مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

تطوان تحتضن دورة تكوينية في مجال “الكوديكولوجيا وعلم التحقيق” بمشاركة رئيس مركز أبي الحسن الأشعري

 

بمناسبة انعقاد الدورة
التكوينية السادسة في مجال “الكوديكولوجيا وعلم التحقيق” بمدينة تطوان
يومي السبت والأحد ـ 19 و20 يناير 2019 ـ والمنظمة من طرف “مركز تكامل
المعارف للدراسات” و”المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة” بالمركز
الثقافي بمدينة تطوان، شارك الدكتور “جمال علال البختي” (رئيس مركز أبي
الحسن الأشعري التابع للرابطة المحمدية للعلماء) بتسيير جلستيها
العلميتين، حيث قدم في البداية لمؤطري هذه الدورة وهم ثلة من الخبراء في
مجال تاريخ الخزانات العلمية بالمغرب وعلم الكوديكولوجيا، وبين في نفس
الآن اعتزازه بالهيئات المشرفة على تنظيم هذه الدورة التكوينية التي
سيستفيد منها عدد غير قليل من الباحثين والطلبة المدعوين إلى النبش في
المكتبات العامة والخاصة عن الكنوز المعرفية لرفع الاهتضام الذي تعاني
منه المخطوطات العربية في شتى المعارف والفنون بمختلف المكتبات والخزائن
العامة والخاصة.
وقبل انطلاق هذه
الجلسات تقدم المنظمون بتقديم كلمات الترحيب والتأطير وهم على التوالي؛
المدير الإقليمي لوزارة الثقافة الأستاذ “أحمد يعلاوي” والأستاذ “عبد
الإله لغزاوي” باسم مؤطري هذه الدورة، ورئيس مركز تكامل المعارف
للدراسات الأستاذ “أيوب بن حكيم” وأخيرا الأستاذ “علي اغصاي”ممثلا
للباحثين المستفيدين.
وهكذا ابتدأت المداخلات
العلمية للجلسة الأولى التي كان محورها: (تاريخ الخزائن وأهميتها)
بمداخلة الأستاذ “عبد الإله لغزاوي” (أستاذ بجامعة محمد الخامس) عرف في
بدايتها بتاريخ الخزائن بالمغرب منذ فجر تاريخه، معددا أسماءها كالخزانة
الكبرى لحاكم وليلي وخزانة يحيى الرابع في فترة حكم الأدارسة وخزانة
الأمير يوسف بن تاشفين المرابطي ويعقوب المنصور الموحدي وابن زيدان
وخزانة القرويين، وغيرها من خزائن المساجد الكبرى والزوايا العامرة
والخزانات الخاصة بمختلف المدن المغربية، ثم قدم المتدخل لمحة عن تاريخ
المؤلفات التي اهتمت بفهرسة هذه الخزائن والمكتبات. وأعقبتها مداخلة
ثانية للأستاذ “خالد السباعي” (مدير دار الحديث الكتانية) عرف فيها
بكتابه الصادر مؤخرا بعنوان (تاريخ المكتبة الكتانية) لمالكها الإمام
عبد الحي الكتاني، فبين أن الكتاب عبارة عن دراسة مُتخصِّصة ومُعمَّقة
في مكتبة الكتَّانِي، تتترجم لطور بنائها وتأسيسها، ومنهجية تنظيمها،
وطُرق ووسائل جمعها والبلدان والمُدن التي تزوَّدت منها المكتبة، وما
أسهمت به هذا المكتبة وكُتُبها في حفظ تاريخ وهويَّة المغرب الإسلامية،
موضحا أن صاحبها فتحها في وجه طُلَّاب المعارف، فكانت من أعظم وأفخم
الخزانات الإسلامِيَّة الخاصة في عصره. ثم تقدم الأستاذ “عبد العزيز
الساوري” (إطار بوزارة الثقافة) بعرض ـ هو في أصله مداخلة كان قد أعدها
للمشاركة في الاحتفاء بالعلامة محمد بنشريفة (رحمه الله) قبيل وفاته ـ
بين فيه جملة من نوادر المخطوطات الأندلسية ـ وخص بالذكر تلك
المتعلقة  بالأعمال الكاملة لأبي المطرف بن عميرة المخزومي،
عارضا لمجموعة من المخطوطات والنوادر التي ظهرت مؤخرا بالجزائر تؤرخ
لفترة ملوك الطوائف الثلاث بالأندلس.
أما الجلسة العلمية
الثانية والتي كان محورها: (تجارب في التحقيق) فقد استهلها الأستاذ
“محمد السرار” (رئيس مركز ابن القطان بالعرائش) بمداخلة عرض فيها لفهارس
مخطوطات الخزائن المغربية المطبوعة مقدما تعريفا عاما بها وبأنواعها
باعتبارها مفتاحا من مفاتيح البحث للمهتمين بمجال التحقيق
والكوديكولوجيا، ليتوقف بعد ذلك بالبيان والتعليل عند  أهم
الإشكالات التي تعترض الباحثين في التعامل مع هذه الفهارس والكشافات. ثم
تدخل الأستاذ “محمد مفتاح” (من كلية الآداب بتطوان) معرفا بفن التحقيق
وعارضا للشروط التي يجب أن يتحلى بها أي محقق، ومتخذا من التحقيقات
الثلاث لكتاب “السحر والشعر” لابن الخطيب نموذجا لأنواع التحقيق في مجال
النص الأدبي ما بين الرديء منها والمليح، ومثنيا على التوجه المعاصر
للتحقيق الجامع بين الكوديكولوجيا وصورة الكتاب أو علم الكتاب الجمالي،
وهي نظرة جديدة في هذا الباب. فيما كانت المداخلة الأخيرة للأستاذ “محمد
أملح” (من المديرية الإقليمية للتعليم بتطوان) منصبة على موضوع طرر
المخطوط المغربي متخذا من كتاب “العصيدة الشافية البنفسجية على القصيدة
الوافية الخزرجية في العروض والقوافي” للبطاوري الرباطي نموذجا، معددا
لهذه الطرر التي لا تخرج عن أنواع عددها كالتالي: (طرة العنوان والتخريج
والتصوير والاستدراك والترجمة والشرح والتفسير والاستشهاد والتمثيل وطرة
الفوائد)، ومستشهدا على كل واحدة منها بنماذج من الكتاب
المذكور.
هذا وقد شملت الدورة
كذلك عقد ورشة كوديكولوجية تطبيقية احتضنتها قاعة مكتبة مولاي المهدي
التابعة لمندوبية وزارة الثقافة، وأشرف على تأطيرها كل من الأستاذ “أيوب
بن حكيم وعبد العالي عيادو ومحمد أملح”، حيث انتظم الباحثون والطلبة في
شكل مجموعات اختُصت كلُّ مجموعة بإعداد بطاقة معلومات حول مخطوط معين من
جملة مخطوطات تنتمي إلى مختلف فنون العلم ومن مختلف الأزمان، ثم خضعت في
الأخير لتحكيم من طرف لجنة مختصة، واختتمت اللقاء بتوزيع شواهد المشاركة
في هذه الدورة التكوينية في مجال الكوديكولوجيا وعلم
التحقيق.

بمناسبة انعقاد الدورة التكوينية
السادسة في مجال “الكوديكولوجيا وعلم التحقيق” بمدينة تطوان يومي السبت
والأحد ـ 19 و20 يناير 2019 ـ والمنظمة من طرف مركز تكامل المعارف
للدراسات والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بالمركز الثقافي بمدينة
تطوان، شارك الدكتور جمال علال البختي (رئيس مركز أبي الحسن الأشعري
التابع للرابطة المحمدية للعلماء) بتسيير جلستيها العلميتين، حيث قدم في
البداية لمؤطري هذه الدورة وهم ثلة من الخبراء في مجال تاريخ الخزانات
العلمية بالمغرب وعلم الكوديكولوجيا، وبين في نفس الآن اعتزازه بالهيئات
المشرفة على تنظيم هذه الدورة التكوينية التي سيستفيد منها عدد غير قليل
من الباحثين والطلبة المدعوين إلى النبش في المكتبات العامة والخاصة عن
الكنوز المعرفية لرفع الاهتضام الذي تعاني منه المخطوطات العربية في شتى
المعارف والفنون بمختلف المكتبات والخزائن العامة والخاصة.

وقبل انطلاق هذه الجلسات تقدم
المنظمون بتقديم كلمات الترحيب والتأطير وهم على التوالي؛ المدير
الإقليمي لوزارة الثقافة الأستاذ أحمد يعلاوي والأستاذ عبد الإله لغزاوي
باسم مؤطري هذه الدورة، ورئيس مركز تكامل المعارف للدراسات الأستاذ أيوب
بن حكيم وأخيرا الأستاذ علي اغصاي ممثلا للباحثين المستفيدين.

وهكذا ابتدأت المداخلات العلمية
للجلسة الأولى التي كان محورها: (تاريخ الخزائن وأهميتها) بمداخلة
الأستاذ عبد الإله لغزاوي (أستاذ بجامعة محمد الخامس) عرف في بدايتها
بتاريخ الخزائن بالمغرب منذ فجر تاريخه، معددا أسماءها كالخزانة الكبرى
لحاكم وليلي وخزانة يحيى الرابع في فترة حكم الأدارسة وخزانة الأمير
يوسف بن تاشفين المرابطي ويعقوب المنصور الموحدي وابن زيدان وخزانة
القرويين، وغيرها من خزائن المساجد الكبرى والزوايا العامرة والخزانات
الخاصة بمختلف المدن المغربية، ثم قدم المتدخل لمحة عن تاريخ المؤلفات
التي اهتمت بفهرسة هذه الخزائن والمكتبات. وأعقبتها مداخلة ثانية
للأستاذ خالد السباعي (مدير دار الحديث الكتانية) عرف فيها بكتابه
الصادر مؤخرا بعنوان (تاريخ المكتبة الكتانية) لمالكها الإمام عبد الحي
الكتاني، فبين أن الكتاب عبارة عن دراسة مُتخصِّصة ومُعمَّقة في مكتبة
الكتَّانِي، تتترجم لطور بنائها وتأسيسها، ومنهجية تنظيمها، وطُرق
ووسائل جمعها والبلدان والمُدن التي تزوَّدت منها المكتبة، وما أسهمت به
هذا المكتبة وكُتُبها في حفظ تاريخ وهويَّة المغرب الإسلامية، موضحا أن
صاحبها فتحها في وجه طُلَّاب المعارف، فكانت من أعظم وأفخم الخزانات
الإسلامِيَّة الخاصة في عصره. ثم تقدم الأستاذ عبد العزيز الساوري (إطار
بوزارة الثقافة) بعرض ـ هو في أصله مداخلة كان قد أعدها للمشاركة في
الاحتفاء بالعلامة محمد بنشريفة (رحمه الله) قبيل وفاته ـ بين فيه جملة
من نوادر المخطوطات الأندلسية ـ وخص بالذكر تلك المتعلقة 
بالأعمال الكاملة لأبي المطرف بن عميرة المخزومي، عارضا لمجموعة من
المخطوطات والنوادر التي ظهرت مؤخرا بالجزائر تؤرخ لفترة ملوك الطوائف
الثلاث بالأندلس.

أما الجلسة العلمية الثانية والتي كان
محورها: (تجارب في التحقيق) فقد استهلها الأستاذ محمد السرار (رئيس مركز
ابن القطان بالعرائش) بمداخلة عرض فيها لفهارس مخطوطات الخزائن المغربية
المطبوعة مقدما تعريفا عاما بها وبأنواعها باعتبارها مفتاحا من مفاتيح
البحث للمهتمين بمجال التحقيق والكوديكولوجيا، ليتوقف بعد ذلك بالبيان
والتعليل عند أهم الإشكالات التي تعترض الباحثين في التعامل مع هذه
الفهارس والكشافات. ثم تدخل الأستاذ محمد مفتاح (من كلية الآداب بتطوان)
معرفا بفن التحقيق وعارضا للشروط التي يجب أن يتحلى بها أي محقق، ومتخذا
من التحقيقات الثلاث لكتاب “السحر والشعر” لابن الخطيب نموذجا لأنواع
التحقيق في مجال النص الأدبي ما بين الرديء منها والمليح، ومثنيا على
التوجه المعاصر للتحقيق الجامع بين الكوديكولوجيا وصورة الكتاب أو علم
الكتاب الجمالي، وهي نظرة جديدة في هذا الباب. فيما كانت المداخلة
الأخيرة للأستاذ محمد أملح (من المديرية الإقليمية للتعليم بتطوان)
منصبة على موضوع طرر المخطوط المغربي متخذا من كتاب “العصيدة الشافية
البنفسجية على القصيدة الوافية الخزرجية في العروض والقوافي” للبطاوري
الرباطي نموذجا، معددا لهذه الطرر التي لا تخرج عن أنواع عددها كالتالي:
(طرة العنوان والتخريج والتصوير والاستدراك والترجمة والشرح والتفسير
والاستشهاد والتمثيل وطرة الفوائد)، ومستشهدا على كل واحدة منها بنماذج
من الكتاب المذكور.

هذا وقد شملت الدورة كذلك عقد ورشة
كوديكولوجية تطبيقية احتضنتها قاعة مكتبة مولاي المهدي التابعة لمندوبية
وزارة الثقافة، وأشرف على تأطيرها كل من الأستاذ أيوب بن حكيم وعبد
العالي عيادو ومحمد أملح، حيث انتظم الباحثون والطلبة في شكل مجموعات
اختُصت كلُّ مجموعة بإعداد بطاقة معلومات حول مخطوط معين من جملة
مخطوطات تنتمي إلى مختلف فنون العلم ومن مختلف الأزمان، ثم خضعت في
الأخير لتحكيم من طرف لجنة مختصة، واختتمت اللقاء بتوزيع شواهد المشاركة
في هذه الدورة التكوينية في مجال الكوديكولوجيا وعلم التحقيق.

 

إعداد الباحث: منتصر الخطيب

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق