مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

قصة أُمِّ سُلَيْم: الغُمَيْصَاءُ بنت مِلْحَان، رضي الله عنها.

“مَا سَمِعْنَا بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْراً مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ؛ إِذْ كَانَ مَهْرُهَا الإِسْلاَم”.

كَانَتِ الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَان- حِينَ أَهَلَّ الإِسْلاَمُ بِنُورِه عَلَى الأَرْضِ- نَصَفاً تَخْطُو نَحْوَ الأَرْبَعِينَ مِنْ عُمُرِهَا، وَكَانَ زَوْجُهَا مَالِكُ بْنُ النَّضْرِ يُسْبِغُ عَلَيْهَا مِنْ وَارِفِ([1]) حُبِّه، وَظَلِيلِ وِدَادِه مَا مَلَأ حَيَاتَهَا نَضْرَةً([2])، وَرَغَداً([3])، وَكَانَ أَهْلُ “يَثْرِبَ” يَغْبِطُونَ الزَّوْجَ السَّعِيدَ عَلَى مَا تَتَحَلَّى بِهِ عَقِيلَتُهُ مِنْ رَجَاحَةِ العَقْلِ، وَبُعْدِ النَّظَرِ، وَحُسْنِ التَّبَعُّلِ([4]).

وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ اللهِ الخَالِدَةِ نَفَذَ إِلَى “يَثْرِبَ”- مَعَ الدَّاعِيَةِ المَكِّيِّ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْر([5])– أَوَّلُ شُعَاعٍ مِنْ أشعَّة الهِدَايَةِ المُحَمَّدِيَّةِ، فَتَفَتَّحَ له قَلْبُ الغُمَيْصَاءِ؛ كَمَا تَتَفَتَّحُ أَزَاهِيرُ الرِّياض لِتَبَاشِيرِ الصَّبَاحِ، فَمَا لَبِثَتْ أَنْ أَعْلَنَتْ إِسْلاَمَهَا يَوْمَ كَانَ المُسْلِمُونَ- فِي المَدِينَةِ- يُعَدُّونَ عَلَى الأَصَابِعِ.

ثُمَّ دَعَتِ الزَّوْجَةُ الوَفِيَّةُ زَوْجَهَا الأَثِيرَ لِيَنْهَلَ مَعَهَا مِنْ هَذَا المَنْهَلِ الإِلَهِيِّ العَذْبِ الطَّهُور، وَيَحْظَى بما حَظِيَتْ به مِنَ سَعَادَةِ الإيمان…

لَكِنَّ مَالِكَ بْنَ النَّضْرِ لَمْ يَشْرَحْ للدِّينِ الجَدِيدِ صَدْراً، ولا طَابَ به نَفْساً، بَلْ إِنَّهُ دَعَا زَوْجَهُ بالمُقابِلِ إِلَى الرُّجُوعِ عَنِ الإِسْلاَمِ، وَالعَوْدَةِ إِلَى دِينِ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ، وَتَشَبَّثَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ بِمَوْقِفِه، فَالغُمَيْصَاءُ تَكْرَهُ أَنْ تَعُودَ إلى الكُفْرِ بَعْدَ الإِيمَانِ، كَمَا يَكْرَهُ المَرْءُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّار…

وَمَالِكٌ يَتَعَصَّبُ لِدِين الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ فِي عِنَادٍ…وَكَانَتِ الغُمَيْصَاءُ تَمْلِكُ مِنْ قُوَّةِ الحُجَّةِ مَا تُفْحِمُ([6]) به زَوْجَهَا، وكان في دَعْوَتِهَا مِنْ نُورِ الحَقِّ ما يَفْضَحُ بَاطِلَهُ الوَاهِيَ([7]) المُتَهَافِتَ([8])

وكان لِمَالِكٍ صَنَمٌ مِنْ خَشَبٍ يَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ الله، فكانتْ تُحَاجُّهُ في أَمْرِه قائلةً:

أَتَعْبُدُ جِذْعَ شَجَرَةٍ نَبَتَ في الأرض التي تَطَؤُهَا بِقَدَمَيْكَ، وَتَرْمِي فيها فَضَلاَتِك؟!…

أَتَدْعُو- مِنْ دُونِ الله- خَشَبَةً نَجَرَهَا لَكَ حَبَشِيٌّ مِنْ صُنَّاعِ المدينة؟!.

وَلَمَّا ضاقَ الزَّوْجُ ذَرْعاً بِحُجَجِ زَوْجَتِهِ الدَّامِغَةِ([9]) غَادَرَ المدينة وَمَضَى هَائِماً على وَجْهِهِ مُتَّجِهاً نَحْوَ بِلاَدِ الشَّام، ثُمَّ إِنَّهُ لَمْ يَلْبَثْ هُنَاكَ قليلاً حتَّى مات على شِرْكِه.

وَمَا إِنْ شاع في المدينة خَبَرُ تَرَمُّلِ الغُمَيْصَاء، حَتَّى تَشَوَّقَ كثيرٌ مِنَ الرِّجال إلى الاقْتِرَانِ بها، لَوْلاَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَخْشَوْنَ أَنْ تَرُدَّهُمْ خَائِبِينَ لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَهُمْ مِنَ الخِلاَفِ في الدِّين.

غَيْرَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ سَهْلٍ([10]) المَكْنِيَّ بِأَبِي طَلْحَةَ أَطْمَعَهُ في رِضَاهَا به ما كان بينهُما مِنْ رَوَابِطِ القُرْبَى؛ فَكِلاَهُمَا مِنْ بني “النَّجَّار”.

مَضَى أَبُو طَلْحَةَ إلى بَيْتِ الغُمَيْصَاءِ وَخَاطَبَهَا بِكُنْيَتِهَا قائلاً:

يا أُمَّ سُلَيْمٍ، لَقَدْ جِئْتُكِ خاطِباً؛ فَأَرْجُو أَلاَّ أُرَدَّ خَائِباً.

فَقَالَتْ: والله مَا مِثْلُكَ يُرَدُّ يَا أَبَا طَلْحَة، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كافرٌ وَأَنَا امرأةٌ مُسْلِمَةٌ، ولا يَحِلُّ لي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي ولا أُريدُ مِنْكَ صَدَاقاً غَيْرَ الإِسْلاَم.

فَقَال: دَعِينِي حَتَّى أَنْظُرَ في أَمْرِي، وَمَضَى…

وَلَمَّا كَانَ الغَدُ عَادَ إِلَيْهَا، وَقَال: أَشْهَدُ أَنْ لا إله إِلاَّ الله، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأَشْهَدُ أنَّ محمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُه.

فَقَالَتْ: أَمَا وَإِنَّكَ قَدْ أَسْلَمْتَ؛ فقد رَضِيتُكَ زَوْجاً…فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُون: مَا سَمِعْنَا بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْراً مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ إِذْ كان مَهْرُهَا الإِسْلام.

نَعِمَ أَبُو طَلْحَةَ بما كانت تَتَحَلَّى به أُمُّ سُلَيْمٍ مِنْ كَرِيمِ الشَّمَائِلِ([11])، وَنَبِيلِِ الخَصَائِل، ثُمَّ زَادَهُ سَعَادَةً بِهَا أَنَّهَا وَضَعَتْ له غُلاَماً غَدَا قُرَّةَ عَيْنِه، وَفَرْحَةَ قَلْبِه.

لَكِنَّهُ بَيْنَمَا كَانَ يَتَأَهَّبُ لِسَفَرٍ مِنْ أَسْفَارِهِ اشْتَكَى الطِّفْلُ الصَّغيرُ مِنْ عِلَّةٍ أَلَمَّتْ به، فَجَزِعَ عليه جَزَعاً شَدِيداً كَادَ يَصْرِفُهُ عَنِ السَّفَر.

وَفِي غَيْبَتِهِ القَصِيرَةِ ذَوَى([12]) الغُصْنُ النَّضِيرُ([13]) ثُمَّ وُورِيَ الثَّرَى([14])، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِأَهْلِهَا:

لاَ تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ حَتَّى أُخْبِرَهُ أَنَا.

عَادَ أَبُو طَلْحَةَ مِنْ رِحْلَتِهِ فَتَلَقَّتْهُ أُمُّ سُلَيْمٍ هَاشَّةً بَاشَّةً فَرِحَةً مُسْتَبْشِرَةً؛ فَبَدَرَهَا بِالسُّؤَالِ عَنِ الصَّبِيِّ؛ فَقَالَتْ دَعْهُ فَإِنَّهُ الآنَ أَسْكَنُ مَا عَرَفْتَهُ.

ثُمَّ قَرَّبَتْ إِلَيْهِ العَشَاءَ، وَجَعَلَتْ تُؤْنِسُهُ وَتُدْخِلُ عَلَى قَلْبِهِ السُّرُورَ، فَلَمَّا وَجَدَتْ أَنَّهُ شَبِعَ وَاسْتَرَاحَ؛ قَالَتْ له: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْماً اسْتَرْجَعُوا عَارِيَةً([15]) أَعَارُوهَا لِآخَرِينَ، أَفَمِنْ حَقِّهِمْ أَنْ يَخْطُوا([16]) عَلَيْهِمْ، وَأَنْ يَمْنَعُوهَا مِنْهُم؟.

قَالَ: لاَ.

قَالَتْ: إِنَّ اللهَ اسْتَرَدَّ مِنْكَ مَا وَهَبَ، فَاحْتَسِبْ وَلَدَكَ عِنْدَه…

فَتَلَقَّى أَبُو طَلْحَةَ قَضَاءَ اللهِ بالرِّضَا والتَّسْلِيم.

وَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَهُ بِمَا كَانَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَدَعَا لَهُ وَلَهَا بِأَنْ يُعَوِّضَهُمَا اللهُ خَيْراً مِمَّا فَقَدَاهُ، وَأَنْ يُبَارِكَ لَهُمَا في العِوَض؛ فاسْتَجَابَ اللهُ عَزَّ وَجلَّ، دُعَاءَ نَبِيِّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، وَلَمَّا أَتَمَّتْ حَمْلَهَا، كَانَتْ عَائِدَةً إِلَى المدينة مِنْ سَفَرٍ هِيَ وَزَوْجُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

فَلَمَّا دَنَوْا مِنْ “يَثْرِبَ” جَاءَهَا المَخَاضُ، فَتَوَقَّفَ أَبُو طَلْحَةَ مَعَهَا، وَمَضَى النَّبِيُّ الكَرِيمُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُرِيدُ دُخُولَ المدينة قَبْلَ أَنْ يَجِنَّ اللَّيْلُ، فَرَفَعَ أَبُو طَلْحَةَ طَرْفَهُ إلى السَّمَاءِ، وَقَال:

إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يا رَبِّ أنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَنْ أَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ وَقَدْ مَنَعَنِي مِنْ ذَلِكَ مَا تَرَى.

فَقَالتْ لَهُ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ إِنِّي- وَاللَّهِ- لاَ أَجِدُ مِنْ أَلَمِ المَخَاضِ بِهَذَا المَوْلُودِ ما كُنْتُ أَجِدُهُ مِنْ قَبْلُ، فانْطَلِقْ بِنَا وَلاَ تَتَأَخَّرْ عَنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا بَلَغَا المدينةَ وَضَعَتْ حَمْلَهَا، فَإِذَا هُوَ غُلاَمٌ، فَقَالَتْ لِمَنْ حَوْلَهَا:

لاَ يُرْضِعْهُ أَحَدٌ قَبْلَ أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.

فَلَمَّا أَصْبَحَ، حَمَلَهُ إِلَيْهِ أَخُوهُ أَنَسُ بنُ مَالِكٍ([17])، فَلَمَّا رَآهُ النبيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُقْبِلاً قَال: “لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ” ([18]).

فقال: نَعَمْ يا رَسُول الله…وَوَضَعَ الغُلاَمَ في حَجْرِهِ، فَدَعَا بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوِ المدينة وَلاَكَهَا فِي فَمِهِ الشَّرِيفِ حَتَّى ذَابَتْ، وَوَضَعَهَا في فَمِ الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ يَتَلَمَّظُهَا([19])، ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدِهِ الكَرِيمَةِ، وَسَمَّاه عَبْدَ الله([20])، فَجَاءَ مِنْ صُلْبِهِ عَشْرَةٌ مِنَ عُلَمَاءِ الإسْلاَمِ الأَخْيَار.

وَلَقَدْ كَانَ مِنْ شَأْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ أَنَّهَا أَحَبَّتْ رَسُولَ اللهِ، صَلَوَاتُ الله وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، حُبّاً خَالَطَ مِنْهَا اللَّحْمَ وَالعَظْمَ، وَسَكَنَ فِي حَبَّةِ القَلْبِ.

وَقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّهَا لَهُ مَا حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُهَا أَنَسٌ، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَائِماً فِي بَيْتِنَا ذَاتَ نَهَارٍ؛ وَكَانَ الحَرُّ شَدِيداً، فَأَخَذَ العَرَقُ يَتَصَبَّبُ مِنْ جَبِينِه، فَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، وَجَعَلَتْ تُسْلِتُ فِيهَا العَرَقَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ، عليه الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ، وقال: “مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟!”.

قَالَتْ: هَذَا عَرَقُكَ أَجْمَعُهُ وَأَجْعَلُهُ في طِيبِنَا، فَيَغْدُو أَطْيَبَ الطِّيبِ”([21]).

وَمِنْ شَوَاهِدِ حُبِّهَا لِرَسُولِ الله، صَلَوَاتُ الله وَسَلاَمُهُ عليه، وهي كثيرةٌ وَفِيرَةٌ، أَنَّ ابْنَهَا أَنَساً كَانتْ لَهُ ذُؤَابَةٌ([22]) تَنُوسُ([23]) عَلَى جَبِينِه، فَرَغِبَ إِلَيْهَا زَوْجُهَا أَنْ تَقُصَّهَا لَهُ بَعْدَ أَنْ طَالَتْ، فَأَبَتْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ، صلواتُ الله وَسَلاَمُهُ عليه، كَانَ كُلَّمَا أَقْبَلَ عَلَيْهِ أَنَسٌ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ، وَمَسَّ ذُؤَابَتَهُ المُدَلاَّةَ عَلَى جَبِينِه.

وَلَمْ تَقْتَصِرْ خَصَائِلُ أُمِّ سُلَيْمٍ عَلَى أَنَّهَا كَانَتْ مُؤْمِنَةً رَاسِخَةَ الإِيمَان، عَاقِلَةً وَافِرَةَ العَقْلِ، زَوْجاً وَأُمّاً مِنَ الطِّرَازِ الأَوَّل…

وَإِنَّمَا كَانَتْ فَوْقَ ذَلكِ َكُلِّهِ مُجَاهِدَةً في سَبِيلِ الله.

فَلَكَمْ مَلَأَتْ رِئَتَيْهَا مِنْ غُبَارِ المَعَارِكِ العَبِقِ([24]) بِطُيُوبِ الجَنَّة!!.

وَخَضَّبَتْ([25]) أَنَامِلَهَا مِنْ جِرَاحِ المُجَاهِدِينَ، وَهِيَ تَمْسَحُهَا بِيَدَيْهَا وَتُحْكِمُ عَلَيْهَا الضِّمَادَ([26]).

وَلَكَمْ سَكَبَتِ المَاءَ فِي حُلُوقِ العِطَاشِ وَهُمْ يَجُودُونَ بِنُفُوسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله…

وَحَمَلَتْ لَهُمُ الزَّادَ…وَأَصْلَحَتِ السِّهَامَ.

لَقَدْ شَهِدَتْ “أُحُداً” هِيَ وَزَوْجُهَا أَبُو طَلْحَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَأَبَتْ هِيَ وَعَائِشَةُ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا، عَلَى نَقْلِ قِرَبِ المَاءِ عَلَى ظَهْرَيْهِمَا وَإِفْرَاغِهَا فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ.

كَمَا شَهِدَتْ “حُنَيْناً” أَيْضاً، وَقَدِ اتَّخَذَتْ لِنَفْسِهَا يَوْمَذَاكَ خِنْجَراً وَتَمَنْطَقَتْ بِهِ، فَلمَّا رَآهُ زَوْجُهَا أَبُو طَلْحَةَ قَال: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ.

فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ، عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: “مَا هَذَا يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟!”.

قَالَتْ: خِنْجَرٌ اتَّخَذْتُهُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنِّي أَحَدٌ مِنَ المُشْرِكِينَ بَقَرْتُ([27]) بِهِ بَطْنَهُ…

فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَضْحَكُ سُرُوراً بِمَا قَالَتْ.

وَبَعْد…أَفَتَظُنُّ أَنَّ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ امْرَأَةً أَسْعَدَ سَعَادَةً، وَأَزْهَى خَاتِمَةً مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، بَعْدَ أَنْ قَالَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا خَشَفَةً([28])

فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟.

قَالُوا: الغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ أُمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ”([29]).

الدروس والعبر المستخلصة من القصة:

  • أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً: أَرْخَصُهُنَّ مَهْراً، وَأَقَلُّهُنَّ مَؤُونَةً؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مُؤُونَةً”([30]).
  • وَأَعْقَلُ النِّسَاءِ: مَنْ آثَرَتْ مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى.
  • مِنْ أَسْبَابِ نَجَاحِ المَرْأَةِ في حَيَاتِهَا الزَّوْجِيَّةِ: رَجَاحَةُ العَقْلِ، وَبُعْدُ النَّظَرِ، وحُسْنُ التَّبَعُّلِ، وَالتَّمَسُّكُ بِالحَق.
  • قَدْ يَكُونُ قَوْلُهُ تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين)([31])؛ الرَّدَّ اللاَّئِقَ الحَاسِمَ في مَوَاقِفِ المُتَنَافِرَيْنِ؛ كَمَا قِيل:

لَيْسَ مَنْ يَفْتَحُ البِلاَدَ لِتَشْقَى  **  مِثْلَ مَنْ يَفْتَحُ البِلاَدَ لِتَسْعَد([32]).

  • الحُجَجُ الدَّامِغَةُ لاَ تُغْنِي شَيْئاً مَعَ الجَاحِدِ المُعَانِدِ الَّذِي طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَسَمْعِهِ، وَبَصَرِه!.
  • أُمُّ سُلَيْمٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، تَفُوزُ بِبُشْرَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهَا بِقَوْلِه: “لَأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ “([33])، كَمَا بَشَّرَهَا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، بِالجَنَّةِ في آخِرِ فَقْرَةٍ مِنْ هَذِهِ القِصَّة.
  • جَعَلَ الله الأَوْلاَدَ؛ ذُكُوراً وَإِنَاثاً قُرَّةً لِلْأَعْيُنِ، وَثَمَرَةً لِلزَّوَاجِ، وَفُقْدَانُهُمْ يَجْرَحُ الفُؤَادَ، وَيُسِيلُ دَمْعَ العُيُونِ، وَلاَ سَلْوَى في المُصَابِ إِلاَّ بِالصَّبْرِ وَالتَّسْلِيمِ لِلْقَضَاءِ وَالقَدَرِ؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، عِنْدَمَا مَاتَ ابْنُهُ: إِبْرَاهِيم، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: “إِنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، وَالقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ”([34]).
  • المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ الكَيِّسَةُ تَكُونُ أَقْدَرَ عَلَى مُوَاسَاةِ زَوْجِهَا، وَتَبْدِيدِ أَحْزَانِهِ في المَوَاقِفِ الحَرِجَة.
  • دُعَاءُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مُسْتَجَابٌ عِنْدَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْهُ دُعَاؤُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَبِي طَلْحَةَ وَزَوْجِهِ: أُمِّ سُلَيْمٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
  • حِرْصُ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، عَلَى الاهْتِمَامِ بِحَرَكَاتِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْوَالِهِ، وَأَفْعَالِهِ، وَكُلِّ أَثَرٍ مِنْ آثَارِه.
  • الجُودُ بِالنَّفْسِ في سَبِيلِ الحَقِّ أَثْمَنُ قِيمَة لِلْإِنْسَان، وَتَجَلَّى ذَلِكَ في عَمَلِ أُمِّ سُلَيْمٍ وَزَوْجِهَا، أَبِي طَلْحَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، في غَزْوَتَيْ: “أُحُدٍ”، وَ”حُنَيْن”.
  • ضَرَبَتْ أُمُّ سُليْمٍ المَثَلَ الأَعْلَى في الغَزْوَتَيْنِ بِجَلْبِ المِيَاهِ، وَسَقْيِ العِطَاشِ، وَإِسْعَافِ الجَرْحَى، مُبْرِزَةً شَخْصِيَةَ المَرْأَةِ المُسْلِمَةِ المُؤْمِنَةِ حَقًّا.

والحمد لله رب العالمين

—————————————————————————————-

([1]) وَارِف حُبِّه: ظلال حُبِّه الواسع المُمْتَدِّ. ينظر: لسان العرب؛ لابن منظور، (ورف).

([2]) النَّضْرَةُ: النَّعْمَة، والعيش، والغِنى. وَقيل: الحُسْن والرَّوْنَق. ينظر: لسان العرب، القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي، تاج العروس؛ للزَّبِيدِي، (نضر).

([3]) رَغَداً: الرَّغَدُ: العيش الواسع الطَّيِّبُ الذي لا تَعَبَ فيه، ينظر: لسان العرب، القاموس المحيط، المصباح المنير؛ للفيومي، القاموس المحيط، تاج العروس، (رغد).

([4]) التَّبَعُّل: أداء حَقِّ الزَّوْجِ بالطاعة والإحسان. يقال: تَبَعَّلَت المرأَةُ؛ إذا أَطاعت بَعْلَها، وتَبَعَّلَت لَهُ: تَزَيَّنَتْ. وامرأَة حَسَنَة التَّبَعُّل: إِذا كَانَتْ مُطاوِعة لِزَوْجِهَا مُحِبَّة لَهُ. ينظر: لسان العرب، (بعل).

([5]) هو: مُصْعَبُ بن عُمَيْر بن هاشم بن عبد مناف القُرَشِي العَبْدَرِي، يكنى أبا عبد الله. كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام، وأوَّل المبشِّرين به خارج مكَّة، شهد بدرا، واستُشهد يوم “أُحُد”. ينظر: الاستيعاب؛ لابن عبد البر: 4/ 1473، أسد الغابة؛ لابن الأثير: 4/ 405، الإصابة؛ لابن حجر: 6/ 98.

([6]) مَا تُفْحِمُ: مَا تسكت به زوجها من الدليل والبرهان. يقال: كلَّمه فَفُحِمَ: لَمْ يُطق جَوَابًا. وَكَلَّمْتُهُ حَتَّى أَفْحَمْته إِذَا أَسْكَتُّهُ فِي خُصُومَةٍ أَوْ غَيْرِهَا. ينظر: لسان العرب، (فحم).

([7]) الوَاهِي: الضعيف الذي لاَ قَوَامَ له.

([8]) المُتَهَافِت: السَّاقِطُ المُتَدَاعِي. ومنه: «يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ» أَيْ: يَتَساقَطُون، مِنَ الْهَفْتِ: وَهُوَ السُّقُوط قِطْعَةً قِطْعَةً. وأكْثَر مَا يُسْتَعْمَل التَّهَافُتُ فِي الشَّرِّ. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لابن الأثير، (هفت).

([9]) الدَّامِغَة: التي لاَ يَجِدُ الخَصْمُ عنها حِوَلاً. يقال: دَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً: غَلَبه وأَخذه مِنْ فَوْقُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ)؛ أَي يَعْلوه وَيَغْلِبُهُ ويُبْطِله. ينظر: لسان العرب، (دمغ).

([10]) زَيْد بن سَهْل: مشهور بكنيته، أحد بني مالك بْن النَّجَّار. كان من النُّقَباء ليلةَ العَقَبة، شهِد بدْراً والمشاهد بعدَها. تُوُفِّيَ سنة إحدى وثلاثين، وقيل: اثْنَتَيْنِ وَثلاثين. ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب: 2/ 553، أسد الغابة: 2/ 137. تاريخ الإسلام؛ للذهبي: 2/ 230، الوافي بالوفيات؛ للصَّفَدِي: 8/ 270، الإصابة 2/ 502.

([11]) كَرِيم الشَّمَائِل: ذُو خِصَالٍ كريمة حميدة. يقال: رجُلٌ كَريمُ الشَّمَائِل أَي: فِي أَخلاقه ومخالطتِه. ينظر: لسان العرب، (شمل).

([12]) ذَوَى: ذَبَلَ وَضَعُفَ. ينظر: لسان العرب، المصباح المنير، (ذوي).

([13]) النَّضِير: الحَسَنُ الجَمِيل. يقال: نَضُرَ الْوَجْهُ بِالضَّمِّ نَضَارَةً؛ حَسُنَ فَهُوَ نَضِيرٌ. ينظر: المصباح المنير: (نضر).

([14]) وُورِيَ الثَّرَى: دُفِنَ في التُّراب.

([15]) عَارِيَة: الشَّيْءُ المستعار الذي يجب رَدُّه. يقال: تَعَاوَرُوا الشيء واعْتَوَرُوهُ؛ أي: تَدَاوَلُوهُ، والعارية من ذلك. المصباح المنير، (عور).

([16]) خَطَوْتُ أَخْطُوا خَطْواً: مَشَيْتُ، وتخطَّيْتُه، وخطَيْتُهُ: إذا خَطَوْتُ عَلَيْهِ. ينظر: المصباح المنير، (خطو).

([17]) هو الصحابي الجليل: أَنَسُ بْنُ مالك بْنِ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ زَيْدِ بْن حَرَامِ بْن جُنْدُب بْن عَامِرِ بْن غَنْمِ بْنِ عَدِيّ بن النَّجَّار، أبو حمزة الأنصاري الْخَزْرَجِيُّ، خادم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وَآخِرُ أصحابه مَوْتًا؛ وآخر من صلَّى القِبْلَتَيْن. قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة وهو ابن عشر سنين، وَأُمُّهُ أم سُلَيْم بنت مِلْحَان. اخْتُلِفَ في وقت وفاته وَمَبْلَغِ عمره، فقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة اثنتين وتسعين، وقيل: سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين. ينظر: الاستيعاب: 1/ 109، أسد الغابة: 1/ 151، تاريخ الإسلام؛ للذهبي: 2/ 1057، الإصابة: 1/ 275.

([18]) رواه مسلم في صحيحه، رقم: (2144)، باب من فضائل طلحة الأنصاري، رضي الله عنه: 4/ 1909.

([19]) يَتَلَمَّظُهَا: أي يُدِيرُ لِسَانَهُ فِي فِيهِ ويحرِّكُه يتَتبَّع أَثر التَّمْر، ِ وَاسْم مَا يَبْقَى فِي الفَمِ مِنْ أثَر الطَعام: لُمَاظَة. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لسان العرب، القاموس المحيط، تاج العروس، (لمظ).

([20]) هو: أَخُو أنس بن مالك مِنْ أُمِّه.

([21]) رواه مسلم في صحيحه، باب طِيبِ عَرَقِ النبي، صلى الله عليه وسلم، والتَّبَرُّكِ به رقم: (2331)، 4/ 1815.

([22]) الذُّؤَابَة: هِيَ الشَّعرُ المضْفُور مِنْ شَعر الرَّأسِ. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر. لسان العرب، (ذأب).

([23]) تَنُوسُ: تَتَمَايَلُ. والنَّوْسُ: تَذَبْذُبُ الشَّيْءِ. ناسَ الشيءُ يَنوسُ نَوْساً ونَوَسَاناً: تَحَرَّكَ وتَذَبْذَبَ متَدَلِّياً. ينظر: لسان العرب، القاموس المحيط، تاج العروس، (نوس).

([24]) العَبِق: عَبِقَ به الطِّيبُ عَبَقًا مِنْ باب تَعِبَ؛ ظَهَرَتْ رِيحُهُ بِثَوْبِهِ أو بَدَنِه، فهو عَبِقٌ. قالوا: ولا يَكُونُ الْعَبَقُ إلاَّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ الذَّكِيَّةَ. وَعَبِقَ الشَّيْءُ بِغَيْرِهِ لَزِمَ. ينظر: المصباح المنير، (عبق).

([25]) خَضَّبَتْ: لَوَّنَتْ، والخِضَاب: ما يُخْضَبُ به من حِنَّاءٍ، وَكَتَمٍ، وَنَحْوِه. يُنظر: لسان العرب، المصباح المنير، (خضب).

([26]) الضِّمَادُ: وهو الدَّواءُ الَّذِي يُضَمَّدُ بِه الجُرْحُ، وَجَمْعُه ضَمائِدُ. ينظر: لسان العرب، تاج العروس، (ضمد).

([27]) بَقَرْتُ بَطْنَهُ: شَقَقْتُهُ وَفَتَحْتُه. ينظر: لسان العرب. تاج العروس؛ (بقر).

([28]) خَشفة؛ الْخَشْفَةُ بِالسُّكُونِ: الحِسُّ والحرَكة. وقيل: هُوَ الصَّوت. والْخَشَفَةُ بِالتَّحْرِيكِ: الْحَرَكَةُ. وَقِيلَ: هُمَا بِمَعْنًى، وَكَذَلِكَ الخَشْف. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (خشف).

([29]) رواه مسلم في: صحيحه، باب من فضائل أُمِّ سُلَيْم، أم أنس بن مالك، وبلال، رضي الله عنهما، رقم: (2456)، 4/ 1908. والقصة من كتاب: “صور من حياة الصَّحابيات”؛ للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا، ص: 95ـ 107.

([30]) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، رقم: (16384)، ما قالو في مهر النساء واختلافهم في ذلك: 3/ 493، والنسائي في السنن الكبرى، رقم: (9229)، بَرَكَةُ المرأة: 8/ 304، وضعفه الألباني في: سلسلة الأحاديث الضعيفة، رقم: (1117)، 3/ 243.

([31]) سورة: الكافرون، آية: 6.

([32]) البيت من البحر: الخفيف، وهو من قصيدة لأحمد شوقي في ديوانه.

([33]) أخرجه البخاري في صحيحه، باب دُعَاءِ النبي، صلى الله عليه وسلم، النَّاسَ إلى الإِسلامِ وَالنُّبُوَّةِ، وَأَنْ لاَ يَتَّخِذَ بعضهم بعضا أَرْبَاباً من دون الله ، رقم: (2942)، 4/ 47.

([34]) أخرجه البخاري في صحيحه، باب قَوْلِ النبي، صلى الله عليه وسلم، “إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ”، رقم: (1303)، 2/ 83.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق