابنه الطيب، وابن أخيه محمد بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد السلام بناني، ومحمد بن قاسم جسوس، وأبو الحسن العلمي، وابن زكري، وابن زاكور وأجازه، وأبو الحسن السقاط وأجازه، ومحمد العلمي مؤلف الأنيس المطرق.

له تآليف منها: شرح الحصن الحصين لابن الجزري، وشرح شواهد ابن هشام، وشرح نخبة ابن حجر في المصطلح، وشرح المراصد لعم أبيه العربي الفاسي، والمباحث الإنشائية في الجملة الخبرية والإنشائية، ورسالة بديعة في الرد على الشيخ ابراهيم الشهزوري في مسألة خلق أفعال العباد، وشرح الطالع المشرق في سماء المنطق لعم أبيه العربي الفاسي لم يكمله، ونظم في التوسل بالصحابة، وله تقاييد كثيرة في فنون من العلم مفيدة، وفتاوي. توفي سنة 1116ﻫ.

 


[1] نشر المثاني ضمن موسوعة أعلام المغرب، تنسيق وتحقيق محمد حجي، 1899/5. 

[2]  صفوة من انتشر، ص357

د. طارق العلمي

  • أستاذ باحث في الرابطة المحمدية للعلماء، متخصص في المجال الصوفي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق