قال الشيخ الفقيه الحافظ الناقد القاضي أبو الفضل عياض رحمه الله تعالى ورضي عنه:
"ربما حضر المجلس الصبي الذي لم يفهم بعد عامة كلام أمه، ولا استقل بالميز والكلام لما يعنيه من أمره فيعتقدون سماعه سماعا لا سيما إذا وفى أربعة أعوام من عمره، ويحتجون في ذلك بحديث محمود بن الربيع وقوله: عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن أربع سنين، وروي ابن خمس، وليس في عقله هذه المجة على عقله لكل شيء حجة، ثم إذا أكمل سماع الكتاب على الشيخ كتب سماع هذا الصبي في أصله أو كتبه له الشيخ في كتاب أبيه أو غيره، ليشهد له ذلك بصحة السماع في مستأنف عمره، وأكثر سماعات الناس في عصرنا وكثير من الزمان قبله بهذه السبيل، ولهذا ما حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن عتاب بلفظه رحمه الله وغيره عن الفقيه أبي عبد الله أبيه أنه كان يقول لا غنى في السماع عن الإجازة لهذه العلل والمسامحة المستجازة ".
مشارق الأنوار على صحاح الآثار في شرح غريب الحديث
الموطأ والبخاري ومسلم، للقاضي عياض.
الطبعة الأولى 1423هـ - 2002م، دار الكتب العلمية، 1/12.