مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

تكامل التدين

يعتبر مبدأ التكامل من المبادئ الحاضرة بقوة في تدبرات علماء الإسلام وأنظارهم، فنجد العلامة الطيب بن كيران يقرر أن كمال تدين المكلف لا يستقيم إلا على جهة الجمع بين ما تقتضيه مراتب الدين الثلاثة المتضمنة في حديث جبريل، وأن المعارف الدينية المتنزلة على مقتضى هذه المراتب جاءت محققة لتكامل العلم الشرعي المؤسس لتكامل التدين، قال مقررا هذا المعنى:

 «اعلم أن الدين الذي شرف الله تعالى به المصطفين من عباده، دل عليه قوله تعالى: ﴿ثم أًَورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ﴾، إيمان وإسلام وإحسان؛ لقول النبي ﷺ بعد أن بين جبريل عليه السلام الأقسام الثلاثة: (هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم). قال أبو عبد الله البخاري: فجعل ذلك كله دينا.

 وكما يطلب العبد بالتصديق بالله ورسله وبما جاؤوا به عن الله، وهو المسمى بالإيمان، وبالأعمال المتعبد بها قولية وفعلية ومركبة منهما كالصلاة، بدنية ومالية ومركبة منهما كالحج والجهاد، وهو المسمى بالإسلام، يطلب أيضا بالآداب بالعبد بين يدي مولاه سبحانه وتعالى، وهي أخلاقه ﷺ التي كان يتخلق بها مع الخالق تعالى ومخلوقاته، حتى قال تعالى: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم†﴾.

والعلم المتكفل ببيان المعتقدات هو علم أصول الدين، والعلم المتكفل ببيان العمليات هو علم الفقه، والعلم المتكفل ببيان الآداب هو علم التصوف، فلا غنى للمكلف عن هذه العلوم الثلاثة، ولا يكمل دين العبد إلا بالجري على مقتضاها».

شرح العلامة ابن كيران على الحكم العطائية

مخطوط الخزانة الحسنية رقم791 لوحة 2/أ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق