مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

اسمها ونسبها وولادتها:

هي الصّحابية الجليلة، زينب بنت سيّد ولد آدم، رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمّها خديجةُ بنتُ خُويلد بن أسَد بن عبد العزى بن قصي، وكانت زينب أكبر بناته صلى الله عليه وسلم، لذلك تلقّب بزينب الكبرى تمييزاً بينها وبين زينب بنت فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والتي تعرف بزينب الصّغرى.

 وزينب الكبرى أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلّم، من جهة الإناث، وإلاّ فهي ثاني أبنائه إطلاقاً، ولدت بعد القاسم الذي يكنّى به النّبيّ صلى الله عليه وسلّم[1].

وهي أوّل من تزوج منهن، ولدت قبل البعثة بمدة، قيل: إنها عشر سنين، وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمّه هالة بنت خويلد[2].

هجرتها وقصّة زواجها :

أخرج ابن سعد بسند صحيح[3] عن الشعبي، قال: هاجرت زينب مع أبيها، وأبى زوجها أبو العاص قبل أن يسلم، فلم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما.

وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها، وأسروا ناسا منهم أبو العاص، فدخل على زينب فأجارته، فذكر نحو هذه القصة، وزاد: وقد أجرنا من أجارت، فسألته زينب أن يرد عليه ما أخذ عنه، ففعل، وأمرها ألا يقربها.

ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع، فرد عليه زينب بالنكاح الأول[4].

وعن عائشة، أن أبا العاص بن الربيع كان فيمن شهد بدراً مع المشركين، فأسره عبدالله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل مكة في فداء أُساراهم قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع، وبعثت معه زينب بنت رسول الله وهي يومئذ بمكة بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد من جَزْعِ ظَفَارِ، -وظفار جبل باليمن- وكانت خديجة بنت خويلد أدخلتها بتلك القلادة على أبي العاص بن الربيع حين بنى بها، فبعثت بها في فداء زوجها أبي العاص فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم القلادة عرفها ورقّ لها وذكر خديجة وترحّم عليها وقال: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا إليها متاعها فعلتم»، قالوا: نعم يا رسول الله. فأطلقوا أبا العاص بن الرّبيع، وردّوا على زينب قلادتها، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص أن يخلي سبيلها إليه، فوعده ذلك ففعل.

قال محمد بن عمر: وهذا أثبت عندنا من رواية من روى أن زينب هاجرت مع أبيها صلى الله عليه وسلم.

  وروى ابن سعد في الطبقات، عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن معروف بن الخربوذ المكي قال: خرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام، فذكر امرأته زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يقول: [البسيط]

ذكرت زينب لما وَرّكت إرَما *** فقلتُ: سُقيا لشخص يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صالحة **وكل بعل سيثني بالذي عَلِمَـا

قال محمد بن عمر: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ذممنا صهر أبي العاص»[5].

أبناؤها:

ولَدت زينب لأبي العاص عليّاً وأُمامة (امرأة)، فتوفي عليّ وهو صغير، وبقيت أمامة فتزوجها عليّ بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم[6].

وفاتها ومقبرها:

توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول سنة ثمان من الهجرة، وكانت أم أيمن، وسودة بنت زمعة وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ممن غسلها[7].

وعن حفصة عن أم عطية قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا، واجعلن في الخامسة كافورا أو شيئا من كافور، وإذا غَسَلْتُنَّها فأعلمنني» فلما غسلناها أعلمناه، فأعطانا حَقْوَهُ، فقال: أشْعِرْنَها إيّاه[8].

————————————————————————————-

[1]  الطبقات الكبرى لابن سعد: 8/30.

[2]  الإصابة: 8/151.

[3]  قاله ابن حجر؛ الإصابة: 8/151.

[4]  نفسه: 8/151.

[5]  الطبقات الكبرى لابن سعد: 8/31.

[6]  نفسه:8/31.

[7]  نفسه: 8/34.

[8]  نفسه: 8/34.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق