مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلاميةعن المراكز

تعريف بمركز ابن البنا

فريق عمل مركز ابن البنا المراكشي للبحوث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامة

  • الدكتور جمال بامي: رئيس مركز ابن البنا المراكشي
  • عبد العزيز النقر: باحث بمركز ابن البنا المراكشي
  • زيدان عبد الغني: باحث بمركز ابن البنا المراكشي
  • غزلان فحاصى: تقنية خاصة بأمور مركز ابن البنا المراكشي

دواعي التأسيس

 1.  انحلال نظام المعرفة والحاجة إلى تاريخ العلوم

يعاني نظام المعرفة والحاجة إلى تحت تأثير نظرية العلم الكلاسيكية في بلاد الغرب، فصاما بين “الدراسات الأدبية”التي أدخلت “العلوم الشرعية” تحتها، و”الدراسات الأدبية” التي انحسرت في المجالين الرياضي والطبيعي وما يتفرع عنهما. وبقي المجال الإنساني، ممزقا بين الفريقين، لا إلى هؤلاء ولا هؤلاء، ينتظر من القائمين على العلوم الطبيعية أن يمنحوه الاعتراف، بينما لما يوقف رجاله عن الاستفادة من الدراسات الأدبية بأنواعها.

وقد أضحت الحاجة ملحة اليوم. ليتصالح أهل الفقه بالدراسات الأدبية مع تاريخهم. ويدركوا أن فقههم الشرعي لم يكن يوما مستغنيا عن علوم الرياضة والطبيعة. وأن مفهوم الشرع أوسع من الحدود التي باتت ترسم له.

كما أن الحاجة نفسها تمس إلى أن يجدد أهل الدراسات العلمية الرياضية والطبيعية الصلة مع سالف أيامهم. ويستبصروا أن بحثهم العلمي لم ينبت خارج العقلانية الشرعية. وأن العلم أرحب مما بات يفرض عليه من نطاقات.

ويعاني العقل العلمي والفكر المنهجي لدى المسلمين اليوم من فصام ثان بين حفظ المباني الصماء. المسلوخة من تاريخها المنثورة سردا على الأسماع وبين درك المعاني اللطيفة الحية. وفهم السياقات الموجهة. والمشكلات العالقة. والبحث عن قواعد المنهج قبل السؤال الجامد عن المخرج. والتحري في النقل، والتصفح في الحس، وحسن الاستنباط. والمبالغة في الاستبصار والاعتبار… وغير ذلك مما يكشف عنه البحث في تاريخ العلوم من سمات.

ويروم المركز مواكبة طلبة العلم والباحثين لتسيير سبل استلهام تاريخنا العلمي أممامهم، في أفق إدراك أن القدرات الإنسانية تتكامل ولا تتنافر، وتتعارف ولا تتناكر، وتتقارب ولا تتدابر. وان العلم ـ كشأنه في كل حضارة ـ لم يكن مفصولا عن الاعتقاد، وأن أسلافنا كانوا يعترون النظريات العلمية جبالا من الجليد، تخفي من الحقائق بقدر ما تخفيه من الأخطاء التي تستحق المراجعة. وأن العلماء كان لهم قلد يجمعهم، وبراديغمات توحدهم، فيها مفاهيم يبنونها، ومصطلحات يتداولونها، ومناهج يسلكونها، وقواعد بحثية يحترمونها، فلما انحل ذلك البناء العقلي توقف البحث المؤثر الفاعل في نهضة الأمة، وجمد العقل المجتهد، وتحول الإبداع إلى تكرار جفت معه ينابيع الفطنة. فتصحرت بسبب من ذلك جل مجالات البحث العلمي.

وهذا غيض من فيض يمكن تعلمه من البحث في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية.

إن تاريخ العلوم قد لا يراه البعض إلا عملا وصفيا للإنتاجات العلمية الماضي، ولكننا في مركز ابن البنا نراه عملا أكبر من ذلك: فهو عن فقه العلوم (الأبستمولوجيا) يصدر من مباحثه يستفيد. من ثم، فهو رصد وصفي للإسهامات العلمية للعلماء في المراحل العلمية المختلفة، وتعريف بها، مما يستدعي نفض الغبار عن متون التراث العلمي المخطوط، ودراسته الدراسة العلمية الدقيقة، ومراجعة المطبوع مراجعة نقدية فاحصة، وتكوين مكتبة شاملة تحصر الإنتاج العلمي التراثي مخطوطا ومطبوعا، ورقيا ورقميا، ثم هو بعد ذلك عمل تحليلي ونقدي لموضوعات العلوم ومناهجها ونماذجها النظرية في كل مرحلة من مراحل العلم المقصودة بالدراسة، اعتمادا على تلك المتون. إنه يستهدف أيضا الكشف عن خصائص العقلية التي تبدع المفاهيم، وتطور المناهج وتبني النظريات العلمية، وتستكشف البناء المفهومي الذي يشتغل به العلم، والجهاز المصطلحي الذي يتكلم به، وتفتح به أبوابه.

لذلك فالحاجة إلى ” تاريخ العلوم” هي حاجة حضارية لأنها شرط في تجديد العلم في الأمة، وباب ضروري إلى نهضتها وظهورها على العالم. وإن تأسيس مركز لتاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية لهو خطوة ضرورية في سبيل إنجاز شيء من ذلك.

2.  حاجة تاريخ العلوم إلى المادة العلمية الإسلامية.

إن البحث في تاريخ العلوم ظل يركز على إسهامات العلوم الرياضية والطبيعية وفلسفتها في بلاد الغرب، فحصل بسبب ذلك تراكم علمي للدراسات في هذه الموضوعات منذ بداية هذه البحوث في القرن التاسع عشر، ولكنه أهمل أو كاد المادة العلمية الثرة التي أبدعها حضارات أخرى كحضارة المسلمين، فاتسمت رؤيته العلمية بهذا الصدد بالمحدودية.

لذلك فالحاجة إلى “تاريخ العلوم” حاجة علمية كونية. لأنها تمكن من تجديد البحث العلمي في مجال يعتبر اليوم من أخصب المجالات العلمية وأكثرها امتدادا في تخصصات علمية متعددة، وأقدرها في تجسير التخصصات المتباينة، وتوسيع دائرة الحوار العلمي الفاعل بين علماء القارات المختلفة. وغن تأسيس مركز لتاريخ – العلوم في الحضارة الإسلامية في غرب العالم الإسلامي جاء استجابة لهذا التوق.

الأهداف والوسائل

من خلال تكلم الدواعي التأسيسية: تبرز مجموعة من الأهداف العلمية والحضارية التي يأمل مركز تاريخ العلوم أن يسهر على تحقيقها:

– الكشف عن فلسفة العلوم الدقيقة عند العرب والمسلمين، وبيان علاقتها وتكاملها مع العلوم المجاورة لها في المجال العربي الإسلامي وخارجه.

– توسيع مجال البحث الإبستمولوجي والتاريخي ليشمل كل العلوم بما في ذلك العلوم النقلية. ووصل ما انقطع بين ما سمي بالعلوم الشرعية وما سمي بالعلوم المادية.

– إعداد الاعتبار لتراث العرب والمسلمين في مجال العلوم الدقيقة والتعريف بالإضافات العلمية التي أغنت تاريخ هذه العلوم، خاصة ما ألف في منطقة الغرب الإسلامي.

– إنشاء بنك للمعلومات والوثائق المتعلقة بتاريخ العلوم لتسهيل وصول المعلومة إلى الباحثين المتخصصين.

– تجميع جهود الباحثين في تاريخ العلوم في المغرب وخارجه، وتسهيل التنسيق بينهم…

ولتذليل سبل الوصول إلى هذه الأهداف سيتوصل المركز بمجموعة من الوسائل، من أهمها :

– عقد شراكات علمية من المراكز والمعاهد المختصة في تاريخ العلوم في العالم، لتبادل المعلومات والوثائق، والخبرات.

– تنظيم دورات تكوينية لفائدة الطلبة والباحثين لتعميق معرفتهم بمجال تاريخ العلوم.

– إصدار دورية علمية متخصصة في تاريخ العلوم.

– إنشاء موقع إلكتروني يعرف بالمركز وأهدافه وأنشطته، ويكون صلة وصل بين المتخصصين في هذا المجال.

– نشر البحوث والدراسات والأطروحات الأكاديمية التي تخدم أهداف المركز، وترجمة الأعمال المهمة في ميدان تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق