الرابطة المحمدية للعلماء

قضايا الإسلام والمسلمون في الإعلام

ندوة دولية في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة 15 للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الدار البيضاء

في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة الخامسة عشر للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الدار البيضاء، تنظم الرابطة المحمدية للعلماء ندوة علمية تحت عنوان:”الإسلام والمسلمون في الإعلام.. أسئلة الانحياز وازدواجية المعايير”. وذلك يوم السبت 14 فبراير 2009 على الساعة الرابعة والنصف، بالقاعة الشرفية للمعرض الدولي للكتاب.
بمشاركة:
ـ د. نورالدين ميلادي رئيس مركز دراسات الإعلام العربي الإسلامي – جامعة نورث هامبتون- بريطانيا.
ـ د. حمادة بسيوني، رئيس مركز بحوث الإعلام، كلية الإعلام جامعة القاهرة،.
ـ د. نور الدين أفاية، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري.
ـ ذ. نورالدين مفتاح، مدير أسبوعية الأيام.
ـ د.أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء.

أرضية الندوة:

طفت على سطح النقاش السياسي والإعلامي في عالمنا أسئلة متزايدة الحجم والنوع حول صورة الإسلام والمسلمين في الإعلام العالمي عامة وفي الإعلام الغربي خاصة، وحول مدى التزام هذا الإعلام بالمهنية والموضوعية.

ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001 دأب عدد غير قليل من وسائل الإعلام الغربية على النزوع إلى الربط التعسفي بين الإسلام والإرهاب، وتصوير العالم الإسلامي بصفته “الآخر”، وأنه خطر يتهدد العالم الحر، وأن العرب والمسلمين مصدر من مصادر الشر من دون تدقيق أو احتراز ولا استثناء.

إن التركيز على إظهار الصور السلبية من ممارسات المسلمين، خاصة عند تحديد العلاقة بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي، صار سمة من سمات إنتاج فئة غير قليلة من منابر الإعلام الغربي. مما يتجافى مع المهنية والموضوعية.
يبين الرصد والتتبع لأداء عدد من وسائل الإعلام الغربي أن طريقة معالجة الأحداث التي توالت في العالم الإسلامي ولموضوع الإسلام -خصوصا خلال الفترة الأخيرة-، تؤطرها بعض الأفكار والأحكام المسبقة، ويتم فيها الخلط بين الإسلام دينا وبعض الممارسات المتطرفة التي لايكاد  ينجو منها فكر أو دين.

فعدد غير يسير من وسائل الإعلام الغربية تصر على التعامل مع الإسلام، ليس باعتباره دينا بل باعتباره إيديولوجية سياسية وتسمه بكونه إرهابا واضطهادا للمرأة، وتخلفا اجتماعيا كبيرا… وقد كشفت دراسات قامت بها عدد من مراكز البحث الجامعية  سنة 2007، أن 80 في المائة مما تناقلته وسائل الإعلام في بعض الدول ومنها ألمانيا المعروفة بحيادها المتزن خلال سنة 2006، يكرس الصورة السلبية عن الإسلام.
وأكدت الدراسة الميدانية التي أشرف عليها قسم الإعلام بجامعة إمرفورت الألمانية إسهام بعض البرامج السياسية في زيادة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) وتكريس أجواء صراع الحضارات داخل المجتمعات العربية.

ولا تقتصر المشكلة على تركيز تغطية الإعلام الغربي في جزء غير يسير منه، على بعض الصور السلبية من ممارسة المسلمين، بل يلاحظ المتتبعون تجاهل الأوجه الإيجابية الكثيرة في هذه الممارسات وفي الثقافة والحضارة الإسلاميتين، مما يتعارض مع الموضوعية وينشئ المشاعر السلبية لدى الرأي العام الغربي تجاه المسلمين وهي مشاعر يغذيها نقص المعرفة بالإسلام  الذي يحول دون التمييز بين التعاليم الإسلامية وبين التقاليد والعادات في المجتمعات الإسلامية.

وقد شكل هذا المنهج في التعامل الإعلامي ضربا من الانحياز ضد ربع ساكنة الكوكب الأرضي، ومسّ بمشاعر جالية عريضة من المسلمين في الغرب، فعدد المسلمين قد تجاوز سنة 2008 ثلاثين مليونا في أوربا، وخمسة عشر مليونا في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي لندن وحدها تصل نسبة المسلمين من عدد السكان العاصمة البريطانية 10%، وقد أعلنت بريطانيا أنه في عام 2015م سيصبح من بين كل 4 موظفين موظف مسلم.
 لماذا برزت في الإعلام الغربي هذه المجافاة للمسلمين في الغرب والعالم، وأصبح نزّاعا ضدا على مبادئ الموضوعية والأخلاق المهنية في عدد من مظاهره إلى أداة لتنميط صورة الإسلام والمسلمين، والنظر إلى قضاياهم بطريقة  منحازة، تعتمد على تغذية أفكار مسبقة  ليست صحيحة  دائما، بل مغلوطة إلى حد كبير؟

ألا يتحمّل الإعلاميون في العالم الإسلامي جزءا غير يسير من المسؤولية، من حيث عدم الإبداع في إيصال المعلومات السليمة البديلة إلى الرأي العام العالمي عامة، والغربي خاصة، ومن حيث عدم ضبط آليات ووسائل المنافسة الإعلامية، اختيارا، وتحليلا، وعرضا، وفق عقليات المتلقّين وخلفياتهم واستعداداتهم؟

أليست ممارسات المسلمين قد انزلقت في كثير من مظاهرها نحو مواطن صارت بالفعل تتيح بها للمتبع مادة نقدية وقدحية دسمة؟..

 ما هي معالم مناهج تجاوز هذه الأوضاع، ورسم استراتيجيات إعلامية بديلة في بلداننا؟
أسئلة وغيرها كثير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق