الرابطة المحمدية للعلماء

كثرة استخدام الإنترنت قد تؤدي إلى إدمان مرضي

دراسة سويسرية: غرف “شات” وتصفح المواقع الإباحية تؤدي إلى مشكلات نفسية وصحية!

 قالت دراسة سويسرية صدرت أمس الثلاثاء عن مركز متابعة إدمان المخدرات والمسكرات “إن كثرة استخدام الإنترنت قد تؤدي إلى نوع من الإدمان المرضي سواء بين المراهقين أو البالغين”.

وحسب موقع “الجزيرة نت” الإخباري (21 أكتوبر 2008) الذي أورد الخبر فإن هذه الدراسة قد حذرت من الإغراق في التعامل مع ألعاب الإنترنت وغرف المحادثة المعروفة باسم “شات” وتصفح المواقع الإباحية، حيث تؤدي زيارة تلك المواقع إلى مشكلات نفسية وصحية وتتحول مع الوقت إلى نوع من الإدمان الضار.

 
ومن أبرز الأضرار التي تحذر منها الدراسة التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها، عدم توفر الوقت للأنشطة الاجتماعية، وقطع أواصر الصلات بين المستخدم والعالم الحقيقي المحيط به، وتجعله يعيش في عالم افتراضي خيالي لا وجود له في الواقع.

وتقول المتحدثة الإعلامية باسم المركز مونيك هيلفر في حديث مع الجزيرة نت إن تعريف مدمن الإنترنت هو من يقضي نحو 35 ساعة أسبوعيا متصفحا للشبكة العنكبوتية خارج أوقات العمل، وهو المخصص في الأساس للراحة والتفرغ للحياة اليومية العادية.

  
ووفقا للدراسة ينعكس إدمان متابعة مواقع الإنترنت السالفة الذكر على قدرات الإنسان خاصة التركيز، فيتأثر أداؤه الدراسي والمهني بشكل سلبي وتتوتر علاقاته الاجتماعية لاسيما القدرة على الاستيعاب والإدراك الواقعي، حيث يعاني أغلب المدمنين من صداع والتوتر السريع ومشكلات في النظر.

 
كما تظهر الآثار السلبية في فقدان القدرة على السيطرة على ردود الفعل، حيث لا يتمكن المدمن في أغلب الأحيان من التمييز بين الواقع والخيال، فيكون رد فعله غير واقعي وربما يكون مفرطا في القوة أو مصحوبا بنوع من اللامبالاة.

 
ويصل عدد المدمنين في سويسرا -دائما حسب موقع الجزيرة نت- إلى نحو سبعين ألف شخص من مختلف الفئات العمرية، إلى جانب 110 آلاف حالة وصفتها الدراسة بالخطرة ويمكن مقارنتها بحالات إدمان العقاقير.


 وتكمن المشكلة -حسب هيلفر- في صعوبة التمييز بين مميزات الإنترنت وعيوبها، لكن الخبراء يعتقدون بأن وضع معايير الاستخدام يجب أن تكون ذاتية وبمشاركة جماعية من الأسرة والمجتمع.

 
فعلى سبيل المثال -يضيف الموقع- ينصح خبراء التربية بمراقبة الألعاب الإلكترونية التي يحرص المراهقون على ممارستها مع لاعبين آخرين عبر الإنترنت، إذ يجب أن تكون ملائمة لأعمارهم وألا تتضمن أحداثا شديدة العنف أو خيالية، وألا يزيد استخدام الإنترنت في هذا المجال عن نصف ساعة يوميا.
 

وتكمن خطورة تلك المواقع -وفقا للدراسة- في وضع اللاعب في قالب غير واقعي يصعب التخلص منه بسهولة سواء كان فائزا أو مهزوما، ففي الحالة الأولى يبقى لديه شعور كاذب بالقوة وفي الحالة الثانية يصاب بالاكتئاب دون سبب واقعي.

 
ويركز آخرون على ضرورة الابتعاد عن المواقع الإباحية التي تترك آثارا نفسية سيئة على المترددين عليها من الجنسين، لاسيما في سنوات المراهقة.

 
أما الاستخدام الطبيعي مثل التصفح بحثا عن المعلومات أو تبادل الرسائل الإلكترونية فيمكن السماح به لفترة أطول قليلا وعلى فترات متقطعة، وهو ما يمكن أن يحول دون التعلق بالشبكة كمصدر وحيد للتواصل مع الآخرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق