مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةدراسات عامة

المسك الأذفر في توجيه ما انفرد به الإمام أبو جعفر (3)

بسم الله الرحمن الرحيم                                                           صلى الله على سيدنا محمد وءاله

* قوله تعالى: (وَمِنْهُمُۥٓ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ اَ۬لْكِتَٰبَ إِلَّآ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمُۥٓ إِلَّا يَظُنُّونَ).

قرأ الإمام أبو جعفر بتخفيف الياء من (أَمَانِيَ)وما كان من لفظه حيث وقع في القرءان.

وتوجيه ذلك أن (أَمَانِيَّ) جمع أُمْنِيَّة، وأصلها أُمْنُويَةٌ على وزن أُفْعُولة، والأصل في هذا كله التثقيل كما قال أبو الفتح ابن جني رحمه الله، لكن التخفيف في هذا النحو كثير وفاش عندهم، كقولهم أَثَافٍ، فإنها لا يكاد يسمع فيها التثقيل: أَثَافِيَّ.

والمحذوف من نحو هذا هو الياء الأولى التي هي نظيرة ياء المد مع غير الإدغام، نحو ياء قراطيس، وعلى أن حذف الياء مع الإدغام أسهل شيئا من حذفه ولا إدغام معه، وذلك أن هذه الياء لما أدغمت خفيت وكادت تستهلك، فإذا أنت حذفتها فكأنك إنما حذفت شيئا هو في حال وجوده في حكم المحذوف(1).

وقال أبو حيان رحمه الله: «جمعه على أَفاعِلَ، ولم يعتد بحرف المد الذي في المفرد. قال أبو حاتم: كل ما جاء من هذا النحو -واحِدُهُ مُشَدَّد- فَلَك فيه التشديد والتخفيف مثل: أثافيَّ، وأغانيَّ، وأمانيَّ، ونحوه... قال الأخفش: هذا كما يقال في جمع مفتاح مفاتيح ومفاتح، وقال النحاس: الحذف في المعتل أكثر»(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المحتسب: 1/94-95.

(2) البحر المحيط: 1/445.

Science

 د. محمد صالح المتنوسي

  • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق