
شعر: خلود بناصر
عَتِيقَةٌ ليْسَ يَمْحُو أَمْسَها أَحَدُ /// كَأْسٌ مَعينٌ يُغَلِّي خَمْرَها الأَبَدُ
جَنَّاتُ خُلْدٍ وَأَنْهارٌ مُكَوْثَرَةٌ /// وعِيشَةٌ في مَدى خَيْراتِهَا رَغَـدُ
تَبارَكَتْ لُغَةُ القُرْءانِ مِنْ لُغَةٍ /// لَوْلاَ المَلاَحَةُ لَمْ يَحْفِلْ بِها الحَسَدُ
مِنْ دُونِ كُلِّ لُغاتِ الكَوْنِ شاعِرَةٌ /// أَنْعِمْ وَأَكْرِمْ بِها ما اسْتَرْسَلَ الأَمَدُ
إِنْ تَنْطِقِ العُرْبُ تَطْرَبْ بالسَّماعِ ولَوْ /// نَثْرًا فَكَيْفَ إِذَا شِعْرًا لَهُ عُدَدُ
حُروفُها انْبَثَقَتْ بِكْرًا مَخارِجُها، /// مِنْ كُلِّ فَجٍّ أَتى حَرْفٌ لَها غَرِدُ
كَمْ ناطقٍ في رُبوعِ الأرضِ يَحْمِلُها /// لَكِنَّما يَسْتَبِيكَ الشَّأْنُ لا العَدَدُ
حَسْناءُ إِنْ تَكُ بَيْنَ الغِيدِ ما بَصُرَتْ /// عَيْناكَ غَيْرَ الَّتِي قَدْ شَفَّها الغَيَدُ
لَها جُدودٌ مِنَ الآزالِ مُثْبَتَةٌ /// وَهْيَ الوَلُودُ وغَيْرَ المَجْدِ لاَ تَلِدُ
وَهْيَ الجَليلَةُ قَدْرًا زانَها كَلِمٌ /// مَدَّتْ بِهِ لِرَسولِ العالَمِينَ يَدُ
فَكَيْفَ تَهْوي -معَاذَ اللهِ- شامِخَةٌ /// وَعِزَّةُ الوَحْيِ في الدُّنْيا لَها سَنَدُ
مَنْ يُمسِكُ السَّبْعَ أَنْ تَهْوي تَبارَكَ عَنْ /// أَنْ يَتْرُكَ الضَّادَ يَنْعى روحَها الجسَدُ
إِنْ كانَ أَذْبَلَها هذا الغُثاءُ فَمَهْ /// سَتُزْهِرُ اليَوْمَ أَعْوامٌ لَها جُدُدُ
لَمْ يَسْتَطيعُوا لَها كَيْدًا إِذِ انتَصَبَتْ /// لِتُرْجِعَ الكَيْدَ آياتٌ لَهُمْ رَصَدُ
فَلْيَشْرَبِ البَحْرَ مَنْ لا يَسْتَرِيحُ لَهُ، /// إِلاَّ بِنَخْبِ تَرَدِّي حالِها، خَلَدُ!