مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكأعلام

أبو الحسن علي بن عبد السلام الدسولي

إعداد: دة/ أسماء المصمودي

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل: 

علي بن عبد السلام بن علي السبراري الورطناجي التسولي نسبة إلى قرية سبرارة من مجموعة بني ورطناج بقبيلة التسول، وهي منطقة بدوية تقع قرب مدينة فاس. يلقب بمديدش، ولا يزال أفراد عائلته بالبادية يحملون هذا اللقب وكذلك أحفاده بمدينة فاس. نشأ بفاس، فقد تلقى تعليمه الأولي في كتاب القرية، ثم انتقل إلى مدينة فاس لإتمام دراسته بجامع القرويين وهو أهم مركز علمي في المغرب آنذاك. وبعد حصوله على الإجازة انتقل إلى وظيفة التدريس بجامع القرويين بفاس وبالجامع الكبير بتطوان، وهي وظيفة ظل محافظا عليها إلى جانب تعاطيه للإفتاء وحتى في الفترات التي تقلد فيها منصب القضاء.

 كان رحمه الله فقيها مشاركا مطلعا، له اليد الطولى في علم النوازل والأحكام، موصوفا بالخير والصلاح في الدين زاهدا ورعا، ولي قضاء الجماعة بفاس في شعبان سنة 1247 هـ فحمدت سيرته، وأحسن الناس الثناء عليه، ثم أعفي منه في عام الخمسين ثم وليه مرة أخرى بتطوان، ثم أقيل منه ورجع إلى فاس.

 أخذ عن شيخين كبيرين هما: الشيخ محمد بن إبراهيم الدكالي، وقد ذكرت المصادر أنه عمدة الفقيه التسولي في الفقه، وأنه كان يلازمه ملازمة الظل للشخص، فكان يأتيه عند صلاة الصبح ولا يذهب إلا في صلاة العشاء، والفقيه يذكره في مؤلفاته بإعظام وتقدير، و الشيخ حمدون بن الحاج الذي عرف بتضلعه في التفسير والشعر والتصوف.

 و قد أخذ عن الفقيه تلاميذ منهم: الشيخ علي قصارة والشيخ أحمد المرنيسي وغيرهما. 

 اشتغل الفقيه التسولي رحمه الله  بالتجارة في السلاح والعمل الفلاحي حيث أن صلته بأرضه في البادية لم تنقطع، وفي سنة 1231هـ، اتصل الفقيه ـ الذي  تمتع بشهرة فقهية لا يستهان بها في هذه المرحلة من حياته ـ بالسلطان سليمان،  الذي كلفه بإتمام شرح شامل بهرام، وقد حثه على إتمامه السلطان عبد الرحمن بعد وفاة السلطان سليمان. كما توطدت علاقته بالسلطان عبد الرحمن، عندما كتب الفقيه فتواه التي أجاز فيها للسلطان قبول بيعة أهل الجزائر لما وفدوا عليه طالبين منه ذلك بفاس. كما كلف الفقيه من طرفه في نفس السنة التي أعفي فيها من قضاء تطوان بالإجابة عن الأسئلة التي بعثها الأمير عبد القادر الجزائري، كما شارك في الإفتاء حول قضية إنشاء حمام لليهود بمدينة فاس.

كان الرجل مشتغل القلب بحب العلم، زاهدا في غيره من أمور الدنيا، ولم يترك بعد مماته إلا منزلا واحدا كان يسكنه، وخزانة كتبه وضعها قبل موته بخزانة القرويين.

يقول فيه صاحب السلوة: كان موصوفا بالخير والدين والزهد والورع واليقين.
 ألف رحمه الله تآليف عديدة منها:

ـ  شرح مختصر الشيخ بهرام في عدة أسفار.

ـ البهجة وهو شرح لتحفة الحكام لابن عاصم في مجلدين.

ـ شرح الشامل في عدة مجلدات.

ـ حاشية على شرح التاودي للامية الزقاق.

ـ النوازل في سفرين.

كما جمع وثائق الزياتي ورتبها أحسن ترتيب، وله فتاوى وتقاييد.

توفي صبيحة يوم السبت عاشر شوال الأبرك عام 1258هـ،  وصلي عليه بعد صلاة العصر بالقرويين، ودفن بزاوية أهل وزان بالشرشور بدرب الزواهر المنعطف من جامع الحمرا للدرب العامر الأول، يسار الداخل للدرب المذكور .

 

من مصادر ترجتمه: 

ـ شجرة النور الزكية، ج.1، ص. 567 ـ 568.

ـ السلوة، ج.1، ص. 266 .

ـ الفكر السامي، ص.629 .

ـ الأعلام، ج.4، ص.699.

ـ إتحاف المطالع، ج.1، ص.172

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق