الرابطة المحمدية للعلماء

طموح مغربي” يقدم رؤية واضحة حول التطور الذي عرفته المملكة”

في الوقت ذاته هو محاولة للدفع بالدينامية التي تعرفها المملكة

أكد مجموعة من المساهمين في كتاب “طموح مغربي” أن هذا العمل يقدم رؤية واضحة حول عشر سنوات من الإصلاحات التي تمت على عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو في الوقت ذاته محاولة لتصحيح، وبالموضوعية التي تميز الأكاديميين، مكامن الخلل بهدف الدفع بالدينامية التي تعرفها المملكة. وأكد هؤلاء الجامعيون والخبراء، أن هذا المؤلف يعد دراسة مستقلة ونقدية من قبل نخبة تمثل المجتمع المدني، حول التطورات التي شهدتها المملكة خلال السنوات العشر الأخيرة.

وفي هذا السياق، اعتبر السيد إدريس العلوي لمدغري أستاذ جامعي ورئيس الجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي والذي صدر عن دار النشر “الكتبية” تحت إشراف الجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي، خلال جلسة المناقشة التي أعقبت تقديم هذا الكتاب الذي يقع في 224 صفحة من الحجم المتوسط، أن “المؤلف يقدم قراءة تحليلية لمختلف الأنشطة الوطنية وللإصلاحات والأوراش التي شهدتها البلاد خلال العقد الأخير”.

وأكد السيد لمدغري أن الأمر يتعلق بتشخيص قام به كتاب من آفاق مختلفة لإبراز الدينامية الاقتصادية والسياسية والثقافية التي يشهدها المغرب منذ 1999، تاريخ جلوس صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، وذلك للمساهمة في نقاش حول المجتمع المغربي الجديد الآخذ في التشكل. ومن جهته، قال السيد عبد المالك العلوي منسق هذا العمل، الذي أملاه هاجس تفعيل مناقشة الأفكار، يعد مساهمة، وبرؤية نقدية، لفهم الواقع المغربي من خلال الابتعاد عن الكليشيهات وتجنب السقوط في السجال.

وأكد السيد إدريس الكراوي، وهو أحد المساهمين في هذا العمل الجماعي، أن هذا الكتاب يقدم نظرة نقدية ومستقلة على الوضعية الحالية للمغرب، “ويؤكد على ما هو إيجابي ويضع الأصبع بكل موضوعية وصدق” على ما يجب تحسينه وإصلاحه من أجل التقدم إلى الأمام لما فيه مصلحة الجميع.

وأضاف السيد الكراوي أن التحدث بمثل هذه اللغة، هو في حد ذاته دليل على التحول الذي يعرفه المغرب، مبرزا الإرادة السياسية القوية للمغرب الرامية إلى مواجهة هذه الاختيارات على اعتبار المغرب بلدا ديموقراطيا عصريا ومتضامنا. وأبرز السيد أندري بويير، أن علامات التغيير والتطور عديدة ويمكن ملاحظتها على مختلف المستويات، خاصة الاقتصادية، مشيرا إلى أن المغرب قطع مسارا إيجابيا، ولكن يتعين عليه حل بعض الإشكالات التي لا زالت عالقة، خاصة في الميدانين الاقتصادي والتربوي وإيجاد توازن بين المحافظة على حضارته وانفتاحه على العالم.

ساهم في هذا الكتاب كل من إدريس العلوي المدغري، وعبد المالك العلوي، وإدريس الكراوي وأحمد أزيرار، وأندري بوير، وعمار الإدريسي، والعربي الحارثي، ووديع القاسمي، وعبد الفتاح رشدي، وحميد الصنهاجي، وماري ك. ويد (التي توفيت في 2009).

ويتضمن الكتاب أربعة فصول تهم “مجتمع مغربي جديد”، و”ملكية القرب”، و”نحو اقتصاد مختلط”، و”الذكاء الترابي”. ويتحدث الفصل الأول عن حرية المعتقد، والدين المتجذر، والقراءة الصارمة للماضي، والنهوض بالمرأة، واحترام الهوية.

وفيما خصص الفصل الثاني للحديث عن إعادة بناء الحقل السياسي، ومحاربة الإقصاء، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتوسيع مفهوم الحريات، وتعبئة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمفهوم الجديد للسلطة. أما الفصل الثالث، المرتبط بالاقتصاد المختلط، فيتطرق إلى النمو المحقق، والدينامية المبرمجة، والمغرب الاقتصادي، والاختيار بين النمو والتنمية.

ويهم الشق المخصص للذكاء الترابي، على الخصوص، والحديث عن الأقاليم الجنوبية، وأقاليم الشمال، والانفتاح على الفضاء المتوسطي، وتنمية الشرق. وتسعى الجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي، وهي منظمة غير حكومية تأسست في 2006، عبر هذا العمل إلى “المساهمة في توضيح النقاش حول التنمية والرهانات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تميز “مجتمعا مغربيا جديدا في طريقه إلى البروز”.

وأعلنت الجمعية أن مؤلفا أكاديميا “ذا قيمة مادية موسعة، يتضمن جزءا أنثربولوجيا موسعا، سيصدر نهاية السنة”، مبرزة أنه سيتم أيضا في سنة 2010 إصدار عمل تحليلي يعالج وقائع وحقائق سنة بكاملها، ويمهد لإصدارات سنوية منتظمة.

(عن و.م.ع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق