مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

عبد الله بن ياسين الجزولي

إعداد: دة. أمينة مزيغة

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل

 عبد الله بن ياسين الجزولي ذو الأنباء العظيمة والقصص الغريبة القائم بدعوة المرابطين المزين لدولتهم، كان من طلبة واكاك بن زلوي اللمطي في داره التي بناها بسوس للعلم والخير، وسماها دار المرابطين إلى أن مر به رجل من جدالة فرغب إلى واكاك أن يوجه معه رجلا من طلبته ليعلم قومه العلم، فوجه معه عبد الله بن ياسين، كان فقيهًا شديد الورع غزير العلم والغيرة على تعاليم دين الإسلام موصوفا بالعلم والخير، وكان فوق ذلك خطيبًا موهوبًا قوي التأثير يجيد اللغة العربية والبربرية أيضًا، فأظهر الإيمان هناك، وخرج عن جدالة إلى لمتونة، فقام بأمرهم قبل أيام تاشفين بن عمر، وقبل أيام يحيى بن عمر وهو الذي سماه بأمير المسلمين وأول من تسمى منهم بذلك، وأنفذ حدوده في أميرهم فمن دونه، والكل له مطيع، وسيرته في أموره هناك وتعزيزاته معروفة ومحفوظة، يثابر عليها مشيخة المرابطين، ويحفظون من فتاويه وأجوبته ما لا يعدلون عنه.

واستقامت للمرابطين بلاد الصحراء بجملتها وما وراءها من بلاد مصامدة وسوس بعد حروب كثيرة، فهو المقيم لدولة عظمى على أنقاض دول كثيرة متلاشية بالمغرب، كما يعتبر مجدد الإسلام في إفريقيا الشمالية، ومنها وصل إلى الأندلس، وعنه انتشر النور بعد الظلمة التي أحاطت بهذه الأقطار، وأدخل الحضارة والحياة الإسلامية العربية إلى سكان القفار، وكون وحدة أماطت الذل والشقاق.

كان الرجل من أفضل علماء المغرب الأقصى، فكان ناشر المذهب المالكي وأكثرهم تمسكا بالدين وقياما بالحق والأمر بالمعروف، وعلى يديه تم إسلام الصحراء والسودان، والذي أشار على لمتونة به هو شيخه أبو عمران الفاسي.

توفي سيدي عبد الله بن ياسين مجاهدا في البرغواطيين سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ودفن بكريفلة قرب الرباط.

من مصادر ومراجع الترجمة:

الفكر السامي 546 رقم الترجمة:569.

ترتيب المدارك وتقريب المسالك 3/592 الترجمة رقم: 1403.

جمهرة فقهاء المالكية 2/778 الترجمة رقم:719.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق