هذه فتاوى قرائية، رُفِعت إلى حضرة الإمام، الحافظ، العَلَم الشامخ، المحقق، المقرئ، المجود، أبي زيد عبد الرحمن بن إدريس المنجرة رحمه الله (1179ه)، نبثها على حلقات قصد الإفادة.
سئل عن: إذا أراد القارئ أن يرتحل من ءاخر (هَلَ اَت۪يٰ) إلى التي قبلها هل يلزمه كما إذا ارتحل من ءاخر المدثر أو لا؟!
فإن قلت: لا بد من ذلك، فهل يجعل على اللام من (لَآ أُقْسِمُ) علامة التشديد أم لا؟!
وأيضا: هل يجعل على البسملة في الأربع الزهر علامة الوقف أم لا؟!
فأجاب رحمه الله ورضي عنه:
إذا فرغ القارئ من (هَلَ اَت۪يٰ) مثلا وابتدأ نحو: (لَآ أُقْسِمُ) فقد اختلف المتأخرون في الضبط أن يكون على خط المصحف أو على حسب تلاوة الآي، والصواب الضبط على التلاوة، وإذاً فالوجه الذي رخص في التلاوة على غير ترتيب المصحف يرخص في الضبط، كما اتفقوا على أنه يقرأ لكل قارئ ذلك على حسب تلاوته من بسملة وسكت ووصل فقط، ولأن الشيء وجودا في الأعيان، ثم في الأذهان، ثم في عبارة اللسان، ثم في خط البنان.
كما أن الصواب وضع علامة الوقف على بسملة الأربع الزهر لتدل على أنها موقوفة في اللفظ؛ لأن الدليل الخطي على أمارة الحكم اللفظي، وفي ذلك دفع توهم السكت على البسملة، ولا قائل به، وأنها لم يلحقها الهبطي وغيره ممن ألف الوقف من المالكية في وقفهم؛ لأنهم وضعوا الوقف على ألفاظ القرءان، والبسملة عندهم ليست من القرءان
