الرابطة المحمدية للعلماء

وجدة تحتضن ندوة علمية دولية في موضوع الكندي ومدرسته

ينظّم فريق البحث في الفلسفة الإسلاميّة (جامعة محمّد الأوّل-كلّية الآداب) بتعاون مع المركز الوطنيّ للبحث العلميّ والتقنيّ ندوة علميّة دوليّة في موضوع: الكندي ومدرسته: أعمال مهداة إلى الأستاذ محمد المصباحي، يوم 23 أكتوبر 2013 بقاعة نداء السلام بكلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة، وجدة.

وفيما يلي أرضية الندوة العلمية :

لا تخفى مكانة أبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (حوالي 018-325 ه/080/087م) في تاريخ الفلسفة والعلوم بشكل عامّ، وفي الفلسفة الإسلاميّة بشكل خاصّ. اشتهر بوصفه أوّل فلاسفة الإسلام وأحد كبار المفكّرين في العصر الوسيط؛ استفاد منه الناطقون بالعربيّة من المعاصرين واللاحقين كما استفاد منه الغربيّون من خلال أعماله التي ترجمت إلى اللاتينيّة. غير أنّ البحث في إنتاجه، كما في اللحظة التاريخيّة التي عاش فيها، ما زال في بدايته على ما يبدو؛ فعلاوة على ضياع جلّ إنتاجه العلميّ والفلسفيّ، فإنّ النزر القليل من رسائله التي احتفظ بها، لم تحظ بما تستحقّه من الدرس والتحليل. ولم يكن نصيب فيلسوف العرب من البحث أبدا مثل نصيب فلاسفة مسلمين آخرين جاءوا بعده، بل إنّه لم يحظ باعتراف هؤلاء الفلاسفة أنفسهم وهو أمر ربّما ساهم بدوره في حجب لحظة الكندي وتوجيه الأنظار عنه.

صحيح أنّه منذ القرن الماضي، وبالضبط منذ أن نشر عبد الهادي أبوريدة رسائل الكندي الفلسفيّة عام 1950، أنجزت دراسات مهمّة، ومنها أعمال رتشارد فالزر، جيرهارد أندرس، جون جوليفيه، بيتر أدمسن وغيرها، ساهمت في رفع الحجاب عن كثير من القضايا التي كانت غامضة حول حياة الكندي ومؤلّفاته ومحيطه وتلامذته، إذ صرنا نعرف أكثر حول ما صار يسمّى بحلقة الكندي، وصرنا نعرف أكثر عن المترجمين والعناوين التي ترجمت في عصره. مع ذلك، فإنّ كثيرا من جوانب حياته ومتنه ومحيطه وأساتذته وتلامذته وحول قيمة مساهمته العلميّة والفلسفيّة ولحظته التاريخيّة لا زالت تحتاج إلى تسليط مزيد من الضوء.

تروم هذه الندوة العلميّة إعادة طرح مختلف الأسئلة التي قد تمسّ الكندي ومدرسته بشكل مباشر أو غير مباشر بروح ونفس جديدين تأخذ بعين الاعتبار نتائج الأبحاث السابقة والمعاصرة التي أنجزت في مختلف البقاع وبمختلف اللغات حول الكندي وفلسفته مع التركيز على جوانب غير مدروسة أو تحتاج إلى مزيد تنقيب:

أوّلا، من هو الكندي، ماذا قرأ؟ وماذا كتب؟ وما وضعيّة متنه الفلسفيّ والعلميّ، المخطوط منه والمنشور؟ ثمّ ما هي أوجه الجدّة في مساهمته الفلسفيّة الخالصة كما في مساهمته العلميّة والتيولوجيّة: ما مساهمته في الطبيعيّات وفي علم النفس، وفي الرياضيّات، والكوسمولوجيا، والكيمياء، والخيمياء، والمعادن، والمناخ، وفي البصريّات، والموسيقى، وفي الأخلاق والسياسة وعلم الكلام؟ كما يشكّل المصطلح عند الكندي موضوعا خصبا للبحث، فرسالة في حدود الأشياء ورسومها تثير كثيرا من الأسئلة وعلى رأسها صحّة نسبتها للكندي وعلاقتها بالمعاجم العلميّة التي وضعت قبلها والتي جاءت بعدها، بالإضافة إلى خصوصيّة لغة الكندي الفلسفيّة.

ثانيا، لابدّ من دراسة المحيط الثقافيّ والعلميّ الذي نشأ فيه الكندي وكان فاعلا فيه، إذ لاشكّ أنّ فيلسوف العرب لم ينشأ من فراغ ولا كان يشتغل في عزلة عن المحيط القريب أو البعيد. ولعلّ السؤال يحمل، من جهة، على علاقته بزملائه وتلامذته الذين لا نكاد نعرف شيئا عنهم أكثر من أسماء بعضهم مثل أبي زيد البلخي وأبي الطيّب السرخسي. ويحمل، من جهة ثانية، على علاقته بالمتكلّمين في عصره، إذ السؤال يفرض نفسه حول علاقته بالاعتزال ومساهمته الكلاميّة وحواره مع أهل الفرق والملل الأخرى. ولابدّ أنّه كانت له علاقة متينة بالنصوص القديمة وبباحثين قريبين من بيئته العربيّة والسريانيّة، لذا فإنّ السؤال يجب أن يحمل، من جهة ثالثة، على علاقته بالفلاسفة والشرّاح القدامى؛ إذ ينظر إليه عادة على أنّه أفلاطونيّ محدث يمارس البحث الفلسفيّ والعلميّ على طريقة مدرسة أثينا، فما هي بعض معالم تأثير أعلام هذه المدرسة فيه، وما نوع تأثير مدرسة الإسكندريّة وأعلامها وما درجته؟ ويحمل، أخيرا، على علاقته بمشروع الترجمة الضخم الذي رعاه الخلفاء العباسيّون، وما درجة انخراطه فيه. ما وظيفته في بيت الحكمة؟ ثمّ ما كانت وظيفة هذا “البيت” نفسه: هل كان معهدا للترجمة أم خزانة؟ لا يبدو أنّ الكندي مارس فعل الترجمة بشكل مباشر من اليونانيّة ولا من السريانيّة، لكنّه في الغالب كان مصحّحا ومراجعا للنصوص المترجمة، بل ولا يُستبعد أنّه كان مشرفا على كثير من هذه الترجمات. فماذا ترجم بإيعاز منه أو ساهم في إخراجه إلى الوجود، ولأيّ غايات.

ثالثا، لاشكّ في أنّ الكندي قد مهّد الطريق للفارابي وابن سينا وغيرهما من فلاسفة الإسلام وهو واضع اللبنات الأولى لانطلاق مغامرة فلسفيّة وعلميّة وحضاريّة لا مثيل لها في العصر الوسيط. فما طبيعة ودرجة تأثيره في اللاحقين؟ وما مكانته عند ممثّلي مدرسة بغداد الفلسفيّة؟ يبدو موضوع حضوره لدى فلاسفة الإسلام اللاحقين وطبيعة تفاعلهم مع كتاباته موضوعا بكرا إلى حدّ كبير. ومن جهة أخرى، نعرف أنّ الكندي ترجم إلى اللاتينيّة، وعرف أحيانا أكثر لدى اللاتين مع نوع من التقدير له لم يحظ به إلى حدّ ما عند المسلمين، واحتفظ في هذه اللغة بنصوص ثمينة للكندي فقدت في أصولها العربيّة، فماذا عن الكندي اللاتينيّ؟ وأخيرا، في الوقت الراهن، أعاد رشدي راشد وجون جوليفيه تحقيق رسائل الكندي مع نصوص أخرى وترجمتها إلى الفرنسيّة، كما ترجمت مؤخّرا هذه الرسائل إلى الإنجليزيّة، وصارت نصوص الكندي في متناول شريحة واسعة من الباحثين المستعربين وغير المستعربين. لعلّ من ثمرات هذه الأعمال أن أنجزت دراسات مهمّة اليوم حول الكندي وفلسفته ومساهمته في مختلف حقول العلم في العقود الأخيرة، وقد أبرزت هذه الدراسات أنّ الكندي يشكّل، بالفعل، لحظة لاغنى عنه في تاريخ الفلسفة والعلوم، فما الجديد في هذه الترجمات والتحقيقات والدراسات الجديدة؟

هكذا يمكن إجمال القضايا التي يمكن أن تشكّل محاور هذه الندوة، لا على سبيل الحصر، فيما يلي:
–    حياة الكندي ومحيطه؛
–    جذور فلسفة الكندي؛
–    الكندي وحلقة المترجمين؛
–    تلامذته؛
–    متن الكندي؛
–    المنطقيّات؛
–    الطبيعيّات؛
–    السيكولوجيّات؛
–    التعاليميّات؛
–    ما بعد الطبيعة؛
–    الأخلاق والسياسة؛
–    علاقة الكندي بعلم الكلام؛
–    المصطلح عند الكندي؛
–    بعض عناصر الجدّة في إنتاجاته المختلفة؛
–    تأثيره وحضوره لدى اللاحقين.

البرنامج
استقبال المشاركين (الثامنة والنصف صباحا)
الجلسة الافتتاحيّة (التاسعة صباحا) برئاسة الأستاذ محمد الطلحاوي
كلمة السيّد رئيس الجامعة
كلمة السيّد عميد الكليّة
كلمة منسّق الندوة
كلمات في حقّ الأستاذ محمد المصباحي
كلمة الأستاذ محمد المصباحي

الجلسة الأولى (العاشرة صباحا) برئاسة الأستاذ أنس غراب

محمد المصباحي (جامعة محمد الخامس، الرباط)، الخيال وقوى الحسّ الداخلي لدى الكندي
سعيد البوسكلاوي (كلّية الآداب، وجدة)، يحيى النحوي والكندي في الدلالة على حدث العالم
محمد مساعد (المدرسة العليا للأساتذة، مكناس)، حضور الكندي في الثقافة الإسلاميّة
أحمد موسى (كلّية الآداب، الجديدة)، ابن إسحاق الكندي، التعريف بإنتاجاته المختلفة وبالآثار المؤلفة حوله وحول فلسفته
مَحمد عبدو (الجامعة العربيّة الألمانيّة، كولونيا)، الكندي بين مادحيه ومنتقديه

مناقشة

الجلسة الثانية (الثانية والنصف بعد الزوال) برئاسة الأستاذ محمد المصباحي
المهدي سعيدان (كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، تونس)، تأثير الكواكب من خلال كتاب De Radiis المنسوب للكندي
أنس غراب (المعهد العالي للموسيقى، سوسة)، قراءة في نصوص الكندي الموسيقيّة وعلاقتها بالنّصوص الاغريقيّة
فؤاد بن أحمد (دار الحديث الحسنيّة، الرباط)، الكم والكيف في الطبّ: ابن رشد ضدّ الكندي
محمد وزار (جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان)، إشكالية الزمان في فلسفة الكندي
يس عماري (كليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، تونس)، نظريّة الكندي في دفع الأحزان وتطوّراتها لدى اللاّحقين

مناقشة

الجلسة الثالثة (الخامسة بعد الزوال) برئاسة الأستاذ محمد مساعد
ابراهيم بورشاشن (أكاديمية مكناس)، هل كان الكندي أرسطيّا؟
حسن المنوزي (كلّية الآداب، مكناس)، سؤال الميتافيزيقا عند الكندي
عمر مبركي (دار الحديث الحسنيّة، الرباط)، موقف الكندي من الإلهيات من خلال رسائله الفلسفيّة
مصطفى العارف (كلّية الآداب، المحمدية)، مفهوم الأيس عند الكندي أو تأسيس الأنطولوجيا

مناقشة

الجلسة الختاميّة برئاسة الأستاذ محمد بنيعيش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق