الرابطة المحمدية للعلماء

“رحلة إلى مكة”.. يرصد رحلة ابن بطوطة لأداء فريضة الحج

ويشرح مناسك الحج لغير المسلمين في الغرب

بعد 700 عام من وفاته لا يزال العالم المسلم ابن بطوطة يجول العالم من خلال الفيلم الوثائقي العالمي “رحلة إلى مكة” الذي يرصد رحلته لأداء فريضة الحج. ويتناول الفيلم على مدى 45 دقيقة، أحداث رحلة الرحالة العربي المسلم ابن بطوطة الذي يروي الأحداث التي وقعت خلال هذه الرحلة التي بدأت عام 703 هـ من مسقط رأسه في طنجة بالمغرب العربي إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وتمزج الحقبة التاريخية التي يمثلها ابن بطوطة مع مشاهد حقيقية من موسم الحج عام 2007.

ويتناول الفيلم رسالة الحج لدى المسلمين، ودور الحج كأكبر تجمع بشري في إزالة الفوارق بين البشر. الفيلم تم إنتاجه بتمويل من القطاع الخاص، وكما يقول عبد الرحمن الزامل، أحد ممولي الفيلم، يتطرق الفيلم للجانب النفسي والتصميم لدى المسلمين على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام رغم الصعاب والأهوال التي تعترض طريقهم إلى مكة.

كما يشرح لغير المسلمين ما يمثله الحج لدى المسلمين من قيمة معنوية كبيرة تجعلهم يتلهفون كل عام للوصول إلى المشاعر المقدسة. كما يشرح لغير المسلم معنى المناسك ودورها القيم في الدين لدى المسلمين مثل الطوافة والوقوف على جبل الرحمة في عرفات ورمي الجمار، تنتقل الصورة فيها بين الماضي البعيد الذي يمثله ابن بطوطة وبين الحاضر، بصوت ابن بطوطة الذي يأخذ صفة الراوي للأحداث، في إشارة إلى ثبات القيم السامية للحج على مر الزمان.

وأوضح دومينيك كاننجهام ريد كبير منتجي الفيلم في برنامج “إم بي سي في أسبوع” الخميس 4-2-2010 إن الفيلم الوثائقي العالمي الذي يشرح مناسك الحج لغير المسلمين ومازال يحظى بإقبال شديد منذ عرضه قبل نحو شهرين واجه العديد من التحديات أثناء تصويره، مضيفا: “بالنسبة لي فإن أكبر تحد هو أن أقوم بتصوير الفيلم في السعودية”.

ويقول القائمون على هذا العمل الوثائقي إنه يهدف إلى شرح مناسك الحج لغير المسلمين وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين في الغرب. ويشير كاننجهام بذلك إلى انتظار فريق العمل نحو عامين ونصف لتصوير 10 دقائق من الفيلم، قبل أن يحصل على إذن من السلطات السعودية التي سمحت للمرة الأولى بتصوير الحجاج عن قرب وهم يطوفون حول الكعبة المشرفة، ويؤدون مناسك فريضة الحج.

ولفت كاننجهام إلى أنه من ضمن التحديات التي واجهتهم هي جمع ألف ناقة لتصوير أحد المشاهد، وبناء مجسم للكعبة في صحراء المغرب تعود بالمشاهد إلى القرن الرابع عشر الهجري. وقال حسام تشاس أحد أبطال الفيلم إن “الصورة العربية ملوثة بصور الإرهاب.. وهو أمر يخالف الواقع، لذا فإن تصوير هذا الفيلم يعطي صورة أفضل عن الإسلام”. من جانبه قال الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدى واشنطن: “آمل أن يحقق هذا الفيلم الغاية منه وهو تثقيف الناس، خاصة أنه يوضح لغير المسلمين معنى الحج”.

وعرض فيلم “رحلة إلى مكة” الذي ضم فريق تصوير مكونا من 85 شخصا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي يناير الماضي، وتجاوزت ميزانيته 13 مليون دولار، بينما استغرق تصويره ما يزيد على أربع سنوات.

وتدور قصة الفيلم عن رحلة العالم المسلم ابن بطوطة الذي غادر مدينة طنجة المغربية عام 1325م متوجها إلى مدينة مكة المكرمة بالسعودية، في رحلة يقطع خلالها 3000 ميل باتجاه الشرق؛ حيث يلتقي خلال رحلته الطويلة بقاطع طريق غريب يصبح في نهاية المطاف صديقه وحاميه.

ويسرد الفيلم حياة أشهر رحالة عربي وهو ابن بطوطة الذي وصل إلى الصين والهند ولم يعد إلى مسقط رأسه في مدينة طنجة إلا بعد 30 عاما من الترحال، وكتب عنها قائلا في إحدى كتبه “إنها مكة والطريق إليها طويل ولكن لا بد لي منذ ذلك.. هي رحلة سلكها آلاف ممن سلف وسيتبعهم آخرون”.

وقطع ابن بطوطة 3 آلاف ميل على ظهر الخيل والإبل ومشيا على الأقدام وهو في سن الواحدة والعشرين، ليحقق رؤية رآها في حلمه وهي القيام برحلة العمر (الحج). ويأخذ الفيلم المشاهد في رحلة روحانية لمناسك الحج التي يجهلها كثيرون في الغرب، ويذكر المسلمين بشخصية إسلامية مثل ابن بطوطة الذي امتدت رحلاته إلى 3 أضعاف رحلات الرحالة الغربي ماركو بولو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق